الموتُ حقٌّ ولكنْ يجرحُ الكَبِدا = ويوجبُ البؤسَ والآلامَ والنَّكدَا
فيعلنُ الدَّمعُ حزْناً موسمًا مَطِرًا = مِن شدّة الوَجْدِ يُوهي الصّبرَ الجَلَدَا
ماذا تفيدُكَ أقوالٌ بِتعزية ٍ= إن كان قلبُك بالأحزانِ مُتَّقدا
لكنَّ كلَّ عزاءِ المرْءِ في أمَلٍ = عند الرّحيمِ يعيدُ العقلَ والرَّشَدا
ما غابَ من لمعتْ أخلاقُه وغدَت ْ= للفوزِ والقُربِ عند اللهِ مُستَندَا
أكْرِمْ بذي عفّةٍ عليا وذي شرَفٍ = قد كان يُغنيه عن ذي اللُّؤمِ ما وجَدَا
قد كان يقنعُ بالأرزاق في ثِقةٍ = ما ضاق بالعُسرِ في الدّنيا وما حَسدَا
يسعى ويكدحُ في طُهرٍ يعزُّ به = ولا يمدُّ إلى أهل الرُّيوعِ يَدَا
عانى الأمرِّين في عهد الجهادِ وما = رامَ الغنائمَ لمَّا الإنتصارُ بَدَا
رَبَّى بَنيهِ بما يُعلي كرامتهمْ = علمٌ وطُهْرٌ ونُبلٌ في الورى وَهُدَى
أبي صديقي تمتّعْ بالرّحيلِ فذا = حادي النُّفوسِ إلى أرض النَّعيمِ حَدَا
لا يُخلفُ الله ما جاء الكتابُ به = الله ينجزُ أهلَ الفضلِ ما وَعَداَ
حسبي افتخارًا بمن تزهو القبورُ به = لمّا أتاها بنورِ الحقِّ مُعتقِدَا
وبالفضائلِ والآياتِ يحملُها = قلبٌ طهورٌ بحبِّ الصّالحاتِ شَدَا
تسعون حولًا من الإيمان خالصةً = ألا تنجِّي فؤادا كالغمامِ نَدَى؟
ظنِّي جميلٌ فربُّ النّاسِ يرحمُ منْ = لغيرِ خالقهِ الرَّحمانِ ما سَجَدَا