النَّاسُ بين القهرِ والحرمـانِ = وطعامُهــم من يابس السُّعدانِ
وإذا هُــمُ ظمئوا فغنَّ شرابَهم = من علقمِ الآهاتِ والأحـزانِ
وحضارةٌ حملتْ أذاهـا فاغرًا = فاهُ بوجـهِ الخيرِ في البلدانِ
وانقضَّ حاملُهـا الذميمُ معربدًا = عَدْوًا أتى من غابةِ الذؤبانِ
مستكبرًا : عطفاهُ في جبروته = بالبغي تهتزانِ والطغيانِ
متفلتًـا مـَـجَّ السَّجايا واعتلى = صهواتِ ما لِتَمَرُّدِ البهتانِ
أَوَهكذا تُـرعَى الحقوقُ ! وهكذا = يُرجى لِعَـالمِنا ظــلالُ أمانِ !
خابتْ أماني الناسِ بل رجمَ الشّقا = مايبتغون اليوم من تحنانِ
وعلى المغاني ندلهمُ نوائبٌ = دكَّتْ وربِّي راسيَ الأركانِ !
أكلَ القويُّ لحومَ أقوامٍ هوتْ = أجسادُهم في تلكم القيعانِ
مكرٌ وغـدرٌ في نواصي عصرِهم = يتوعدانِ بــه بنــي الإنسانِ
ويقولُ من ريبِ الكلامِ سفيهُهُم = زورًا عليه حضارةُ الشيطانِ
سقطَ النظامُ العالميُّ بِشَرَّ مــا = صنعتْ يـداهُ وبـاءَ بالخسرانِ
وهـوت شعاراتُ الضَّلالةِ وانطوتْ = خيلاءُ مافي زخرفِ العنـوانِ
قد أفلسَ الباغي وأفلسَ فكرُه = وأتتْ عليه عواصفُ الحدَثانِ
وتمرَّغ الوجــهُ القبيحُ بشِقوةٍ = لطمتْـهُ كفُّ العارِ والخذلانِ
هي لعبةُ الماسون قيحهـا الذي = هـو صاحبُ الجبروتِ والسُّلطانِ
فيهـا تمادتْ لابحقٍّ كفُّـه = ترمي وفيرَ مواهبِ الرحمنِ
وسباقُهـا المحموم أعمى وِجهةً = فغوت بلا نورٍ ولا وجـدانٍ
بئستْ حضارتُهم وبئس نظامُها = لفظتْه دنيا الناسِ في الأزمانِ
أَوَلَمْ تــرَ اللعناتِ تصعدُ للسَّما = لتصبَّ نقمتَهـا على الأضغانِ
وهـم اليهودُ : نساؤُهم ، أموالهم = في الشرق أو في الغرب يمتهنانِ
باءت تجارتُهم وهذي كــرَّةٌ = مشحونةٌ باللؤمِ والعدوانِ
صنعوا زخارفَها كثوبِ بَغِيَّةٍ = وحبوهُ بئس السوقُ بالإتقانِ
لكنَّه سرعانَ ما افْتُضِحَتْ بــه =دعــواهُـمُ في البر والإحسانِ
يكفي النظام العالمي دناءَةً = شكوى كرامِ الخلقِ للرحمنِ
يكفيه عارا إذ أباحَ دماءَنا = في القدسِ أو في الشام أو بغدانِ
يكفيه ألوانُ الأذى بعراقنا = يشكو وفي يمنٍ وفي السودانِ
يأتيه يومٌ لامردَّ لبأسِه = أخــذ العزيز القاهرِ الديَّانِ
فلقد هـوت نظمٌ وعاث بأهلِها = نابٌ لهم صنعوهُ بالكفرانِ
لاتصلح الدنيا بغيرِ شريعةٍ = قدسية الأحكامِ والميزانِ
من مكة الإسلام أشرق وجهُها = بالحق والآلاءِ والإيمانِ
وبنهجها الأعلى تسودُ أُخُوَّةٌ = في العالمين بهيَّةُ الأردانِ
لن تسعدَ الدنيا وإن طال المدى = إلا بدين مُحَمَّــدِ العدناني
في عودةٍ لله إسلاميةٍ = وبسُنَّةٍ نبويَّـةٍ ومثاني
وليخسأ السفهاءَ آن زوالُهم = وإلى مصيرِ الخلدِ في النيرانِ