بين السجدتين

وفي السَّجَداتِ يُحَلِّقُ قلبي

وَتَلتَذُّ نفسي بنُعمى السَّجودْ

فلم أبغِ إلا مديدَ السُّجودْ

لتأتيَ نشوةُ ركنِ القعودْ

~أطيلُ~ ولكنَّي مُدنَفٌ

فأُجذبُ ثانيةً للسُّجودْ

فيتَّصلُ القلبُ في تَبْلِهِ

بربٍّ عليٍّ رحيمٍ ودودْ

أغيبُ كأنِّي صريعُ الجَوَى

ولكنَّني في مقامِ الشُّهُودْ

إذا ما سجدْتُ لربِّي بذُلٍّ

أهيمُ كأنِّي بدارِ الخُلُودْ

... أغيبُ

~ أغيبُ

وكلِّي هُيامٌ

وأسبحُ في ملَكُوتِ الوجُودْ

******************************

ثِقْلٌ

إلهٌ: رحيمٌ~ جليلُ

وعبدٌ: ببابٍ ~ ذليلُ

؛ فقد أوهنتْهُ المعاصي

وثِقْلُ المعاصي وبيلُ

يمدُّ الأكُفَّ افتقاراً

وعينٌ بوَجْدٍ تسيلُ

تَدَارَكْهُ ربِّي بعطفٍ

فإنّ المُقُامُ ثقيلُ

******************************

يبسطُ يدهُ

وفي آخر الليلِ يحلُو الدُّعاءْ

ويتَّجهُ القلبُ نحو السَّماءْ

وربِّي هنالك قد قالَ فضلاً:

ألا من سؤالٍ~ أُلبٍّي النِّداءْ؟

فربُّكَ يبسُطُ كفيهِ ليلاً

فنُزجي المَتَابَ~ فيحبُو العَطَاءْ

،،وفي يومِنَا منهُ فضلاً: أكُفٌّ

~فندعُو... وينزاحُ عنَّا العَنَاءْ

: فرحمَاكَ ~ رحمَاكَ ربَّ السَّمَاءْ

بمن وقفُوا عندَ بابِ الرَّجَاءْ

******************************

خيبةٌ

هتَفَ الجَوى للقلبِ يُنشدُ عاتبا

فامتدَّتِ الآهاتُ للفَلَواتِ

العمرُ يمضي في حنينٍ مبهَمٍ

والقلبُ تَاهَ بلُجَّةِ الظُّلُمَاتِ

كم ذا عكفْتُ على السُّلوِّ بغدوةٍ

فإذا العَشيُّ يتيهُ في النَكَسَاتِ

أرنو إلى الأفْقِ البعيدِ فلا أرى :

إلاَّ مزيداً من : رَدَى الخيبَاتِ

******************************

قالتِ الشَّمسُ:

وغزالةٍ بزغت بأبهى طلعةِ

من خِدرِ أُمٍّ تكتسي بالبهجةِ

وتقولُ: هيَّا يا رفاقي للمنى

قومُوا إلى الدُّنيا بأندى همَّةِ

أغذوكُمُ من شَوْبِ نوري دفقةً

فاسعوا بدأبٍ في مناكبَ رحبةِ

سيروا بأرضينَ الإلهِ ؛؛فتبصروا

ما قد أفاءَ من العَطَايَا الجَمَّةِ

؛ بَسَطَ الأراضينَ الحِسَانَ كدحيَةٍ

والمَاءَ أجراهُ كأعظمِ نعمةِ

،، أرسى جبالاً؛ أنْ تميد بسيطةٌ

،،،ومراعياً جعلَ الغداةَ كجنَّةِ

؛؛؛ فاستمتعوا بجلالِهَا ~ وجلالِهَا

،،،،ولتشكروا ربَّاً أضاءَ دُجُنَّتي

******

أنا نعمةٌ فيَّ الضِّياءُ مشعشِعٌ

عُبُّوا بريقاً من مظنَّةِ عِترتي

قوموا إلى العلياءِ في وَضَحِ الضُّحى

واسعوا إلى مجدٍ ينامُ بعتمةِ

وارقوا إلى قممِ المعالي غدوةً

ولتمسحوا ما قد جثَا من شِقوةِ

إنَّ المعالي : نورُ شمسي بُكرةً

وتلادُكُم قد سُطِّرَتْ في صُبَحتي

من نامَ في ليلٍ غشُومٍ بالخَنَا

فهو المعادي للضِّيَا من بسمتي

******************************

كذوبِ

الشَّمسُ تنشُجُ بالنَّحيب ~ واليومُ يُؤْذن للمغيبِ

والبدرُ يهتفُ للبُدُورِ: ألا استعدي للغُرُوبِ~~~

ونسيمُ عطرٍ من شمالٍ قد هفا ، ، أو من جنُوبِ

هبَّتْ نسائمُهُ دُجىً ~~~ عبقَتْ بأشذاءِ الطُّيُوبِ

غرقتْ غزالةُ صُبحِنَا في جوفِ بطنٍ من غُيُوبِ~

شَفَقٌ تبدَّى هائماً ~~~~~~يلهو بأنظارِ اللبيبِ

والبدرُ متَّسِقٌ بشَعرِ الحِبِّ في ألَقٍ عجيبِ~~~

؛؛وَسِقتْ لياليهِ بِجَوْنِ الوَجْدِ في التَّبْلِ المريبِ ~

..وأنا~وشوقي في انتظارِ الوعدِ من حِبٍّ كذوبِ..

