في تفسير ابن كثير رحمه الله : ( قول تعالى مخبراً عن لطفه بخلقه في رزقه إياهم سواء منهم البر والفاجر، كقوله عزَّ وجلَّ: (وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها(، وقوله جلَّ وعلا ): يرزق من يشاء: أي يوسع على من يشاء { وهو القوي العزيز، أي لا يعجزه شيء، ثم قال تعالى: (من كان يريد حرث الآخرة ــ أي عمل الآخرة ـــنزد له في حرثه ـــ أي نقويه ونعينه على ما هو بصدده، ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما يشاء اللّه، ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبـــ) أي ومن كان سعيه ليحصل له شيء من الدنيا، وليس له إلى الآخرة هم بالكلية، حرمه اللّه الآخرة وفاز بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة، كقوله تبارك وتعالى:(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ) ، وفي الحديث: (بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصروالتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب) .
ما نأى عن أفنانِه العَبِقَاتِ = طيبُ شذوِ الأفذاذِ في الصَّفحاتِ
يذكرُ الدَّهرُ أنَّ شدوًا شجيًّـا = يتغنَّى به فــمُ السَّرواتِ
هو باقٍ رغمَ الخريفِ ربيعًـا = ما طوتْهُ عواصفُ الحسراتِ
لايُبالي إذا التَّصَحُّرُ أفنى = زينةَ المترفين بالرَّغباتِ
ليس يُغْنُونَ في منازلِ فضلٍ = رغمَ ما عندهم من الزيناتِ
هـم غُثاءٌ ماعندهم من ثباتٍ = إن عَرَتْهُم نوازعُ المغرياتِ
غمسوا الأنْفُسَ الدنيئةَ بالإثمِ .. = .. فذلُّوا في مرتعِ الشَّهواتِ
ماتعافَوا على موائدِ عــزٍّ = أو تَرَبَّوا على جميلِ الصِّفاتِ
إنَّهم أفلسوا بسوقِ المعالي = واستُرقُّوا في ملعبِ الموبقاتِ
أين منهم مروءةٌ و إباءٌ = وسديدُ الآراءِ والنَّظراتِ
أينَ أخلاقُ أُمَّــةٍ أكرمَتْها = شِرعةٌ للرحمن في الآياتِ
ما رأينا سوى التطاولِ في البغيِ .. = .. وفي الشَّرِّ دأبُهم والأذاةِ
مستجيبين لا لصوتٍ نّدِيٍّ = بل لدعوى تموجُ بالشُّبهاتِ
لم يُنادَوا يومًا لأمرٍ جليلٍ = لجهادٍ أو توبةٍ أو زكاةِ
همُّهُم ما اشتهَتْهُ أنفسُهُم من = عربداتٍ تطولُ في السَّيئاتِ
وخمورٍ وخسَّةٍ وفجورٍ = في الملاهي الوضيعَةِ القَذِرَاتِ
هكذا أقبلوا على العيشِ عُطلا = من قلوبٍ للهِ مبتهلاتِ
فأضاعوا أعمارَهم في تبارٍ = فَأُهينُوا وضيَّعُوا العزماتِ
واستَرَقَّتْهُمُ اللذائذُ حتى = كَفَّنَتْهُم مرارةُ الحسراتِ
ظلموا الأنفُسَ الأسيرةَ في الدنيا .. = .. فوارتْ حفاوةَ البركاتِ
كلُّ طاغٍ وظالمٍ وشَقِيٍّ = أوْرَدَتْهُ سفينةُ السيئاتِ :
قيلَ في الظُّلمِ : إنَّما يعمهُ الظالمُ ..= .. إنْ لوَّحَتْ يدُ الهبَواتِ
فله من موقدِ العُتُوِّ لهيبٌ = يتلظَّى بالحُمقِ والرَّهَبَاتِ
وعلى الناسِ إنْ تَسَلَّطَ يومًـا = لايبالي بما مضى والآتي !
وَحَوَالَيْهِ من شراذِمِ قُبحٍ = من صغارِ النفوسِ والنَّكراتِ
يَتَنَاغَوْنَ حولَه ككلابٍ = رَوَّضَتْها حديقةُ النَّهفاتِ !
