بئسّ مّن قــد تهوَّدَ اليومَ فاكتبْ = ليس للخائن الذليلِ عــزاءُ
قـد جنى من سوءَ المصير بدنياهُ .=. وفي الأخرى لن يطيبَ الجـزاءُ !
هـوامش :
فَدْمٌ : غبي لايدري ما العواقب .
الغارة الشعواء : العنيفة ، الفاشية ، الحاقدة ...
سربلتْهم : ألبستْهم .
منــحُ اللهِ واليــدُ البيضاءُ = وافترارُ المــدى حبــاهُ الثَّناءُ
وتجلَّى النصرُ المبينُ فأخوى = في الميادين عـاصفٌ واعتداءُ
وأتى الفجرُ معلنًـا ليس يبقى = للطواغيتِ في الحياةِ ادِّعــاءُ
في فـؤادي وجيبُ ليلٍ طويلٍ = وقــوافٍ نـديَّةٌ غــرَّاءُ
بعد ثكلٍ على الجراحِ أساها = طـالَ فيهـا سهادُنـا والبكاءُ
قال عنها أخو العقيدةِ وَلَّتْ = ولدى اللهِ زهـوُهـا والجزاءُ
يومها تسألُ الأخوَّةُ عنهـا = والقلوبُ الكريمةُ الشَّمَّـاءُ
وأخو المكرماتِ أشجى نِـداهُ = مَن أحاطتْ بنفسِه الظلماءُ
قال : أين الإخاءُ يستلُّ سيفا = وأخو الثأرِ أين منه النِّـداءُ !
أَوَلَم يسمع الصريخَ بقدسي = والنَّشامى في غــزَّةٍ قـد جاؤوا !
أوَلَم تعصفُ الشجونُ بقلبٍ = من مزاياهُ صدقُـه والــولاءُ !
ربمـا تُحمدُ الدموعُ إذا جاشتْ .= . ويُرضـى سخيُّهـا والوفاءُ
ويطيبُ الوداعُ بعدَ جهـادٍ = أهلُه يـومهـا هُــمُ الشُّهداءُ
يصطفي اللهُ مَن يشاءُ ويُعلي = درجاتٍ فللمكانِ انتقــاءُ
أم يقولون أغراضُ شعرٍ = بعثرتْهـا الحضارةُ العمياءُ
لا وربِّي فإنــها من قلوبٍ = أوجعتْها الآلامُ والأرزاءُ
إنَّهم أهلُهـا وفخرٌ تغنَّتْ = بأناشيدِه الحِسانِ الدماءُ
لم تكنْ تسمعُ القلوبُ انفجارًا = تتشظَّى من هـوله الأشلاءُ
أو ترى العينُ مَن أُبيدوا وطارتْ = فرحاتٍ أرواحُهم لا تُساءُ
وإلى اللهِ شدَّهـا الشوقُ تلقى = بشرياتٍ تزفُهُـنَّ السَّـــماءُ
حيثُ نالَ الأحبَّـةُ اليومَ وصلا = وتـدلَّى من الكريمِ الرجــاءُ
وكأنْ لمْ يروا على الأرضِ خطبًا = فيه للناسِ شدَّةٌ وابتــلاءْ !
هـم أطاعوا نبيَّهم واستجاروا = بإلــهٍ لدينِــه نُصَراءُ
وهم القومُ ما نأوا عن ظلالِ = فالمثاني في عيشِهم أفياءُ
نصروا دينَهم فجاءت جنودٌ = إذْ رأوا فالملائكُ النُّصــراءُ
وعناهم ماقد دهى القدسَ ضجَّت = إذ تمادى في رحبِها الأعداءُ
وَحَمْـَوْهَا مرابطين أباةً = لــم يُخفْهم في الغارةِ الجبناءُ
فاليقينُ الـزَّخَّارُ فيه ثباتٌ = باتَ يُغني وجـهَ الثَّباتِ المضــاءُ
وأذى المفترين باتَ هبــاءً = نثرتْهُ البطولةُ القعساءُ
والقيامُ المحمودُ في الليلِ ضجَّتْ = من مآسيه أُمَّــةٌ ثكلاءُ
فادْنُ منها فالمسلمون يتامى = قد جفتْهم للرقدةِ العرباءُ
فصغارٌ دموعهم جارفاتٌ = وشيوخٌ رهـنُ العنــا والنساءُ !