******************************

في اللاَّشعُورِ

أغمضْتُ عينيَّ في صحوٍ بلا وَسَنِ

ورحْتُ أحلمُ كالأطيارِ في الفَنَنِ

أُمتِّعُ النفسَ بالأحلامِ~ ~أسعدُهَا

فالنَّفسُ والحلمُ مثلُ المرءِ والوطنِ

وطِرْتُ نحو سماءٍ ليسَ تشبهُها

إلا قلوبٌ هوتْ في الحُسْنِ والفتنِ

وصرْتُ في لحظةٍ كالبرقِ عاجلةٍ

قد انعتقْتُ من الأبعادِ والزَّمنِ

تركْتُ في الأرضِ طيناً كانَ يُلزبُنِي

لأسبحَ اليومَ في طيفٍ من الشَّجَنِ

فقلْتُ والسعدُ بالأفراحِ يغمرُني:

تلكم سُويعاتُ عمرٍ في دنَا المننِ

~~ وأقبلَ الحِبُّ في شَوقٍ يعانقني

؛؛ لهُ جناحانِ من حُسْنٍ،، ومن سَكَنِ

وحطَّ كالطَّيرِ قربي ساهماً فرِحَاً

فغرَّدَ الطيرُ من فوقي على حَزَني

كانت لُحيظاتِ لُقيا شِمْتُها دهراً

~ولا جُناحَ فإنَّ النَّأيَ لم يَأِنِ

واستسلَمَتْ روحيَ الولهى لمقصدِها

وقد سَلَوْتُ عن الآهَاتِ والمحَنِ

وغبْتُ في شطحَاتِ الطَّيف أتبعُهُ

بلا شوارعَ : في كدسٍ من المدنِ

وسُحْتُ في سَبُحاتِ الجوِّ منطلقاً

إلى عوالمَ من أحلامِ مفتَتَنِ

فحلَّ فيَّ شعورٌ <>لا شعورَ بهِ

؛؛ فالجسمُ في جهةٍ~~ والرُّوحُ قي شَطَنِ

وَلَجَتُ جنّةَ محبوبٍ فأرفدني

من الرِّعايةِ في وصلٍ مع الشَّجنِ

،، وقلْتُ يا ربُّ طَوِّلْ حلمَنَا أبداً

؛؛ فنرتوي من فراتِ الوَصلِ في سَكَنِ

****

.... لكنَّهُ العمرُ محتومٌ ببارقةِ

تمُرُّ كالطَّيفِ ؛ عجلى ، في دُنَا الوَهَنِ

~~ فتحْتُ عينيَّ أرنو نحوَهُ وَجِلاً

،،، وعُدْتُ نحوَ دَنَايَا القهرِ والحَزَنِ

: هي الأماني ترُوعُ القلبَ في شَجَنٍ

،،،،وترتوي بمُزُونِ الشَّجوِ والأسَنِ

....يستيقظُ الحلْمُ كيما نُبتلى أبداً

في عالَمٍ من دواعي النَّزفِ في الدِّمَنِ

قد طارَ حلمي~~ وعادَ الصَّحوُ مزدجِراً

،، وغابَ ما كانَ من وجْدٍ~~ ومن وسَنِ

وجدتُني في مقامي والنُّهى : نَهَبٌ

، وصارَ يعُمُرني : ما كان مرتهِني

وبِتُ للفجرِ أرعى أنجماً سمرتْ

مع النَّيازكِ في : أشجانِ ممتَحَنِ

أعيشُ غربةَ أيامي< أكابِدُهَا

... ويزحفُ الهمُّ فوقَ الصَّدرِ بالعفنِ

******************************

قلبٌ ~ وعقلٌ

ترابيَّتي في البلاءِ ~ ونفسي

~~ وروحٌ تشعشعُ في طيرِ أُنْسِ

وما بينَ هذا >< وذاكَ صراعٌ

يطولُ~ يطولُ~ ببخسٍ ونكسِ

حروبٌ كأني بذبيانَ تعدو

على أبرياءَ بدارةِ عبسِ

فيا "أربعينَ" استطالتْ بحربٍ

ألم يأنِ يومٌ ليمحوَ أمسي؟

يلُوبُ الفُؤادُ جَوَىً بالأماني

ويلتذُّ بالفقدِ قلبٌ ببخسِ

وما العيشُ إلاَّ ثوانٍ ~ ويمضي

  • وينتظرُ المرءَ جَوْنٌ برمسِ

لقد أُوقدَ القلبُ منِّي ضِراماً

~ ولكنَّ عقليَ ماءُ التأسِّي

وحوليَ من مغرياتِ الحياةِ

صُنُوفٌ، وألوانُ : نُعمى وبؤسِ

تنادي الدَّنَايَا : تَعَالَ ...تعالى

ويعتزُّ قلبي بإيمانِ قدسي

ويرتاحُ قلبي لذكرِ الكتابْ

وتعبقُ في النَّفسِ "آيةُ كرسيْ"

