غضبى هي الشامُ الأسيرةُ في شقاءْ = من بعدِ قتلٍ ثم هدمٍ وابتلاءْ
وطنٌ تمزَّق بعد وحدته فمـا = عُرفتْ بلادِ الشَّامِ إلا بالإخـاءْ
جولانُهـا قد بيعَ في سوقٍ بـه = مكرُ الصهاينةِ الجناةِ الأشقياءْ
واليوم أقـدامُ الغزاةِ تجوسُها = ظلما وحقدا وانتقاما وازدراءْ
خمسون عاما والخيانةُ أنشبتْ = أظفارَها بهوى مجوسيِّ انتماءْ
والروس أغرتهم قيادةُ شامنا = تلك القيادةُ أذعنتْ للأقوياءْ
لا بل رأتْ فيهم حراسةَ قصرِهم = والشَّامُ تأبى أن يسود ذوو العماءْ
باعوا البلادَ وهدَّموا أمجادَها = ومكانها العالي تداعى واللواءْ !
والقتلُ في أبنائها لمَّــا تجدْ = من مثله في صفحة التاريخِ جــاءْ
إيرانُ والروسُ الجناةُ ومكرُهم = ويــدُ الصهاينةِ اللئيمة هــم سواءْ
ومصالح الأعداء في أوطاننا = في الشامِ في بغداد للعبث التقاءْ
وهناك في اليمن ( التَّعيس ) استأسدتْ = حوثيةُ الأشرارِ فازداد الشقاءْ
وبأرض ليبيا حفنة مأجورةٌ = للحقِ والتاريخ لـم تسمعْ نداءْ
وبتونس الخضراء جنَّ جنونُهم = لمَّـا رأوا أهلَ المآثر في ارتقاءْ
فرئيسها المأروضُ جنَّدَ مَن بغوا = في بغيه ثم التآمر في الخفاءْ
دعني فوالله العظيمِ تفتَّتتْ = كبدي من الأهوالِ أوهنَها العناءْ
دعني فوالله العظيم تكالبتْ =صوبَ الشعوبِ المسلماتِ : يــدُ الفناء !
والبغيُ والأحقادُ إنْ حُملا على = كفِّ المجوسِ فقد جرت أزكى الدماءْ
والله مادانوا لدينِ مُحَمَّــدٍ = أبــدا ولم تعرفْ عمائمُهم إخاءْ
هـم بالأكاذيب المقيتتة أبرموا = أمرَ اجتثاثِ شريعةِ القيمِ الوِضاءْ
خدعـوا المساكين الذين بصدقهم = عاشوا يحبون الصَّحابةَ أصفياءْ
أما المجوس فمنهمُ ولمكرهم = آلُ النَّبِيِّ وصحبه منهم بــراءْ
مَن ينكر القرآنَ فاعلم أنه = للكفر والتدليس أغـراه العماءْ
اللطمُ والفحشاءُ والمتع التي = هي دينُهم. يأبى هواها الأتقياءْ
تبًّـا لمَن يرضى الزنى في متعةٍ = ملعونةٍ مأفونةٍ وبلا حيــاءْ
فعسى الذين وقد أتوهم عندما = قد غُرِّرُوا يأتي لساحتهم ضياءْ
تَجلو ظلامَ فسادِهم أنوارُه = ويعودُ للحقِّ المبين الأوفياءْ
هي نكبةٌ هي لعنةٌ هي محنة = وهي امتحانٌ للأفاضلِ و ابتلاءْ
فَلْيَعْملوا حتى تعودَنفوسُهم = لهنائهـا المعهودِ ترعاه السَّماءْ
ويتم تحرير الشعوب من الأذى = ومن المكاره ساقَ بلواها العفاء
لتعودَ أمَّتُنا الجريحةُ بلسمًا =وترى بظلِّ الله في الدنيا التجاءْ
فهي التي للمكرمات اختارَها = ربُّ الأنامِ ففي مثانيها ثــراءْ
وبسُنَّةِ المختارِ هاديها جَنَىً = وبه القطوفُ وليس يدركُها انقضاءْ
إسلامنا للخلق جنَّاتٌ فهـل = يصحو أعاديهِ وينأى الأشقياءْ !؟
كم عالِم أتى ومفكِّرٍ = يهفو بقلبٍ مؤمنٍ لمَّـا استضاءْ
لـم نـرجُ للناسِ الذين بهم نأتْ = عنا ألاعيبُ الغواةِ الأغبياءْ
إلا الرجوعَ لربِّهـم وإلى هُدى = خير البريَّةِ من أتاهـم بالنَّجاءْ