( تحية حب وتقدير )
تلك أسمى مآثرِ الفضلاءِ=في زمانِ المكارهِ الربداءِ
الرجالُ الأبرارُ والقيمُ العليا ...=... وخيرٌ يفيضُ بالنعماءِ
جمعتْها ــ في اللهِ ــ لجنةُ بِرٍّ=لم تزلْ للإغاثةِ العصماءِ
رحمات مثل السحابِ أظلَّت ...=.. . فسقتْ كلَّ ظامئٍ للهناءِ
فمن البوسنةِ الجريحةِ تجري=بالعطيَّاتِ لجنةُ الأوفياءِ
وإلى جيبوتي ، إلى بنغالٍ=ولمغنى بشاورِ الفيحاءِ
وبأرضِ الألبانِ هلَّتْ فكانت=كالربيعِ الفوَّاحِ بالأشذاءِ
بوركتْ همَّةُ الرجالِ استطاعتْ=أن تردَّ المنى إلى الفقراءِ
وتعينَ الأيتامَ في زمنِ البؤسِ ...=... فطوبى للسَّادةِ الرحماءِ
فهُمُ الموكبُ الذي يتوخَّى=أن تكون السنون ظلَّ رخاءِ
وهُمُ المطلعُ الأمينُ إذا ما=خافَ أهلُ الفاقاتِ ليلَ الشقاءِ
التَّوادُ الرفيفُ والبِرُّ والعطفُ ...=... سجايا في الدعوةِ السمحاءِ
إنْ دهتْ مسلما نوازلُ دهرٍ=ردَّها الخيِّرون بالآلاءِ
وإذا ما اجتاحَ البلادَ غزاةٌ=هبَّ فيهاالأفاضلُ الأكفاءِ
كم فقيرٍ يذوقُ مرَّ اكتئابٍ=ويتيمٍ ينوءُ بالضَّراءِ
ومريضٍ يئنُّ ليلَ نهارٍ=ومعاقٍ يشكو أذى الإعياءِ
وجدوا لجنةَ الإغاثةِ ظلاًّ=رغمَ حَـرِّ الآلامِ واللأواءِ
جمعتْ في رحابِها كلَّ صرحٍ=شامخٍ ضـمَّ أكرمَ النُّجباءِ
فيداها عشرون جمعيةً لـم=تتأخَّرْ عن نجدةٍ و عطاءِ
وتهادى نجاحُها في المغاني=بخطاها الجميلةِ الحسناءِ
هي عنوانُ أمةٍ ليس تفنى=في مداها خيريَّةُ الغرَّاءِ
هاهي اللجنة الكريمةُ تحيي=بالمبراتِ ميِّتَ الغبراءِ
وتبثُّ اليقينَ في أضلُعِ الناسِ ...=... فتهتزُّ وقدةُ الأحناءِ
فقلوبٌ ربتْ بطيبِ شذاها=ونفوسٌ سمتْ بأُفقِ السَّناءِ
وجباهٌ على ملامحِها النُّورُ ...=... تجلَّى في الليلةِ الظلماءِ
إنها اللجنةُ الحنونُ ففي الخيرِ ...=... رؤاها وفي النَّدى والرخاءِ
ومداراتُها الحِسانُ تخطَّتْ=من حدودٍ منيعةٍ وافتراءِ
وتوالتْ قوافلُ الجودِ تحدو=بالنشيدِ المجلجلِ الأصداءِ
سوف تبقى بإذنِ ربٍّ رحيمٍ=بيديها مآثرُ الأنبياءِ
وتعيد الأيامَ جذلى بدينٍ=رغمَ حقدِ الأشرارِ والأعداءِ
ليس في الأرضِ مَنْ يعيدُ الأماني=غير قومي أهلِ الهدى والوفاءِ
فاسألوا اللهَ للكرامِ ثباتا=ونجاةً من خسَّةِ السُّفهاءِ
فبهم يشرقُ الزمانُ بصبحٍ=رغمَ ما في مكارهِ الظلماءِ