قال تعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) 106/ النحل .
طوبى حماسُ فوجهُك النَّضرُ انجلى = عن صدقَ محتدك الكريمِ العنصرِ
قد عشتِ دومًا للجهادِ وللفدا = ولذمَّةٍ في قدسِنا لم تُخفَرِ
أرهبْتِ مَن آخى الصهاينةَ ارتدوا = ثوبَ الخيانةِ من قديمِ الأعصُرِ
وكفرتِ بالطاغوتِ والمللِ التي = كفرتْ بدينِ مُحَمَّدٍ لم تذخرِ
وأبيتِ ما مالأتِ أيَّ معربدٍ = رغمَ الحصارِ ورغم حشدِ العسكرِ
هجروك وحدَك في الميادين التي = لم ترضَ بالجبناءِ في ذا المحورِ
وأتاك كربُ حصارِهم وحصارِ مَن = عادوك من وقحٍ ومن مستهترِ
وأراكِ بالإيمانِ قلبُك عامرٌ = والمكرَهون على اليقينِ المضمرِ
عافاهم الرحمنُ في حقبٍ مضتْ = وأتت براءتُهم بآيِ مبشِّرِ
فدعي مغالطةَ السَّفيهِ مَن ارتمى = في حضنِ ساقطةٍ كريهِ المنظرِ
شهداؤُك الأبرارُ فازوا بالرضا = ما فيهُمُ في السَّاحِ أيُّ مقصِّرِ
يا أحمد الياسين ياتاجَ الفدا = ورسالةً تكوي فؤادَ المنكِرِ
هيهات أن تلدَ الحرائرُ مثلكم = فلقد مضيتَ بغمرِها كَغُضَنْفَرِ
لم تحتفل بضراوةِ الطغيانِ إذ = ناجزتهم بعزيمةٍ لم تُقهرِ
واليوم تختلطُ الأمورُ وما ارعوى = أهلُ العمى أو راقً رأيُ المبصرِ
الحاقدون على الشريعةِ همُّهم = حربٌ على الإسلامِ لم تتأخَّرِ
عربٌ وأعجامٌ وغارة فرسِهم = والروم معْ كسرى وأمة قيصرِ
ساموكِ بالأحقادِ تأكلُ بأسَهم = وتردهم تبًّا لجيبِ المشتري
كم قاتلوا ظلما وأمتنا لهم = لن تستكين لمعتدٍ متجبرِ
أو أن تذلَّ لمجرمٍ سفك الدما = أو تستكين جموعُها للبربرِ
كم جاسَ سفَّاحٌ ديارَ إبائِنا = وأتاهُ سهمُ الغيبِ من يدِ مُمْعِرِ
لا لن يفوز المجرمون براحةٍ = ولبائعيها خزيُهم والمشتري
إنَّ السليماني الرجيمَ ومثله = حقدٌ يبثُّك شأنُهم في الأعصُرِ
فاسألْ ليالي الدهرِ ما فعلوا بمَن = قد آمنوا بكتابِ دينٍ خَيِّرِ
هذا أبو الحَسَنَيْن يبرأُ منهُمُ = لكنَّهم بهُراءِ زورٍ منكرِ
والله ما عرفوا الحسين وما دروا = أنَّ الحسينَ لنا كبدرٍ مسفرِ
والبيتُ أهلُ البيتِ هم ساداتنا = وهم الأحبةُ بل ضياءُ المحجرِ
بئسَ الذين تنكروا لصحابةٍ = ولآلِ بيتِ المصطفى ذي المفخرِ
ياغافلا عن حبِّنا لنَبِيِّنا = ولآله ولصحبه لم تُبصرِ
أعماك حقدُك والجهالةُ أطبقتْ = وعليك عشعشَ بعدُ سوءُ المظهرِ
ستنالُ من ربِّ السماءِ عقوبةً = في هذه الدنيا إذا لم تقصرِ