لقد أنزلَ اللهُ داءً عضالاً

وأجرى الدَّواءَ بتهذيبِ نفسِ

لكي تضعَ الحربُ أوزارَهَا

؛ تُقَبِّلُ ذبيانُ رأساً لعبسِ

سعى للصَّفا "هرمُ بنُ سِنَانٍ"

؛؛ كذا العقلُ والقلبُ رهنُ التَّأسِّي

فيا فوزَ من قد أقامَ وفاقاً

بجمعٍ جميلٍ: لبدرٍ وشمسِ

******************************

الشَّمسُ

غزالةُ صبحِنا طلَّتْ ~~ وبالخيراتِ قد هلَّتْ

تدغدغُ من غفا صُبحاً~ففي التبكيرِ قد جلَّتْ:

بشائرُ من صبيحَتِهَا ~ وبالأشواقِ قد هلَّتْ~

ترى الأكوانَ قد نَعِمَتْ ~ ومن أندائِها عَلَّتْ...

******************************

حرمانٌ

أقلاَّ عليَّ اللَّومَ إنِّي متيَّمُ

وما لومةُ العُذَّالِ يوماً سترحمُ

أقلاَّ قليلاً ثمَّ شُوفا مطالعاً

لبدرٍ به الغاداتُ حُسْناً تَنَغَّمُ

فللِّهِ دَرُّ الحُسْنِ بِدْعَاً مُسَحِّراً

وللهِ درُّ الوَجْدِ منِّي: مُبَرِّمُ

،، وإنِّي وإنْ لم أحظَ منهُ بنظرةٍ

فإني بما يبديهِ ظلماً~ سأنعُمُ

******************************

جميلٌ

..فصبرٌ جميلٌ على المغرياتْ،،على ثَبَج الهُوْنِ من موبقاتْ

وصفحٌ جميلٌ عن الهفواتْ،،،،وعن مذنبٍ في خِضَمِّ الحياةْ

وهجرٌ جميلٌ لمن قارفوا،، صنوفَ الذنوبِ..وبعضَ الهَناتْ

******************************

سموٌّ

يا لصبري لحرقتي والتياعي

وجهادي لريبةٍ في الضَّياعِ

؛في اللَّيالي مدافعاً فيضَ وجدي

وفيوضاً بهيجةً بالتماعِ

كم دعاني مجنَّحٌ لفضاءٍ

بيد أنِّي محصَّنٌ بدفاعي

كم طيوفٍ وقد تساورُ روحي

طرْتُ عنها بأجنحٍ من شُعاعُ

أتسامى لأنجمٍ لضميري

أتوقَّى بأبحري ويراعي

مغرياتٌ من الخنا تترامى

وجنوحي مؤججٌ في النِّزاعِ

صنتُ نفسي عمَّا يدنسُ نفسي

بنِجاري عن صبوةٍ ~ في اصطراعِ

****

أتسلَّى برادعٍ من جدودي

وبذكرٍ من الكتابِ مجيدِ

وبطيفٍ من الجنانِ شرودٍ

،،وبكرهي مقامعاً من حديدِ

،،،وبحبِّي لجنَّةٍ في خلودٍ

وخيوطٍ لوازعٍ من حميدِ

وطيوفٍ لوالدي تتراءى:

"حاذرنْ من تباعدٍ عن حدودِ"

أتسلَّى بسبحةٍ لطيوفٍ

في مقامٍ من السَّنا المنضودِ

حين كانت ملابسي في بياضٍ

وطوافي بكعبةٍ لمجيدِ

أَتَسَامى عن الدَّعاوى لوَجْدٍ

~~لسَمَاءٍ من العفَافِ سديدِ

******************************

صُنْتُ نفسي

يا لصبري على تَعِلّة نفسي، ،~~ واصطباري بما يُطهِّرُ حِسّي

كم تراءى بزخرفٍ ميسُ دنيا،،بيد أنّي غضيضٌ طَرْف همسي؟!

وطيوفٍ من عَسْجَدٍ دانياتٍ،   ،،،، نمْتُ عنها متبِّعَاً طيفَ رمسي

باصطباري~ وفيضِ صبرٍ جميلٍ؛(صُنْتُ نفسي عمّا يدنّسُ نفسي)

وسوم: العدد 981