أبو المنصور
أُجري المدادَ وأدمعي تتوارى = والقلبُ باكٍ والنفوس حيارى
وأقول لو أني أطيق بعثتها = لجناب أحمد أطلب الأنوارا
فأخُطّ معتذراً لقلّة حيلتي = وعظيمِ ما حُمِّلتُه أوزارا
إنّا مواليك الذين تكالبت = أممٌ عليهم تطلبُ الأوتارا
لم يتركوا سبباً لطمس يقيننا = إلا أتوه... فلم نَدع إصرارا
لكنّنا مزعٌ نقاتل بعضنا = ونَحيد عن درب الهدى استحمارا
ونكيل للأعداء كلّ شتيمةٍ = لكن نطأطئ عندهم كأسارى
ونعيب دينهمُ وثُمّ نَؤمّهم = ونقلّد الفسّاق والفجارا
نتلوا كتاب الله ثمّ نحيد عن = نورٍ يُحيل دجى الظلام نهارا
والسُّنّة العُظمى مدوّنةٌ وفي = جنباتها هديٌ يفيض بحارا
لكن ترانا كالسميع محاولاً = صمماً وفي أذنيه شاد جدارا
أوّاه كم نرجو وجودَك بيننا = فتردَّ عنّا جور مَن قد جارا
وتلمّ شملاً مزّقته جهالةٌ = فينا وضعفٌ زادنا استحقارا
وتؤلّفَ الأرواح بعد شتاتها = تأليفك الأصحاب والأنصارا
وتزيلَ وهناً في القلوب معشعشاً = وبطيب ريقك تجلوَ الأبصارا
وتعيدَ للإسلام هيبتَه التي = نُسيت وتنفضَ عن عُلاه غبارا
يا ربّ لا تحرم عبادك خيرَه = وزيارةً وشفاعةً ونضارا
ثمّ الصلاة عليك يا خير الورى = ما ضاء نجمٌ في السماء وسارا