هوامش :
- الأحــزام : الأحزاب .
- الصمصام : السيف ، ويُراد هنا القوة والجبروت .
- الضرغام : الأسد ، والمراد أهل الإيمان الشجعان .
- الإجذام : الإسراع .
إسلامُنا دينُ الرقيِّ السَّــامي = والمنهجُ الأعلى لكلِّ نظامِ
والناسُ تدركُ أنَّـه من بارئٍ = وبــه لهـم قيمُ بلا إبهــامِ
قـد خاطبَ الإنسانَ حيثُ أمدَّه = بالعقلِ والوجدانِ لا الأوهـامِ
تشريعُه وحيٌ ، فليس لمرجفٍ = أن يستهينَ يأقومِ الأحكامِ
وبـه مفاهيمُ النجاةِ ولـم يجدْ = أهــلُ الضَّلالِ الخيرَ في الأحزامِ (1)
باؤوا بباطلهم وبهرجِ فتنةٍ = عمياء قد جُبِلَتْ مع الآثامِ
يتلفتون وليس يدركُهم هوى = يجدون فيه حلاوةَ الأيامِ
زَجُّوا بأنفسِهم فعودتُهم إلى = سِيَرٍ مضتْ لعبادةِ الأصنامِ
هـاهـا بأرجاءِ البريَّـةِ أذعنوا = للكفرِ للإفسادِ للإجــرامِ
ولكلِّ موبقةٍ وكلِّ دنيَّئةٍ = ولكلِّ مـا يُفضي إلى استذمامِ
وشهيِّ نفسٍ زادَهـا في غيِّها = أو جـرَّهـا سفهٌ لأيِّ حــرامِ
مَـنْ صـدَّ عن نهجِ الشَّريعةِ نالَـه = ذلٌّ فلم يُدركْ حِمى استعصامِ
فالنُّورُ في فرقانِها لمَّـا يَغِبْ = أبـدًا عن القوَّامِ والصَّوَّامِ
فالمسلمون أعـزَّةٌ بكتابِهم = وبِسُنَّةِ المختارِ ذي الإكــرامِ
هـم يألمون لحـالِ أقوامٍ شكوا = صرفَ الزمانِ ووطأةِ الآلامِ
فالكربُ والويلاتُ والأهوالُ في = دنياهُــمُ تدعوا لحـالِ زؤامِ
والآخرون بغفلةٍ لـم يرعووا = ممَّـا دهى من زفرةٍ وضــرامِ
عاثوا بقوتهم ، وظنُّوا أنهم = أسيادُ أهـلِ الأرضِ بالصَّمصامِ (2)
بالقوةِ الرعناءِ خُيِّـلَ أننا = نهفو بأمتنا إلى استسلامِ
لا والذي برأ الوجودَ وخصَّها = بالذِّكرِ لـم تركنْ إلى إرغامِ
هي أمةُ القرآنِ حاشا أن يرى = أعداؤُهـا منها سوى الضرغامِ (3)
من صابرٍ ومجاهدٍ و مرابطٍ = دون الثغورِ شدا ومن مقدامِ
هيهات تُهزَمُ والعقيدةُ درعُهـا = والمجدُ يدعوها إلى الإجذامِ (4)
نامتْ لياليها ، وهلَّ المنتهى = فجـرًا يزيلُ حنادسَ الأوهـامِ
واستيقظتْ أرواحُ أبناءٍ لهــا = فتعاهدتْ ، فالفتحُ في إبرامِ
لـم ينكصوا فرسالةٌ تحدو بهم = أن الشعوبَ تتوقُ للإسلامِ
هي أمــةُ الرحماتِ عذبٌ ودقُهـا = يسقي بكأسِ الــوُدِّ والإكرامِ