الناس في الشرق أو في الغرب تسأل عن سر الصمود لغزة كلهم عجبوا
يا غزة النصر إن النصر مرتقب=مهما أصابك في غيظ العدا نصبُ
تلك الدماء التي سالت مطهَّرة=عُربون نصرٍ عزيزٍ بات يقترب
يا أهل غزة يا أحباب إن لكم=في كل شبرٍ هنا قلبا بكم يَجِبُ
يا أهل غزة طوفانكم كاشفٌ= كشف الحقائق تظهر مالها حُجُبُ
كشف البطولة في أبناء غزتكم=فيها الكتائب و الفرسان و النخب
كشف المعادن في أهلٍ بغزتكم= إيمانهم صادقٌ إن مسهم خطب
كشف الترابط في أبناء أمتنا=لأهل غزة دمع العين ينسكب
كشف العمالة من حكام أمتنا= كم للصهاينة انحازوا أو اقتربوا
كشف التعاطف من أحرار عالمنا= في جرأةٍ حَشَدوا يحدوهم الغضب
كشف النذالة من أبناء صهيون=و الشيء من أصله فليس يُستغرب
كشف الخواء لبيت العنكبوت لهم= بيت الصهاينة هو هيكل خَرِبُ
كشف العوار لهيئاتٍ لها أمم= للعدل قد أُنشِئت و العدل مُجتنب
كشف التراجع في غربٍ و أمريكا=عن الريادة إذ يفضحهم الكذب
" و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت= فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
* * *=* * *
أبو عبيدةَ إن قال البيان ترى=الكل ينصت للشاشات ينجذب
فالمنصفون و أهل الحق في فرح= سيُظهِرُ الصدقَ حتما ما به كذب
كم دبابة أُحرقت أو جثة نفقت= من الأعادي و كم أسري ستُجتَلَب
أما النفاق و أهل البغي تعرفهم= فالكل في هلع بالذعر يرتعب
صوت الملثم من نارٍ و بارودٍ=على العدو و أهل البغي ينصبُّ
إن طلَّ إطلالةً صارت " تريندا" لنا= فالحق مستبشرٌ و الظلم مكتئب
* * *=* * *
جاؤوا بأسلحة من أحدث النظم= برا و بحرا و جوا فوقهم سُحُب
جدرٌ محصنةٌ لكن بداخلها= خُشُبٌ مسندةٌ بالجبن تضطرب
الغزو بالبر كان القصف يسبقه= حرب الإبادة و الإحراق تُرتكبُ
حتى إذا اقتربوا برز الشباب لهم= مثل الصواعق فوق اللص تلتهب
دبابةٌ أُحرقت و كأنها الورق= آليةٌ حُطِّمت و كأنها اللعب
تلك الكتائب يا قسام نعرفها= كم فيها من بطل من أمره العجب
قناص آليةٍ .. صياد دبابة= بمسافة الصفر من فوقها يثب
أبواه قد ربياه مجاهدا صادقا=فلنعم أمٌّ له ربَّت و نعم أب
تلك الشهادة يا قسام منزلة= و الله يمنحها و هو الذي يهب
جنات فردوس .. و الحور تشريفةٌ= بها الظلال بها الرمان و العنب
و ترى الصهاينة ودوا لو انسحبوا= من بعد ما أيقنوا من أنهم نُكبوا
لكنه الكبرُ .. و جرائم الحرب= قتل النساء و طفل ما له ذنب
قتل النساء مع الأطفال ديدنهم= جهرا و فخرا كأمرٍ ما به عيب
لكن فضائحهم طافت بعالمنا=الصين تنقلها و الشرق و الغرب
و الناس قد فُتِّحَت للحق أعينها :=من صاحب الحق أو من جاء يغتصب
و صفقة القرن جرفها الطوفان فما= أبقت سوي الوهم ينسجه لهم كذب
* * *=* * *
يا أهل غزةَ قد ضاقت بنا السبلُ= كيف السبيل لنصرتكم كما يجب
كل الشعوب هنا معكم تناصركم= لكن حكامنا كم حولهم رِيَبُ
و أعظم الجرح جيران لكم صمتوا=صمت القبور و يُزعم أنهم عرب
و أعمق الجرح ظلمٌ من ذوي قربى= جار يدير لكم ظهرا و يجتنب
هم الملوك ذوو التيجان و الرؤسا=عند الشعوب لهم رتب لهم لقب
و تلك قمتهم بعد الأوان أتت=تُلقَى بها خطبٌ أو ربما الشجب
هذا بمعبره دوما يضيقه=مهما استغاث بغزة أهلها النجب
لكنه يرسل الأكفان في سفهٍ=شكرا لسعيك يا من فاته الأدب ؟!