سرَّه البطشُ بالعبادِ فعاثتْ = كِفَّتاهُ بأبشعِ القتلاتِ
وهو الظلمُ منهجٌ لايُواري = ماجَنَتْهُ قبائحُ المنكراتِ !
بئسَ بئسَ الموفورُ في عقلِه الفجِّ .. = .. وبئست تفاهةُ العربداتِ
صارَمَتْهُ المآثرُ البيضُ فاستلقى ..= .. نجيًّـا للمكرِ والغدراتِ
لـم يَصُنْ عزَّةَ الرجالِ فأقعى = لايطيلُ التفكيرَ بالعاقباتِ
تاهَ في لُجِّهِـا شقيًّا يعاني = فلياليهِ غيرُ مبتَهِجَاتِ
مُزِّقَتْ بالسوءاتِ أرديةُ الزَّهوِ .. = .. وولَّى تَغَنُّجُ الغانياتِ
وهو الظلمُ لم يَدُمْ لعنيدٍ = أحرَقَتْهُ حرارةُ الدعواتِ
لايَغُرَّنَ عنفَ صولتِه الباطلُ ..= .. تبَّتْ يداهُ مُهْتَرِئاتِ
يُدْفَنُ الخوفُ لايدومُ ، فَصُبحٌ = يتجلَّى بالنُّورِ في الظلماتِ
فتزولُ الأكدارُ والقلقُ العاصفُ ..= .. بالناسِ في دروبِ الحياةِ
هكذا عاثَ هكذا قد تَعَدَّى = طائشًا غَرَّهُ حُداءُ الجُناةِ
تتنزَّى أجسادُنا من دِمانا = فائراتٍ كالنبعِ في الواحاتِ
سفكَ المجرمون حرمَتَها اليومَ .. = .. فَضَجَّتْ للهِ مبتهلاتِ
إنَّ شيخًا من لؤمِهم يتردَّى = مستغيثًا من حِدَّةِ المُدْيَاتِ
هـو غابُ العُتاةِ فيه وحوشٌ = ضارياتٌ والحقدُ في الضَّارياتِ
ماعناهـم أنَّ الإلهَ يُجازي = كلَّ جانٍ إنْ قامَ في الأمواتِ
هـدَّ ركنَ الأمانِ في كلِّ قلبٍ = مزَّقَتْهُ خناجرُ الهلَكاتِ
هو هذا اللعينُ في ملعبِ الكفرِ ..= .. تباهى بالعُنفُوانِ المواتي !
ليس بالمُمْتَري ، فبثُّ مُحَيَّاهُ .. = .. شقاءٌ وغلظةٌ في الولاةِ
خلعَ الفطرةَ الأثيرةَ واستحلى .. = .. جنونَ الهوى وحبَّ الذَّاتِ
وهو الشُّؤْمُ في حناياهُ يَغلي = في عروقٍ بالغَيِّ مشتعلاتِ
هو قد شاهدَ النساءَ تباكينَ .. = .. فألوى بالهزءِ والضحكاتِ
ولقد شاهدَ الشيوخَ تُوارى = بالدماءِ السَّخينةِ الفائراتِ
وثغاءُ الأطفالِ يحكي مرارًا = في صدورِ الثَّواكلِ الأمهاتِ
والحجاراتُ فوقهُنَّ ترامتْ = يالتلكَ المشاهدِ المفجعاتِ
هكذا يخسرُ الرجالُ المزايا = في التَّولِّي عن روضةِ المكرماتِ
هو حرثُ الجناةِ في هذه الدنيا .. = .. فبئستْ تجارةُ السيئاتِ
ويصولُ الأنذالُ في كلِّ دارٍ = ليُبيدوا سكينةَ الآمناتِ
يعلمُ الوغدُ أنَّ حرمةَ دارٍ = تُفْتَدَى بالثَّمينِ والمهجاتِ
حرمةٌ صانها الإلهُ ففيها = ماجداتٌ من أكرمِ الخَفِرَاتِ
