كنتَ فأرًا تتوارى إن علا = صوتُ أُسدِ الحقِّ في يومِ الطعانْ
هكذا كنتَ ، وما زلتَ ، فَمُتْ = لاجئًا ياوغدُ خوَّارًا جبانْ
أو تَرَوَّا الآنَ جاءتكَ التي = تقطعُ الأوداجَ ، إنَّ الوقتَ حانْ
نفسُكَ الشِّريرةُ اليومَ هفتْ = لمهاوي العارِ في قعرِ امتهانْ
كم تماديتَ ، وكم آلمتنا ؟ = وقتلتَ الناسَ بغيًا بالسِّنانْ
لعنةُ اللهِ عليك اشتعلتْ = فاشربنْ غسلينَها يابنَ الأتانْ
ليس يجديكَ نباحًا ، إنَّهم = قابَ قوسينِ : من القولِ البيانْ
لسي يُجديك مجوسٌ كفروا = بإلهِ الخلقِ ، إذ غابَ الأمانْ !
أو سيحميك أخو اللاتِ الذي = سوف يلقاها ــ كما يهوى ــ عيانْ
قد رتعتُم في بلادي حقبةً = وملأتُم رحبَها الغالي هوانْ
إنَّها الشَّامُ التي قد صبرتْ = وعلى الصبرِ رمادٌ ودخانْ
فتلظَّتْ ثورةً شعبيَّةً = غيَّرتْ ــ للَّهِ ــ تيَّارَ الزمانْ
فانكشفتُم ، وافتُضِحتُم ، إنَّكم = وسخُ الأرضِ تجافتْهُ اليدانْ
ولُعنتُم مرَّةً أخرى فما = بعدَ ذي اللعناتِ إلا الشؤمُ رانْ
كبَّرَ الشَّعبُ ، ففجرٌ مشرقٌ = وليالي الأُنسِ قد هلَّتْ حِسانْ