و قد أشار بتصفية الكتائب إن=رحل الجميع لصحراء بها النقب ؟!
ماذا يُظَنُّ بمن قد خان سيده= وعلى إرادة شعب النيل ينقلب ؟!
و تلك مملكة تقيم حفلتها=عند الرياض بها رقص بها طرب
فالنزف في غزةَ و العزف عندهمو=ماذا دهى حكامكم يا أيها العرب
و ذاك يسرع في التطبيع يحسبه= برَّ النجاة فيذهب حيثما ذهبوا
هم و الصهاينة كم بينهم صلة=سرا و جهرا و بل كم بينهم نسب
صوت استغاثاتكم في غزة أسمعت= كل الشعوب فكم يغلي بها الغضب
لكنها ما لامست أسماع حكامنا= عن كل جرح لكم صمتوا أو اجتنبوا
جفت مشاعرهم .. ماتت ضمائرهم=فالغرب عيَّنهم فينا و ما انتخبوا
* * *=* * *
لو غير غزة كان القصف يضربها=لاستسلم الناس قبل القصف أو هربوا
و كيف يهجم شاب دون درع على= دبابة درعها الفولاذ و الصلب
كيف استهانتهم بالموت يطرقهم= يتنافسون له فالكل مُنتَدب
و كيف تفرح أمٌّ إن رأت ابنها= بدماء جرح له يرقى و يختضب
قالوا لهم إنه القرآن علمهم=معني الحياة و فيها البذل و الحب
فيها الدفاع عن الأرض عن العرض= أمام من جاءنا للحق يغتصب
فيها الحياة بطعم العز نقبلها=أو الشهادة فيها المورد العذب
فيها الجهاد و قد تبقى نتيجته= لجنة الخلد يرخص دونها التعب
طوفان غزة أحيا النفس أيقظها=من كل ذي فطرة للخير تنتسب
هيا لنقرأ في القرآن علَّ لنا= فهما لسر بطولات و تُستوعب
تلك الحشود بمليونية هتفت= ملء الحناجر: تُوقفُ هذه الحرب
و البعض يعتنق الإسلام يعلنها= إني أفقت و ها ذا هو الدرب
شكرا لغزة كم قالها منصف=منها دروسٌ خلت من سردها الكتب
* * *=* * *
و تلك أمريكا سقطت مهابتها= و أيقن الناس أن رداءها الكذب
تلك الإدارة قد كُسرت مكانتها= بين الخلائق كسرا ليس ينشعب
* * *=* * *
يا غزة النصر إن القلب منفطر=مما نراه و دمع العين منسكب
لكنه النصر قد لاحت بشائره= و كلكم صابرٌ و الكل محتسب
يا ربّ فرِّجْ بنا ما حلَّ مِن وجع=و الطف بغزة إذ مستهم النُّوَبُ
يا أهل غزة أنتم رأس حربتنا= أنتم دروع لنا إن هاجت الحرب
و الكل يدعو لكم في كل آونة= رباه غزتنا يا ربُّ ياربُّ
و الله يحفظُكم نعم الوكيل لنا=نعم النصيرُ إذا ما اشتدت الكُرَبُ
أتمم لنا ربنا في غزة النصر=تسري بفرحته الأنباء و الكتب