وصغارٌ يُرَوَّعون فَتَبًّــا = للوجوهِ المُغْبَرَّةِ النَّحِساتِ
هم وحوشٌ وللوحوشِ افتراسٌ = كافتراسِ الأشرارِ في الفلواتِ
لَعَنَ اللهُ مَن أسالَ دماهم = وتعدَّى خِبًّـا على المؤمناتِ
ربِّ جندِلْ بالسُّوءِ كلَّ سفيهٍ = وأجرْنا ياصاحبَ النَّجداتِ
وأغثنا إنَّ العدوَّ تمادى = كالأفاعي المأروضةِ المؤذياتِ
وأتانا باللؤمِ والحقدِ حتى = أتخمَ الفعلَ من قبيحِ الصِّفاتِ
هاهو الرَّبعُ بالفجائعِ يروي = مابتلك الفجائعِ الأُخرياتِ
والمغاني ما لملمتْ من شَجاها = إذ سَفَتْهُ ضراوةُ الآفاتِ
قُــمْ وأخبِرْ إن كانَ جولكَ نفسٌ = لـم تُرَوَّعْ من هؤلاءِ الجناةِ
سبقَ الهولُ دمعَ كلِّ حَفِيٍّ = لم يُطِقْ وَقْدَ هذه الجمراتِ
قد تعامى عن المآثرِ فظٌّ = لمزايا للفظِّ مجترئاتِ
أم هي الحرفةُ القديمةُ للفتكِ ..= ..بأهلِ التوحيدِ بالشُّبُهَاتِ !
في خفايا نادي كواليسهم تلفي .. = .. مقيتَ الإيذاءِ والطَّعناتِ
وَيَبُثُّوَنَها سمومَ أفاعٍ = في حنايا ربوعِنا الطاهراتِ
لعنةُ اللهِ والملائكةِ الأطهار .. = .. والناسِ بعدَ كلِّ صلاةِ
تلحقُ الآثمين حيثُ أناخوا = وعليهم في ساعة النازعاتِ
إنَّهم يبتغون خنقَ نفوسٍ = صابراتٍ للخيرِ مبتَغِيَاتِ
إنَّهم يعلمون علمَ يقينٍ = أنَّ هذي الشُّعوبَ في يقظاتِ
وسيلقوْن حتفَهم ليس يُجدي = عسفُ تخطيطِهِم بمؤتمراتِ
قد ينالون حظَّهم في بلادٍ = دوَّخَتْها مآثمُ الحفلاتُ
أقعدتْ أهلَها عن القيمِ المُثلى .. = .. ليالٍ ماهُنَّ بالمقمراتِ
وانحسارٌ عن الفضائلِ أودى = ببنيها في وَهْدَةِِ الزَّلاَّتِ
وارتماءُ على فنونٍ تَنَزَّى = محتواهـا بأنتنِ الموبقاتِ
أنا لا أغبطُ العدوَّ على هذا ..= .. ولكن هواهُ جاءَ مواتي !
نحنُ مَن فارقَ الشَّريعةَ فاستشرى .. = .. بأبنائنا هوى المنكراتِ
فتناسَوْها رِفْعَةً تَتَجَلَّى = في حياةِ الشُّعوبِ بالمُنْجِيَاتِ
بلباسِ التقوى وبالفضلِ يسمو = بقلوبٍ لأُمَّتي مُشْفِقَاتِ
وبحبٍّ للهِ يأبى خنوعًـا = جرَّنـا للمآثمِ المُفْسِدَاتِ
أين ياصاحِ حبُّنا لنبيٍّ = قد أتانا بالرحمةِ المهداةِ !
أين حُلْوُ الجَنَى من الصَّومِ والحجِّ ..= .. من الذِّكرِ آهِ والصلواتِ !
ماوجدْنا التوفيقَ إلا بما جاءَ .. = .. من اللهِ ،يالتلك الهباتِ !
