من ديوان "مع الشروق أمل"
أيُّ حُمقٍ وبه الظلم تكشّفْ=فإلى النار قذاهُ الغِرُّ أدلف
قد تألى- وعلى الله- بسفكٍ=لدماءٍ من ذرى الكعبةِ أشرف
دونهم من قبلها حفظٌ وحرزٌ= وأبابيلٌ على الباغي تخَطَّف
حسبوا الملكَ لهم من دون من=خلق الملك بآلاءٍ وصرّف
والورى بين الحوادث في اختلافٍ=مفلحٌ أنصفَ أو هالكُ أجحف
جحدوا الآلاء قولاً ثم فعلاً =وهواهم زيّف الحقّ وحرّف
أتراهم بعد ذا هم يصدقونا =أم هو الإفك له وجهٌ مزخرف
ما عُجابي إلا من قومي وهم=مثل صادٍ خلف نار الشرّ يلهف
صدّقوهم، آزروهم، مجَّدوا=فعلهم حتى غدوا ذيلاً مزعنف
وهُمُ البغضاء أغراهم بها = ربنا من بعد ما ذلّ وأضعف
قد غفلنا عن متاع الحرب دهراً=ولنا القرآن قد أنبا وخوّف
أمة تحمل نوراً في ظلام =تغمض الجفن وتخفيه وتزحف
فعمدنا نجمع المال ونهذي =ونحيلُ جندنا الباقي المخلَّف
و عزلنا عن أيادي الحق مالاً =ضاع بالسطو وبالهدر تصرّف
فغدا مالُنا للأعداء جاهٌ=وسلاحٌ بالبجاحة يتعجرف
شقّهُ نوراً وهدياً بيمينٍ =ناصحُ الأمة بالرمح ِالمثقف
أرهب الظلمَ، وأضناه جهاداً =وكذا القاعدَ أخزاه وعنّف
رزقُهُ يجنيه من ظلَّ رماح =عن سواهُ قلبُه الأزكى تعفف
الجهادُ، الجهادُ، الجهادُ =رُغم من نافق في الدين وأرجف
فإذا الموت أتانا بهوانٍ =أفلا نأتيه بالمجد المرفرف
ينزع الله بسلطان الجهاد =ما لا ينزعهُ بآياتٍ ومصحف
لنرى التوحيد للباري شذاهُ =في رياض الأرض موصولٌ مؤلف
أو نرى الظلمَ ظلاماً في ضلالٍ =يتخبطه بمكيال مطفف
فلنا الشرف تعالى قد قضاه =ولنا قد سلّم الأمر وأوقف
شرفٌ أعلى من الدنيا له =ثِقَلٌ ألقاه بالعدل وكلّف
فلك اللهم نشكو ضعفنا=فعساك ترحم الضعف وترأف
وتبشرُ بالعلا والنصر قلباً =هام بالحقِّ طلاباً و تشغّف