*في مكانٍ فاضٍ : أي فارغ . يقال / فَضَت قاعةُ الاجتماعات من المتحاورين أي خلت ...
اليوم في مُتَعِ الهوى تتبخترُ = وتظنُّ أنك ياأثيـمُ غضنفرُ
تنسى الذي سوَّاك من عدمٍ ولا = تأتي الذي لهُداك ويك يبشِّرُ
يأتيك بالحجج المنيفة كي ترى = وجهَ الحقيقة إنمـا لاتبصرُ !
وتنامُ ملءَ العين يوقظك الضُّحى = وتغض طرفَك إن دعاك المنذرُ
أبشرْ فإنَّ الله جلَّ جلالُه =يعفو لأوَّابٍ أتاهُ ويغفرُ
وإذا جنى وأتى المآثمَ ديدنا = فله العقوبةُ والعذابُ الأوفرُ
مَن عاشَ يبغضُ هَدْيَ دينِ مُحَمَّدٍ = ويردُّ وحيًـا للسماءِ ويكفرُ
فله التبارُ بهذه الدنيا وفي = يوم الحسابِ هو الشقيُّ الأبترُ
هيهات تنفعه المناصبُ إنهـا = وَهْـمٌ وَوْهُجُ سرابهـا لايُذخَرُ
وأقولُها وأُعيدُها ولعلَّه = يصحو ومن غفلاته يتحررُ
أين الذين تجبَّروا واستكبروا = بل أين نمرودٌ وأين القيصرُ
وأخوهما فرعون أين جنودُه =وزمانُ كسرى والعُتُوُّ المنكرُ
هلكوا جميعا والعقوبة لم تزل = تحدو لَمَن للغيِّ عاشَ يثرثرُ
فشريعةُ الرحمن باقٍ نورُهـا = ولهـا الخلودُ وما جَفَتْها الأعصُرُ
فيها إلى الثقلين وحيُ رسالةٍ = أنوارُهـا رغـم الدجى لاتُنكرُ
مَن جاءَ مشتاقًا إلى أفيائهـا = فخُطاهُ نحو الفوز لا تتعثرُ
ومَن استناخَ لشهوةٍ ثم ابتغى = بالصدقِ نهجَ التَّوبِ فَهْوَ المحورُ
ألفى لدى الرحمنِ رضوانا له = وله من الفضل الجزيل الكوثرُ
فاللهُ للأوَّاب من آثامه = عفوٌ وربي للمسيءِ سيغفرُ
حاشا لربي أن يعاقب مذنبًا = من بعد توبةِ صادقٍ لاتُنكرُ
فالذنبُ يُمحَى والخطيئةُ تنطوي = ويفوزُ بالحسناتِ بعدُ ويُؤجَرُ
فاغنم من الدنيا إنابةَ مؤمنٍ = فهي التي عند المهيمن تُؤثَرُ
لو يعلمُ الإنسانُ ماجدوى الذي = رضي الهوى ومن المآثرِ يسخرُ
في الحشر لن يلقى الملاذَ ولم يجدْ = مَن يستغيثُ بحولِه أو ينصرُ
ولسوف يندمُ إذ مضى زمنٌ به = نسي المصيرَ فقلبُه يتفطرُ
فاليوم للسفهاءِ يومٌ مرعبٌ = مهما بغوا في عيشهم وتنمروا
ظنوا مفاسدَهم تدومُ وإنما = هي حسرةٌ بصدورهم تتسعرُ
ستمرُّ دنياهم كطبفٍ عابرٍ = وكساعةٍ لحظاتُها تُسْتَحْقَرُ
يرثُ المفازةَ مؤمنٌ مـا غـرَّه = زيفُ اللذائذِ إنْ مضتْ لاتُذكــرُ
مَن عاشَ للإسلامِ هانَ بلاؤُه = واشتدَّ ساعدُه وعــزَّ الأطهرُ
ولربما عانى من الظلمِ الذي = طاغوتُـه متعجرفٌ مستهترُ
سيراه في وادي الجحيمِ مكبلا = وبجسمه لذعُ اللظى يتسعرُ
هذا جزاءُ الكافرين وإنَّ مـا = وُعدوا به هو في المثاني يُذكرُ
يلهو الطغاةُ بخسةٍ مذمومةٍ = فعلى الشعوبِ الآمناتِ استنسروا
نشروا الفسادَ وللشريعة حاربوا = وبأهـل دين اللهِ دعهم يمكروا !
فالله يُحصي ماجنوا لعقوبةٍ = دنيا وأخرى ذنبُها لا يُغفرُ
قــل للمعاند والمكابر والذي = بالدين والقيمِ الكريمة يكفرُ :
مهـلا فوالله الذي برأ الورى = سينالُ عاقبةَ الجحودِ مُزوِّرُ
ماهكذا قالت شرائعُه ولا = يُرضى لهم من مكرهم ما أضمروا
فشريعةُ الإسلام نورٌ ساطعٌ = في الدهر شاهد فجرَه مَن بكَّروا
ولقد فدتْه سُميةٌ بدمائها = وفداه في ساحِ المعامع جعفرُ
فَلْيخرسِ الجبناءُ أخدانُ الهوى = مانالَهم إلا الأخسُّ الأقذرُ
لله لا للظالمين ولاؤُنا = ولنـا الرضـا من ربِّنا والكوثرُ
وغدا يُقالُ لمن طغى وبغى بها = وعلى كرام القوم فيها أنكروا
هذا حسابُك ياشقيُّ فهاتِ مــا = في جيبك ( الفاضي ) فأنت الموسرُ !*