أسعَفَتْنا من جاهليَّةِ شؤمٍ = بعثرَتْنا للعارِ في الفلواتِ
نلثمُ العلقمَ البغيضَ ونُغضي = عن هُدَىً ضاءَ في يَــدِ البَيِّناتِ
فَتَقَاعَسْنَا فالمعالي توارتْ = في فجاجِ الأهواءِ والتُّرَّهَاتِ
وَسُقينا من خمرةِ الذُّلِّ كأسًـا = فَتَعَثَرْنَا فوقَ شوكِ الشَّتاتِ
أينَ بدرٌ ؟ لم يزلْ مُجتَناها = عاطرًا في منابتِ العدواتِ
أين أين اليرموكُ يروي قلوبًـا = أظمأتْها حرارةُ النكباتِ ؟
قــمْ تَرَنَّـمْ فالقادسيَّةُ هلَّتْ = والبشاراتُ من جميعِ الجهاتِ
إنَّ أيَّامَ الفخرِ : زينَتُهَا القومُ .. = .. رجالا مشرقي القسماتِ
يتنادون للجهادِ فَتُزْجَى = للميادينِ أَنْفَسُ المهجاتِ
من هُداةٍ ومن تقاةٍ رأوها = فائزاتٍ بالأعيُنِ الرَّانياتِ
هي فردوسُهم بدارِ خلودٍ = في رياضٍ بالجودِ مزدهراتِ
لصليلِ السيوفِ يطربُ قلبٌ = أَوَلَيْسَ الصَّليلُ رمزَ الحُمــاةِ !
شهداءُ الإسلامِ قد محضوا الشَّرعَ .. = .. وفاءً في غمرةِ الشِّدَّاتِ
وسقوا ساحَها الطروبَ دماءً = عطَّرَتْها نسائمُ الجنَّاتِ
هـم ومَن في يومِ اللقاءِ سواهُم = إذْ تلاقى الجمعانِ في الجبهاتِ !
هـم نجومُ الإيثارُ إن دلهم الموتُ ..= .. وهاهم بالأوجُهِ النَّيِّراتِ
أنَا لم يَعْرُ يأسُ قومٍ فؤادي = رغم مافي الأيامِ من مُعْضِلاتِ
ففؤادي ما انفكَّ يرقبُ فجرًا = رغمَ مافي أخبارِها المرجِفَاتِ
يوقظُ التكبيرُ النَّدِيُّ شبابًا = يعشقون الجهادَ في السَّاحاتِ
فسنامُ الإسلامِ كان جهادًا = وسيبقى السَّنامَ في الغدواتِ
والسَّلامُ المزعومُ كذبةُ زورٍ = دَبَّجَتْهَا وقاحةُ الخلواتِ
أيٌّ سلمٍ وللعدوِّ نيوبٌ = بارزاتٌ مُكَشِِّّراتُ الأذاةِ
وسهامٌ أظفارُه كوحوشٍ = كاسراتٍ في الغابِ مفترساتِ
أيُّ سلمٍ والمجرمون تعاووا = لابتزازِ الشعوبِ بالعضَّاتِ
عشْ ذكيًّا ياصاحبي وَتَنَبَّهْ = إنَّمــا أنتَ عندهم كالشَّاةِ
أَوَلَم تبصرِ المذابحَ فينا = من قديمِ العصور والأوقاتِ
إنَّه الكفرُ لم يزل وسيبقى = في عداء لأُمَّـةِ الرحماتِ
كيف تنسى وفي المثاني فصولٌ = عن أعاديكَ غيرُ مُفْتَرَيَاتِ
وفصولٌ في سُنَّةِ المصطفى قد = أخْبَرَتْنا عن هذه النازلاتِ !
فهو اللؤمُ فيه مازالَ مُــرًّا = بئسَ طعمُ المرارِ في اللهَوَاتِ
يتمنَّى الأعداءُ أنْ لو رأونا = في عدادِ الذين في الأمواتِ
مِلَّةٌ كلُّهم فواحدةٌ تُلْفَى .. = .. بجمعِ الأعداءِ في الجبهاتِ
بعضُهم هكذا لبعضٍ عدوٌّ = إن عرَتْهم خصاصةُ الغاياتِ
وعلينا رغم التنافرِ جاؤوا = بالسيوفِ الصَّقيلةِ المرهفاتِ
حسبنا اللهُ لن ينالوا هُدانا = فَهُدانا يعلو على الآتياتِ !
