من شعر الانتفاضة الأولى في فلسطين
8/10/1990
دَمُ الشَّهادةِ مِنَّا اليومَ مبذولُ =فِدَىً لمسْجِدنَا وَالعَهْدُ مَسْؤُولُ
لبّى نِداءَك يا أقصى ذوو هِمَمٍ =لبّى نداءَك فتيانٌ رآبيلُ
في كلِّ يومٍ يَزفُّ الأهلُ كوكبة =من الأُباةِ وما للأهلِ تبديلُ
هذي الفوارسُ من أهلي يمزّقُها =رصاصُ حِقْدِ العِدا والحبلُ موصولُ
فاعجبْ لفتياننا إذ ثار ثائِرُهمْ =وَكُلُّ عُدَّتهِم في الكرِّ سِجّيلُ
هذي الحجارةُ تروي للأُلى خنعوا =أنَّ العزيمةَ والإيمان تأهيل
* * *=* * *
فأينَ، أينَ قياداتٌ وأنظمةٌ =مِنْ آلِ يَعْرُبَ أَمْ وَهْمٌ وتمثيلُ
وأينَ، أينَ زعاماتٌ وأوسمةٌ =تروحُ في الناسِ، أمْ زعمٌ وتدجيلُ
فأنتَ يا بردى والنيل في سَكَرٍ =تجري مياهُكما والبيت مشغولُ
وأنتِ عمانُ يا بابَ الفتوحِ أما =في الجمعِ عمروٌ وأبطالٌ بهاليلُ
وأنتِ يا بلد المختار هل طَمَسَتْ =فيكِ الرمالُ حصَاناً فيهِ تحجيلُ
وأنتِ يا تونُسُ الخضراءُ يا بلداً =فيها لعقبةَ رايَاتٌ وتهليلُ
ويا جزائرنَا والمجد يعشقها =ويا رباطُ وفي ذكراكِ تاميلُ
ويا خليجُ ويا نجدٌ ويا يمنٌ =ويا حجازُ وفيكَ البيتُ قِنديلُ
يا غافلين عن الذكرى أليس لكم =في أرضِ أنْدَلُسٍ دَرسٌ وتعديلُ؟!
* * *=* * *
وأنتِ يا أمةَ الإسلامِ قاطبةً =حتّامَ، حتّامَ إحجامٌ وتخذيلُ؟!
فأين، أين بطولاتٌ يردّدها =تاريخُ أُمّتِنا والسيفُ مصقولُ ؟!
أما رأيتم عدوَّ اللهِ في صَلَفٍ =يُقَتِّلُ الأَهْلَ في الأقصى وقد نيلوا؟!
يا ويلَهم حوّلوا الأقصى جحيمَ وغىً =فذا جريحٌ ومأسورٌ ومقتولُ
وذا صبيٌّ ينادي أمّهُ فزعاً =والأُمُّ مَصْروعةٌ والجسمُ مَشلولُ
والأهلُ –يا ويحهمْ- في الساحِ صَيْدُ فلاً =والوحشُ خلفهمُ فَتْكٌ وتنكيلُ
لم ينجُ شيخٌ ولا طِفلٌ ولا امرأةٌ =فكلهم بنيوبِ الوحشِ مأكولُ
جاؤوا يُصَلّونَ في الأقصى وهَمُّهُمُ =ذاكَ الدعاءُ وأمرُ اللهِ مفعولُ
فكان ما كان مِنْ فَتْكٍ ومِنْ حَزَنٍ =وعندَ شاهدِهِ شَرْحٌ وتفصيلُ
* * *=* * *
فأين أين جهادٌ راحَ يُعْلِنُهُ =في النّاسِ مُعتصمٌ واللهُ مسؤولُ؟!
لو عاد فينا صلاحُ الدينِ ثانيةً =لهالَهُ الأمرُ إذ أنتم مهازيلُ
لو عاد فيكم جنودُ اللهِ وا لَهَفي =لَطهّروا القُدْسَ وانجابت أضاليلُ
كيفَ القعودُ عن الأعداءِ في وطني =كيف القعودُ وما للأمرِ تأجيلُ؟!
إن تنصروا اللهَ فالبشرى لكم وَجَبَتْ =بالنصر حقّاً وما للوعد تحويلُ
وأنتمُ أهلَنا صبراً ومرحمةً =لا تَيْأَسُنَّ فنصرُ اللهِ مأمولُ
عودوا إلى اللهِ يُمْدِدْكُمْ برحمتهِ =فما بغيرِ سبيلِ اللهِ تبديلُ