والضحايا في كلِّ أرضٍ يراهم = كلُّ مَن مــرَّهم وهـم أشلاءُ
تحضنُ الأمُّ طفلَها في حنانٍ = وتغطِّي كلتا اليدينِ الدماءُ
وشهيدٌ في وجهه بَسَمَاتٌ = وعليه نعمَ الشهيدُ بهــاءُ
ولـه الفوزُ بالجِنانِ بخُلدٍ = وبذا الفـوزِ يُكرمُ الشُّهداءُ
تتلظَّى مشاعري موقَداتٍ = كلهيبٍ تثيرُه الأصداءُ
المنايا وللمنايا نصيبٌ = من قلوبٍ أصحابُهـا الأصفياءُ
وهبوا العمرَ للكريمِ فنالوا = درجاتٍ رحابُهـــا لألاءُ
نالَ منها الطغاةُ والغيُ يفنى = وسيفنى الطغـاةُ
والمصيباتُ أثلجتْ لِلَظاهـا = من نفوسٍ وللهـدى أعـداءُ
جرجرتْها لخسَّةٍ ما أتاهـا = من جيوبٍ يحبُّهـا الأشقياءُ
أَوَلَـم تعصفِ الرزايا بقلبٍ = من مزاياهُ صدقُـه والولاءُ !
بين تلك الأيامِ قد جارَ فَـدْمٌ = واستثارتْـهُ الغارةُ الشَّعـواءُ (1)
هـو حقدٌ أرزاؤُه قد تمادتْ = وعــداءٌ لِدِيِنَنـا وافتـراءُ
الطغاةُ الأشرارُ في كلِّ عصرٍ = واليهودُ الفجارُ والعمــلاءُ
أمريكا ومجرموها استجابوا = لنداءٍ فبئس ذاك النِّـداءُ
من يهودٍ أو من مجوسٍ وقومٍ = سربلَتْهمْ من لـؤمِها الرقطاءُ (2)
في فلسطين قدسُهـا مستباحٌ = وبأقصاهـا استأسدَ السُّفهاءُ
وبأحياء غــزَّة العــزِّ نارٌ = تتلظَّى بأهلِهــا البأساءُ
هـم يهودٌ لمَّا يلبُّوا نداءً = لِسُمُوّ جاءتْ به الأنبياءُ
غضبَ اللهُ في العصورِ عليهم = فلهم فيهـا شِقوةٌ وعفاءُ
ومن المرجفين نالوا ونالوا = من تبارٍ يسوقه الجبناءُ
المآلُ المشؤومُ دارُ عُتاةٍ = فجحيمٌ في خُلدِه وازدراءُ
وغــدًا ها هنــا على الأرض ذلٌّ = يتلوَّى من وخــزه الأغبياءُ
قد تردّوا وبالعدوِّ استعانوا = واستجاروا أذلَّـةً فأساؤوا
واسْتُذِلُّوا بما لهم وَأَذَلُّوا = قومَهم فاسترقَّهم أعــداءُ !
فالمروءاتُ غادرَتْ والنَّشامى = أكـرمَ المجــدُ سعيَهم والفداءُ
ماتنحَّى الأبرارُ لكنَّ جيلاً = لعبتْ في زمانـه الأهــواءُ
والأعادي ومكرُهم في خفاءٍ = ويإجرامِه البغيضِ الــدَّاءُ
إنَّـما للهِ العظيمِ ابتداءٌ = في أمــورٍ وللأمـورِ انتهــاءُ
وبهنَّ استدراجُ قومٍ أضاعوا = ما أتاهــم وبالخسارةِ بـاؤوا
أَوَلَــم يرزقِ الكفورَ ويُغنى = مَن تناءى فلـم يفدْهُ اعتناءُ !