دينُنا باقٍ والتَّبابُ عليهم = كسفًا من سماءِ ربِّ الهُداةِ
إن فشلنا فاللومُ باتَ علينا = أو نهضنا فالمجدُ في التَّوباتِ
من جديد أيامُ حرثٍ جديد = لقلوبٍ ممــا جرى باكياتِ
فالليالي الطويلةُ الكربِ ولَّتْ = معْ رزايا عن تلك منحسراتِ
بقيتْ في الأحداقِ ترقبُ صبحًا = تتثنَّى في نورِه عبراتي
وأُطيلُ التفكيرَ لكنْ دعَتْنِي = ثقتي بالكريمِ ذي الرحماتِ
أينعتْ صحوةُ الشُّعوبِ فألقتْ = ماعليها من زخرفِ التُّرَّهاتِ
وتدانى بعيدُها من حقولٍ = نضراتٍ في أرضِنا مزهراتِ
هكذا اهتزتِ القلوبُ وضجَّتْ = في صدورٍ مشبوبةٍ منهكاتِ !
شمَّرتْ أُمَّتي بُعَيْدَ هجوعٍ = وانكفاءٍ عن ساعدِ الغَضباتِ
وجهُها اليومَ للمهيمنِ يعنو = لا لبغيِ الطاغوتِ في الدولاتِ
ولها الحرثُ لا لدنيا ولهوٍ = عاشتاهُ للمالِ والفاجراتِ
إنما كانَ للغُدُوِّ انعتافًـا = فيه تسمو الغاياتُ في الرَّوحاتِ
أرجَعَتْها نوائبُ الدهرِ للميدانِ .. = .. تحدو للهِ بالبيِّناتِ
وأتَتْها نُبُوَّةً آثَرَتْهــا = عن جميعِ المذاهبِ الأُخرياتِ
سقطتْ هاهنا عناوينُها اليوم ..= .. وباءتْ بالإثمِ والآهاتِ
إنَّه الإسلامُ الحنيفُ فأبشِرْ = يا أخانا بالفتحِ والتهنئاتِ
ويدورُ الزمانُ دورتَه الكبرى ..= .. فَتَفْنَى مزاعمُ الفِرياتِ
أَوَلـمْ تعلمْ أنَّ لينينَ نادى = ساعةَ الموتِ ياليومِ النجاةِ !
قيلَ :آلآنَ ياشقيُّ ! فأبصرْ =مالفرعون من لظى اللاهباتِ !
إنَّـه اللهُ فالملاحدةُ اغتَرُّوا .. = .. بزيفِ الأفكارِ والفلسفاتِ
ذاك من حرثِهم بدارِ فناءٍ = سيجازون عنه عند المماتِ
فاستعدِّي يا أُمَّتي لنهارٍ = ليس فيه مكانةٌ للجناةِ
أنتِ للنَّاسِ رحمةٌ و وِقاءٌ = وظلالٌ نديَّةُ النَّفحاتِ
في يديكِ الخيراتُ تُمْنَحُ للخلقِ .. = .. فنعمتْ بيادرُ الخيراتِ
والأمانُ المذبوحُ عادَ ارتياحًـا = وحبورًا للأنفُسِ الصَّابراتِ
لاعقوقاللهِ ، لا عنفوانًـا = للطغاةِ الأشرارِ والنَّكباتِ
حُكْمُكِ البِـرُّ بالأنامِ فطوبى = بالمسرَّاتِ والمنى والهباتِ
ولكِ العدلُ والتكافُلُ يحمي = من أذى الفقرِ عاثَ والآفاتِ
وبكِ الإعمارُ المُكلَلُ بالزَّهوِ .. = .. وبالأمنِ والعلى في الحياةِ
ربِّ أدرِكْ ، فأُمَّتي ليس ترضى = بسوى الشَّرعِ حاكمًا لا الأذاةِ