القصيدة مهداة إلى بنتي البارة الغالية الدكتورة مريم حفظها الله تعالى ورعاها
سقام القلب إن صرمت نهاد=ولم تُخلص لموثقها سعاد
ومن علق الغواني مات عشقا= وقد أذوى وأمرضه الوجاد
يغرّر بالفتى أمل كذوب= ويخلُف وعدَه أملٌ مُراد
وزهرة عمر يفني غرير=لغرّته يضيق به السداد
يمنّي النفس بالآمال وهما=ويطمع في طرائد لا تُصاد
ويغفل عن مشيب في قذال=وهامته يفارقها السواد
ويسهو عن بوائقه ووزرٌ=يطارده وحتفٌ والمعاد
ولو أصغى لذي رأي نصيح=لما طرفٌ تعاوره السّهاد
وخير الناصحين كتاب ربّي=وسنة من له رُفع العماد
ونصح الوالدين إذا أشارا= فنعم الرأي رأيهما وزاد
ثوى من كان ينصحني حكيم= أبٌ غال يزيّنه الرشاد
ووالدة بها هرم دهاها= وكان لها الحجا دأب وعاد
بدونهما جمحت بلا زمام= وبعد حصافة عَرُض الوساد
ندمت على نصائح من سعيد= وكاملة نصائحها السداد
فكم من حكمة ضاعت هباء= ولم أفهم وديدنيَ العناد
فمن لي بعد ثاو قد هداني= بمُحكَمة يحار لها العباد؟
وملهمتي تزوّدني وتحنو= بموعظة بها نشء يُقاد؟
وقولهما يثبّتني ويهدي= لمَكرُمة وخير يُستفاد
فما كالوالدين لنا نصيح= وما يرقى لودّهما وداد
ونمتح من معينهما صوابا= كما يَسقي يراعته المداد
فمن كأبي يورّثني إباءً= وإقداما لبعضهما سناد؟
ويُكسبني أحاسن كلّ فضل= بها زهوي وليس له قياد
ووالدة تزوّدني بحلم= نصائحها ذخائرُ أو تلاد
جزى الرحمان عنّي ما أفادا= فلولاهما لما وَطأَ المهاد
جنانا في نعيم قد تسامى= وريحانا وما لهما نفاد
فحمدا للإله على عطاء= وأفضله إذا حَسُن المعاد
صلاة الله يتبعها سلام ٌ=على الهادي سما وله الرّياد