عبد السميع الأحمد
*******************************************
الرضيع الشهيد
د. عبد السميع الأحمد
*******************************************
( أحمد تيسير)
*******************************************
ويمضي الركب لا يلوي للوم
ولا لهمز أو للمز من جبان
ويهتز العدو لوقع صوت
من الأبطال يظهر للعيان
ويصمد في النزال رجال عز
ويصعد من سيصعد للجِنان
ويدرك من تخلوا أن ركبا
به القرآن لايثنيه جان
وأن النصر آت رغم أنف
سعى في الذل مكسور الجَنان
*******************************************
من جميل الشعر قول معروف الرصافي:
هَب أنني طفتُ السماء مُحلقاّ
وبنيتُ قصراً في الفضاء وخندقا
أو أنني أصبحتُ أول حاكمٍ
بلغ الأعالي دون خوفٍ وارتقى
ورُزِقتُ خيراتِ الكواكب كلها
وملكتُ جيشاً كالنجوم وفيلقا
أيفيدُ هذا حين أول سكرةٍ
عند المماتِ بدون زادٍ أو تُقى؟
كلا فلن تجدي الممالك والدُنا
إلا الذي قدمتهُ قبل اللِقا
واعلم بأن العيش فانٍ إنما
سيفوزُ من باللهِ كان مُعلَّقا
*******************************************
قال ابن القيم، في قصيدة طويلة:
رابطْ بشعرك في الثغور اللاهبة=وازْأرْ - فديتك - في الجموع الغاضبة
وانسجْ قوافيك العنيدة من شمو=خ المقدسيِّ الطفل من فم طالبة
من غضبة المظلوم يزأر في الطغاة=الأرض لي، ولأمتي المتعاقبة
فالشعر إن لم ينتفض للحق أخْيـ=ـلةٌ وعاطفة شَرودٌ كاذبة
فاصدعْ بأمر الله، وانثرْها حرو=فًا حارقاتٍ - تتلظّى – لاهبة
أيها الحارقون طفلا رضيعا=اُقتلونا فإننا لن نبيعا
جاثمون على صدور بنيكم=لو أَكلنا مدى الزمان ضريعا
لا نُبالي في الحق أن نتلوى=في لهيب الأخدود أو أن نجوعا
هذه الأرض أرضنا وبنُونا=كغصون الزيتون تأبى الخضوعا
قد رضعنا الإباء والعُود غضٌّ=أترى الشبل يَقبل التركيعا
كل تلك الحشود من أجل طفل=أيُّ طفل يُريع تلك الجُموعا
أَشعِلوا الحقد في قلوب الثكالى=وامْلؤوها تأبِّياً ونزوعا
هذه الماجدات يحملن فجرا=قد تبدّى خلف الهضاب طلوعا
يتراءى تحت الغمامة جيشاً=يتهادى وقد أضاء الشموعا
أيها الطفل أنت أصبحتَ جيشاً=ملأ الكرْم والقُرى والنُّجوعا
ومن اللحد قد تفتّق حقلٌ=نثَر العشبَ حوله والزروعا
يا فلسطين والجروح قصاص=علِّمينا أن الدِّما لن تضيعا
واكتبينا في الخانعين إذا لم=نَجْرِ فيك دما زكيا نجيعا
أنتِ جرح ما زال ينزف وجدا=في فؤادي ويستفزُّ الضلوعا
لا تُبالي، رغم الجراحات إنا=قد أفقنا نجلو الكرى والهجوعا
هذه الشام حطّمت آسريها=وأزاحت أغلالها والنّطوعا
لا تَهاب الخطوب موتاً زؤاماً=قد أعدّت للعاديات الدروعا
يعذب الموت في سبيلكَ ربي=فاكتبِ النصر للأباة سريعا
قد لجأنا لله وهو قريب=والموالي يَستصرخون السميعا
قد تداعتْ كل الغُزاة علينا=واستباحوا أصولنا والفروعا
ولنا فيك يا إلهي رجاءٌ=أن تُذلّ العدا وتُخزي الجموعا
أيها المجرمون في تل أبيبٍ=والذُّنابى لقد خسئتم جميعا
إني لأَرْقبُ فجراً غابَ ، واحتجبا=قد طالَ ميقاتهُ ... لكنه اقتَرَبا
سيفضحُ الصبحُ مَنْ في أرضنا غدروا= ويكرمُ اللهُ مَنْ ضحَّى أو اغتربا
ذهب الرجال وحال دون مجالهم = زمرٌ من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم = ساروا ولكن سيرة البطال
لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا = كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا = سبل الهدى بجهالة وضلال
عمروا ظواهرهم بأثواب التقى = وحشوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت قال الله قال رسوله = همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت قد قال الصحابة والأولى = تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت قال الآل آل المصطفى = صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت قال الشافعي وأحمد = وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت قال صحابهم من بعدهم = فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول قلبي قال لي عن سره = عن سر سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي = عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي = عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها = ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا = بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا = شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم = نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم = وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو سنة = صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل = حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار والآثـ= ـار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى = من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها = من مثلهم واخيبة الآمال