فنفوسٌ يغشى الجحودُ رؤاها = ومن الكِبرِ تُشحنُ الأحنــاءُ
لارعتها قصائدُ المدحِ واكتبْ = لِمَـنْ ارتدُّوا مايقولُ الهجــاءُ
إنَّ فــنَّ المديحِ ماتَ و وارى = في سرابٍ جثمانَه الحنفاءُ
يا أخا الشعرِ مسلمًا تتوخَّى = ماتريدُ العقيدةُ السَّمحاءُ
يُحمدُ الأبرارُ الميامين فيها = والصَّناديدُ إذْ هُــمُ النُّجباءُ
وسِواهم من عاشَ ميْتًـا تنحَّى = عن علاهـا ولم يجدْهُ الإبـاءُ
كان في القلبِ يا أخي نارُ شجوٍ = تتلظَّى وما لـديهِ عــزاءُ
ومن الآهاتِ المريرةِ شكوى = لـم تحرِّمْهـا الشِّرعةُ الزهراءُ
كلُّ مــا قلتُه مديحٌ لركبٍ = يَتغنَّى بحبِّــه الأصفياءُ
رفعوا رأسَ أُمَّــةٍ ما استكانت = لعدوّ أذَلَّــه الأكفياءُ
ورمتْه الأبطالُ بالرُّعبِ حتى = طاردتْـهُ الهزيمةُ النَّكــراءُ
إنَّــه اللهُ فاتَّخِــذْهُ وكيلا = وَذَرَنْهُمْ وَلْيَخْسَأ الكفلاءُ
لرجالِ الإسلامِ ليس سواهم = إنْ تنادتْ للشِّدَّةِ البأساءُ
والقوافي وما يجيشُ بصدري = هـي دمــعٌ لفقدِهم وثنــاءُ
إنني لم أعشْ لغيرِ هُــداهم = فلديه من الكريم العــلاءُ
ولئنْ فارقوا الديارَ بكتْهم = ذي المآقي ويكتبُ الشعراءُ
وسيأسى عليهم الناسُ حزنًا = وستبكي عليهمُ الغبــراءُ
واسأل الأُفْقَ عن معارج أرواحٍ . = . تسامتْ أصحابُها شهداءُ
وتأمَّـلْ مجاهدينا ليومٍ = ضجَّتِ الأرضُ فرحــةً والسَّماءُ
في الفراديسِ منهمُ شهداءٌ = وعلى الأرضِ بالهـدى غرباءُ !
كم شهيدٍ وكم سجينٍ بقطرٍ = وغريبٍ لـه الإباءُ رداءُ
إنَّـه عصرُ حربِنا فطغاةٌ = وجناةٌ قلوبُهم عمياءُ
هبَّ فيه الأفذاذُ يُزجي خطاهم = في مساراتِ نهجها الأنبياءُ
لـم يلينوا لظالمٍ مستبدٍ = أو زنيمٍ جنودُه السُّفهـاءُ
أو يهابوا من الرَّدى فمع الموتِ . = . إلى اللهِ مـوعدٌ و لقــاءُ
وإذا طابتِ القلوب بدينٍ = فالمنايا تهونُ والأرزاءُ
عاشَ مَن قادَ للجهادِ شبابًا = وأفاقتْ لصوتِه النُّصراءُ
ورأى البغيَ في البلادِ ضلالا = وفسادًا أشياعُـه الغوغاءُ
يحكمُ الجبتُ والغًـا في انحلالٍ = وتعيثُ في عهده الأهــواءُ
وتنادى إلى الجهادِ رجالٌ = وشبابٌ وصبيةٌ ونساءُ
ومئاتٌ من الذين تآخوا = فـهـمُ اليومَ للأُلــى خلفاءُ
وهـمُ اليومَ في رحابِ البرايا = والملايينُ حولهم سعداءُ
فَحُمَـاةٌ لدينِهم ماتوانوا = حسبُهم أنَّهـم هـمُ الأوفياءُ
هم هـداةٌ ورحمةٌ للبرايا = وسلامٌ وثورةٌ عصماءُ
ستعودُ الأيامُ فيها ابتهاجٌ = والمثاني والسُّنَّةُ الغرَّاءُ
وجهادٌ ينهي أذيَّـةَ بغيٍ = وقلوبٌ أجرى الوجيبَ فداءُ
وشعوبٌ تهدُّ ركنَ طغاةٍ = وسرايا لعــزَّةٍ ولــواءُ
وبركبِ الفتوحِ عادَ بنوها = ماتخلَّتْ عن نهجها العلماءُ
لم يحابوا الذين ألغوا المثاني = واستذلَّتْ في الدولةِ السَّمحاءُ
أسمعوا صوتهم لكلِّ البرايا = واستجابتْ لهديهم أصداءُ
أَوَلَــم تبصر الشعوبَ استفاقت = حين وافتْ في الأمةِ البُشَراءُ
لاتسلني عن إخوتي وبلادي = فهُـمُ الثأرُ والصَّدى والمضـاءُ
فشبابٌ أجنادُها وشيوخٌ = وفدائيُّوها الكرامُ ظمــاءُ
لاتسلْهم فيمَ الجهادُ فَمَن ذا = لـم تحــرِّك فؤادَه اللأواءُ
لاتسلهم إنَّ الجوابَ تجلَّى = والنياشينُ أحرقتْها ذُكاءُ
والبطولاتُ حالُها في تبابٍ = فضحتْها طبولُهــا الجوفاءُ
وفقدنا واللهِ جامعةَ العربِ . = . وقد صاغَ ما تفوهُ الرياءُ
كلُّها كلُّها لقد أسقطتْها = جلجلاتُ الطوفانِ لا الزعماءُ
بارك اللهُ غــزَّةَ العزِّ قالتْ = لاتصدِّقْ مَـا لم يقلْهُ الفــداءُ