أبو جلال
إلى روح جار الرضى أبي جلال؛ والد الشهيدين عبد الحكيم وجلال؛ تقبلهم الله جميعا:
أغضي حياءً إنْ أردْتُ رثاءا
ويَرَاعيَ المحزونُ ندَّ عزاءا
ماذا أقولُ وقد تلبَّدَ خاطري
وحُشَاشتي ضَرَمٌ شَوَى الأجواءا
لكنَّ ربي مصطفيكَ إلى العُلا
فاعرجْ إلى حيثُ الرحيمُ سماءا
يا والدَ الشهداءِ إذ ورثوا الهدى
قد كنتَ تشقى لو بقوا أحياءا
هذا (جلالٌ) قد تسربلَ بالمنى
موتاً زؤاماً قد أزاحَ عناءا
إنَّ الشهيدَ حياتُهُ بحِمَامِهِ
فانظرْ إليهِ مجاهداً معطاءا
إنَّا لنسقمُ في بليدِ حياتِنَا
وهمُ بموتٍ أصبحوا أحياءا
نشقى ونسقمُ والحياةُ سقامُنا
وهمُ أصابوا بالهلاكِ شفاءا
(عبدُ الحكيمِ) كذلكم في دربِهِ
ركبَ المنايا سلَّماً وعُلاءا
فرقى إلى برٍّ رحيمٍ عادلٍ
فاللهُ إنْ كتبَ الشَّهادةَ شاءا
سارا على سَنَن النبيِّ وهديِهِ
لقيا بذاكَ محبَّةً وصفاءا
*******
(وأبو جلالٍ) في التصبُّرِ سالكٌ
صبراً جميلاً سامقَ الجوزاءا
؛ فالصبرُ بابٌ للجنانِ ومُدخَلٌ
فاصبرْ تُلَقَّ الخيرَ والأنداءا
واللهُ يُدخلُ من تصبَّرَ راضياً
جنَّاتِهِ وبلا حسابٍ ساءا
يا طيبَ صبرِكَ في المكارِهِ والوغى
هو بلسمٌ يحبو السقامَ دواءا
فلأنتَ مدرسةُ التصبُّرِ في الشَّقا
نحن التلامذُ إذ نلوذُ ولاءا
علَّمتنا كيف التَّصبرُ يُجتبى
فجميلُ صبركِ في الوجودِ أضَاءا
جارٌ عزيزٌ إذ تخطَّفَهُ الرَّدى
كانَ المقالُ تصبراً ورضَاءا
وسوم: العدد 966