* خرجت من معهد تحفيظ القرآن الكريم ناجحة ، فرح بها والدها واستبشر خيرا ولسان حاله يقول :
نجحتْ ونورُ اللهِ في القسماتِ=جذلى بخيرٍ فاضَ بالآياتِ
هذي ابنتي نالتْ شهادةَ فوزِها=وتفوَّقتْ بالأجرِ والدَّرجاتِ
فكأنَّني ألقى ملائكةَ الرِّضا=ولها النِّداءُ : أنِ ارتقي بثباتِ
ومن المنازلِ في الخلودِ تخيَّري=ما قد أعدَّ اللهُ في الجنَّاتِ
هذي مواعيدُ الأحاديثِ التي=كانتْ لأهلِ الذكرِ والصلواتِ
اليومَ نقرؤُها بأسفارِ الهدى=وغدا نراها غيرَ مختلفاتِ
فثقي بوعدِ اللهِ أنتِ بُنَيَّتِي=واستكثري من وفرةِ الحسناتِ
بشرى لها ولوالديها إنَّها=وجدتْ بما للسعيِ من ثمراتِ
حفظتْ كتابَ اللهِ واستهدتْ به=في سيرةٍ محمودةِ التَّبعاتِ
محمودةِ الأقوالِ والأفعالِ ما=برحتْ تردُّ مساوئَ الهفواتِ
طوبى لها يُنبي تَخَرُّجُها بما=لمعاهدِ التحفيظِ من خيراتِ
وبمعهدِ الزهراءِ في نجرانَ قد=نالتْ قطوفَ خمائلِ الرَّوحاتِ
درستْ فأغنتْ وعيَها رَشَدًا وهل=أغلى من القرآنِ في الصَّفحاتِ !!
ومن الهدى في السُّنَّةِ الغرَّاءِ ما=فيها سوى الأسمى من الرَّغباتِ !!
تمشي وتحدو حولها الآياتُ في=جمعٍ بمعهدِها مدى الأوقاتِ
عاشت مع القِيمِ النَّبيلةِ ما انثنتْ=مثل اللواتي تِهْنَ منكسراتِ
وقتلْنَ أسبابَ السعادةِ بالهوى=في سوقِ أهلِ الزيفِ والشَّهواتِ
ويلٌ لهنَّ فقد وقعْنَ بكفِّ مَنْ=فَقَدَ الضميرَ وعاشَ لللذَّاتِ
يصطادُهُنَّ بألفِ ألفِ وسيلةٍ=وبألفِ حبلٍ شُدَّ بالزَّلاتِ
فترى اللواتي مادريْنَ سوى الهوى=في غفلةٍ قد جئْنَ مبتذلاتِ
ونسيْنَ يوما فيه تُفتَضَحُ التي=نسيتْ مقامَ اللهِ في السنواتِ
لبَّتْ نداءَ المجرمين وأدبرتْ=عن صوتِ وحيِ اللهِ والدَّعواتِ
ماذا يريدُ الفاسقون ؟ فبئسَ مِنْ=لانتْ لصوتِ الفسقِ والزيناتِ
داسوا حقوقَ المرأةِ المُثلى بما=في المكرِ من عبثٍ ومن نكباتِ
ولقد أرادوها أداةَ تفَسُّخٍ=لشبابِ مجتمعٍ ، وقتلِ الذَّاتِ
هاهُنَّ في عُريٍ وفي غُنجٍ وفي=سفهٍ بسوءِ الفعلِ منهمكاتِ
حريَّةٌ سبقت !! فلا تعجبْ إذا=قد عِشْنَ للفسَّاقِ مبتدراتِ
تأبى الكريمةُ أن تُلاثَ دروبُها=بالطيشِ ـ طولَ العمرِ ـ والشُّبهاتِ
وهي الأبيَّةُ صانها إيمانُها=باللهِ ، فاستعلتْ على النَّزواتِ
وهفتْ إلى الأفقِ الذي لايُرتَقَى=إلا بهذا الدِّينِ في الحلباتِ
وبحفظِ هذا النهجِ نهجِ محمَّدٍ=ِ وبذكرِ ما للموتِ من سكراتِ
وخشوعِ هذي الروحِ في جسدٍ سما=بطهارةِ الأحناءِ من فلتاتِ
قالوا : النجاحُ . فقلتُ : ليس بنافعٍ=إنْ لم يكنْ في رِفعةِ الهاماتِ
واليومَ بورك للبناتِ نجاحُهُنَّ.=. بثوبِ هذا الفتحِ مبتهجاتِ
هذا النجاحُ وثيقةٌ أرجو بها=يومَ المعادِ شفاعةً لنجاتي
فاقرأْ ورتِّلْ وارتقِ الدَّرجاتِ في=روضاتِ هذا الفوزِ بالرَّحماتِ
تلكم أحاديثُ النَّبيِّ المصطفى=تنأى عن الزَّلاتِ والشبهاتِ
* * *=* * *
أّبُنَيَّتي لم ننسَ أهلَ الفضلِ في=جمعيةِ التَّحفيظِ في السَّجداتِ
ندعو لهم أنْ لاتضيعَ جهودُهم=فبها استنارَ الجيلُ في الظلماتِ
وبها ارتقتْ سِيَرٌ وعافتْ ما أتى=من شرِّ مافي العصرِ من آفاتِ
وسمتْ بها تلك النُّفوسُ ، فما رنتْ=للغيِّ والإفسادِ في القنواتِ
ما أعظمَ الفتياتِ عِشْنَ تألُّقًا=وسَعَيْنَ بعْدُ لأشرفِ الغاياتِ
في معهدِ الزهراءِ فاطمةِ النَّدى=شهدتْ بناتُ الحيِّ خيرَ صفاتِ
طوبى لهُنَّ ، وشكرُنا لجهودِهِنَّ .=. وربُّهنَّ يزيدُ بالحسناتِ
تبقى صفاتُ المؤمناتِ جليلةً=تومي لهنَّ بعفَّة الخفِراتِ