شُدِّ الزِّمامَ فإنَّ القلبَ يُختَبرُ = والنّفسَ تصْبُو وقد يُزري بها الوَطَرُ
لا تتبعنَّ نُفوساً ليسَ يَضبِطُها = عن التّوغُّلِ في يمِّ الهوى جُدُرُ
النّفسُ تهفو بلا وعيٍ ولا حَذَرٍ = والعقلُ نورٌ به التّقديرُ والنَّظرُ
فإنْ تراخيتَ عن كبْحِ الهوى نَشبَتْ = نارُ الهواجسِ والإيمانُ يندَحِرُ
والقلبُ يغرقُ في ريبٍ وفي نكَدٍ = والنُّورُ يُطمسُ : لا فهمٌ ولا عِبَرُ
النَّفسُ كالطِّفلِ إنْ أهملتَها رسبتْ = في هوَّةِ الخُسْرِ حيثُ الإثمُ والكَدَرُ
فانظرْ بعقلكَ في كلِّ العواقبِ إنْ = رأيتَ هاجِسَها في الدّونِ ينحَدِرُ
واكبحْ جماحَ الهوى قبلَ السُّقوطِ فما = يُنجي العبادَ سوى الإيمانُ والحذَرُ
إنّ الحياةَ ثوانٍ من يهيمُ بها= يَقفُو هواهُ كمنْ بالسُّمِ يَنتحِرُ