مَا كُنْتُ أَنْسَىْ جُهْدَكَ المَبْذُوْلَا=فِيْ بَعْثِ أَجْيَالٍ تَكُوْنُ عُدُوْلَا
كَمْ زَهْرَةٍ فِيْ الرَّوْضِ فَاحَ أَرِيْجُهَا=بِجِهُوْدِ جَنَّانٍ يَكِدِّ طَوِيْلَا
"شَوْقِيْ" أَصَابَ بِقَوْلِهِ فِيْ حَقِكُمْ="كَادَ المُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلَا"
حَقَّاً فَإِنَّكَ يَا مُعَلِّمُ بَاعِثٌ=فِيْ النَّاسِ خُلْقَاً طَيِّبَاً وَعُقُوْلَا
كَمْ عَالِمٍ قَدْ كُنْتَ نَاسِجَ مَجْدِهِ=مِنْ خَيْطِ عُمْرِكَ تَبْتَغِيْهِ جَلِيْلَا
كَمْ قَائِدٍ كَمْ صَانِعٍ كَمْ مُنْتِجٍ =صَنَعُوْا بِجُهْدَكَ أُمَّةً وَقَبِيْلَا
لَوْلَا المُعَلِّمِ مَا انْبَرَتْ أَقْمَارُهُمْ=تَغْزُوْ السَّمَاءَ لِتَكْشِفَ المَجْهُوْلَا
هَٰذِيْ الحَضَارَةُ أَنْتَ بَاعِثُ خَيْرِهَا=مَا اسْتَرْشَدُوْكَ وَجُنِّبُوْا التَّضْلِيْلَا
لَٰكِنَّهُمْ عَقُّوْا فَبَاءُوا بِالضَّنَى=كَيْفَ الهَنَاءُ وَقَدْ حَبَوْكَ أُفُوْلَا
صَمُّوْا فَمَا اسْتَمَعُوْا نَصِيْحَةَ مُرْشِدٍ=وَاسْتَبْدَلُوْا بِحَقِيْقَةٍ تَخْيِيْلَا
ظَنُّوْا الحَيَاةَ عِرَاكَ بَطْنٍ مُتْخَمٍ=وَغَرِيْزَةٍ صَنَعُوْا لَهَا الإِكْلِيْلَا
يَا وَيْحَهُمْ رَفَضُوْا هِدَايَةَ رَبِّهِمْ=رَفَضُوْا الكَرَامَةَ أَنْفُسَاً وَعُقُوْلَا
=
فَكَرَامَةُ الإِنْسَانِ كَانَتْ بِالحِجَا=لَا بِالجُسُوْمِ وَإِنْ سَمَتْ تَشْكِيْلَا
وَبِنَفْحَةِ اللهِ القَدِيْرِ وَعلْمِهِ=كَانَ السُّجُوْدُ لآدَمٍ تَفْضِيْلَا
وَيَظَلُّ ذَا التَّكْرِيْمُ مَا بَقِيَ الهُدَىْ=فِيْ قَلْبِنَا وَسُلُوْكِنَا قِنْدِيْلَا
أَمُعَلِّمِي أَنْتَ المُوَكَّلُ فِي الدُّنَا=لِتُنِيْرَ عَقْلَاً لِلفَتَى وَسَبِيْلَا
فَلَدَيْكَ مَا يَشْفِيْ مِنَ الجَهْلِ الَّذِيْ=جَلَبَ القُيُوْدَ لأُمَّتِيْ وَكُبُوْلَا
وَالجَهْلُ يَفْتِكُ بِالشُّعُوْبِ كَأَنَّهُ=دَاءٌ يُمَارِسُ فِيْ الوَرَى تَقْتِيْلَا
لَٰكِنَّ قَوْمَاً فِيْهُمُ رُسُلُ الهُدَىْ=سَيُحَقِّقِوْنَ المَجْدَ وَالمَأمُوْلَا
مَنْ يَقْبِسِ النُّوْرَ المُبَارَكَ مِنْهُمُ=يُهْدَ السَّبِيْلَ وَيَمْلِكِ التَّبْدِيْلَا
بُوْرِكْتَ يَا عَزْمَ المُعَلِّمِ بَانِيَاً=هَٰذِيْ النُّفُوْسَ عَلَى الهُدَىْ تَنْزِيْلَا
فَبِفَضْلِ جُهْدِكَ يَا مُعَلِّمُ ذُلّلتْ =هَٰذِيْ القُطُوْفُ بِرَوْضَتِيْ تَذْلِيْلَا
سَيَظَلُّ قَدْرُكَ فِيْ القُلُوْبِ عَلَى المَدَىْ=نُوْرَاً يُشَعْشِعُ بُكْرَةً وَأَصِيْلَا