طوبى لشعبٍ ثار لم يركنْ إلى = عبثِ الطغاةِ ، وخسَّةِ الأشرارِ
حَطَمَ القيودَ ، وكسَّرِنْ نيرَ الأذى = ومضى برغم المجرمِ الجزَّارِ
عرف الحقيقة ، وانجلى في دربِه = وجهُ الخؤون السَّيِّئ المكارِ
وعصابة مأفونة في وكرها = من شرِّ ما للعارِ من أوكارِ
لبستْ ثياب نكوصِها ونفاقها = وهوانها المنسوجِ بالأوزارِ
ماضرَّ شعبي أن تُمَدَّ أكُفُّ مَنْ = باعوا الضميرَ لماهرِ الختَّارِ
هذي الجموع تظاهرتْ لم تستجبْ = إلا لنصرةِ دينِها المعطارِ
ل مَّـا تهبْ أنيابَهم إذْ كشَّرتْ = أو غرزَ صدرِ العزِّ بالأظفارِ
فهُمُ الذئابُ ، وليس للذئبِ الذي = يعوي حذاء أخي الأذى بشارِ
شربوا دماءَ الناسِ ، لابشرى لهم = إلا القصاص بيوم أخذِ الثَّارِ
يمضي إلى النصرِ المؤزَّرِ شعبُنا = وإنِ ادلهم الدربُ بالأخطارِ
ياشعب سوريا ألا بشرى لكم = من خير خلق الله في الأسفارِ
فالشام طال على رباها جَورُهم = واسودَّ أفْقُ الشامِ لاستنكارِ !!!
حكامها من أربعين حثالة = مذمومة الحركات والأفكارِ
منبوذة في عالَم متخبطٍ = بهوى الجناة ، وسطوة الفجَّارِ
لكنْ وقد هلَّ الربيعُ بزهوه = تسقيه شوقا أعذبُ الأنهارِ
وعلا به صوتُ الشبابِ فلن ترى = ظلما يقوم بربعِنا المحبارِ
فكفى الطغاة تعنُّتًا وخيانةً = وتجبُّرًا بعشيَّةٍ ونهارِ
آن الأوانُ لكي تزولَ وجوهُهُم = عنَّــا ، ففيها شؤمُ قبحِ العارِ