ربِّ هـذا رجاؤُنا والدعاءُ = وخطانا ومـا وَنَتْ والمَضاءُ
والقلوبُ التي تفيصً ولاءً = لهدى المصطفى ففيه النَّجـاءُ
ماركنا لغمرة العصرِ ألقتْ = في مغاني بلادنا الضَّرَّاءُ
بادَرَتْنا شدَّاتُـها كشَّرتْ فيها . = . وحوشًـا أنيابَها الأعداءُ
قـد أتونا من كلِّ حدبٍ وصوبٍ = وعلينا تؤزُّهـم بغضاءُ
وعلى المسلمين هاهم تداعوا = والمآسي فصولُهـم والعناءُ
عاصفات غاراتُهـم ليس للبغيِ . = . علينا طولَ العصور انتهاءُ
هـم ينادون بالحقوقِ وهـم مَن = كفروهـا فما لديهم حيـاءُ
ركلتْها أقدامُهم واستباحوا = حُرماتٍ فهـم لبغيٍ ظِماءُ
ربَِّ جـارَ الأوغادٌ وانكشفَ السِّترُ . = . وضجَّتْ في الأمـةِ الأصداءُ
هي شكوى جراحِنا ، وهي الهولُ .= . تلظَّتْ نيرانُه والبلاءُ
أثقلتْ كاهلَ الشعوبِ الرزايا =حيثُ جدَّت بضَيْمِهـا الأنبـاءُ
والشعوبُ التي تَوَجَّعُ عُطلٌ = وأيادي إبائِهـا شلاَّءُ
والقلوبُ التي تئنُ حيارى = وبك استنْجَدَتْ فأنتَ الرجاءُ
فأغثنا وَرُدَّ بأسَ الأعادي = فَقُوَاهُـم إذا قضيتَ هبــاءُ
ياقريبًـا يُرجَى وأنتَ عليمٌ = بالمصيباتِ : أهلُها ضعفاءُ !
فأزلْ عنَّـأ هذا الظلامَ وعجِّلْ = واصرف السوءَ في دجاهُ الفناءُ !
محنٌ تملأُ الصدورَ اكتئابًا = وذنوبٌ وحسرةٌ وانكفاءُ
فامحُهـا ربِّ مُسْعِفًـأ مَن تردَّى = واستباحتْ أيامَه الأهـواءُ
قـد أتينا ربَّاهُ نلتمسُ العفوَ . = . وهـذا ابتهالُنـا والبــراءُ
كلُّنا ربِّ في متاهةِ كــربٍ = وتخلَّى عن الجميع الهنـــاءُ
وابتعدنا عن الجميعِ وعدنا = فتقبَّلْ قد ضاقت الأرجاءُ
لا إلى غيرِك الرجوعُ ولكنْ = أسعفتْنا الشريعةُ الغرَّاءُ
نحن ندري أنَّ الظلامَ سيُمحَى = والطريقُ الطويلُ سوف يُضاءُ
وبدينٍ مُحَمَّدِيِّ سيأتي = لأولي الصبرِ في الضُّحى البُشراءُ
ونهارُ انتصارنا ليس يأتي = بسواهُ ، ولن يفيدَ الهُــراءُ