يا حبيبي يا رسول الله
أتعجبُ من حبّي وشوقي إلى الّذي = سهرتُ له ليلي وناجيتُه فجرا ؟
فوالله لو أسطيعُ ما كنتُ تاركاً = حِماهُ ولا كنتُ ارتضيتُ به مصرا !
على الرُّغم منّي قد بعدتُ وإنّني = أحسُّ بأنّ البعد يورثني الجمرا !
هوالحِبُّ ذقتُ الشّهدَ من زهر روضه= فأنسانيَ الشّهدُ الشّهيُّ أسىً مُرّا !
هوالنّورُفي قلبي وعيني وفي النُّهى = هو الطّبُّ للأدواء تورثنا الشّرا !
هو الفجرُ أهدى للمحبّ نسيمَه = وحمّله رَوْحاً يُؤَرّجُنا عُمرا
* * *=* * *
ومَن سيكونُ ذاك سوى الّذي = هدى إلى الحقّ أقواماً يريد بهم خيرا ؟
رسول الهدى والنّاسُ في غيهب العمى = أنار لهم درباً وأعلى لهم ذِكرا !
فلمّا أطاعوهُ أناروا بهديهِ = ظلامَ الورى حتّى أضاء وأزهرا !
وحين الهوى ألقى بهم في غياهبٍ = رأيتَهمُ ذلّوا وقد أُبْدِلوا خسرا !
* * *=* * *
ولكنّ مَن حبّوك جاؤوا ليشربوا = كؤوس نداكم إذ تجود لهم قَطرا !
وجئتُ رسولَ الله بين أحبّتي = ويحملُني حبٌّ أبوحُ به جهرا !
فلمّا تغشّتني من النّور هالةٌ = تواثب قلبي كي يضمَّ لكم قبرا !
إليك رسولَ الله منّي تحيّةً = كأمواج مدِّ البحرلا تعرف الجزرا !
سلامٌ عليكم ما توالت أهلّةٌ = سلامٌ عليكم لا نطيق له حصرا !
حبيبي رسولَ الله إنّي لعاجزٌ = فما ليَ من حولٍ أصوغ به شِعرا !
فشعريَ هذا جُهدُ مُضنىً مقَيدٍ = وكيف لمُضنىً أن يُبين بكم فخرا ؟
فحسبُك أنّ الله أعلى مقامَكم = ومَنْ يُعلِهِ المولى ينَلْ عندَه القدرا !
إليك رسولَ الله أزجي تحيّةً = مضَمَّخَةً بالحبّ أرجو بها البشرى !
فحبُّ رسول الله نور حياتنا = وحبّي رسولَ الله أورثُني الخيرا !
حبيبي رسول الله أرجو شفاعةً لعلّ بها ينجو الّذي يحمل الوزرا !
* * *=* * *
جزى الله خيرا مَن تعاظم بِرُّه = فأحسن حتّى نال من ربّه الأجرا !
حمدت له أن حطّ بي بجناحه = من البِرِّ حيثُ الحِبُّ قد نوّر الزّهرا !
ركبنا جناح البرّ حتّى أحلّنا = رياض رسول الله يا طيبَها عطرا !
هناك دعونا الله للأهل والأُلى = يدينون دين الحق ، أنْ يُلْهمَ الخيرا !
وأن ينصر الله القديرُ مجاهداً = يقاوم ظلماً أو يموتَ فيُعذَرا !
كذاك نرى مَن طال في الأسر مُكثُهُ =يعود إلينا شامخاً مطلَقاً حرّا !
ملاحظة : البيت الأول للشّاعر الأموي عبد الله بن الدّمَينة
وسوم: العدد 912