والليثً في شركِ المنون تحطّمت = انيابه والمخلب الصوّال
مَن أرخصوا التقوى وجاؤوا خشّعا *وعلى الوجوه مهانةٌ وخَبال
السبت ٨ بيع الاول ١٤٢١هـ/ 10 حزيران ٢٠٠٠م
يا شعرُ غرّد زالت الأغلالُ = وتحطم النمرودُ والتمثالُ
أودى وسيف البطش قبضة كفه = ومن الدماء يلفه سربال
صنم تهاوى في الشآم تزفه =اللعنات فوق ضريحه تنهال
ثاوٍ بقبرٍ في ثرى قرداحة = وعليه من رجس الذنوب جبال
يصلى لظاها في سعير جهنم = وتلفه الأغلال والأنكال
والقاهر الجبار مدرك ثأره = مهما تمادى الظالم المختال
والله يملي للطغاة فإن قضى = أمرا فلا تتأخر الآجال
نبأ وأمواج الأثير تزفه = بشرى لها تتفتح الآمال
وتضوع جناتُ الشآم خمائلاً = نشوى وترقص أنهرٌ وظلال
والغوطتان ندية ٌ أشجارها = بسمت لها الأبكار والآصال
يا فارسَ الظلم الذي في موطني = ستظل تذكر ليله الأجيال
ليلُ الثلاثين الطويلُ وملؤه = أشباحُ رعبٍ جاثمٍ ووبالُ
وطلعت بالوجه البغيض وما به = إلا ظلامٌ حالكٌ وضلال
كالأعورِ الدجّال في شام العُلا = من حولك الأوغادُ والأنذالُ
ما بينهم إلا أجيرٌ سافلٌ = دنس ولصّ ٌ سارقٌ محتال
بلدٌ أصاب القحطُ خِصبَ ربوعِها = لمّا رماها سهمُك القتال
سجنٌ وكلّ الشعب في ظلماته = ودم ٌ على ساحاتها سيّال
وحماةُ كيف حماةُ حين تركتها = ثكلى وتندب ربعَها الأطلال ُ
ومجازرُ السجن الرهيب بتَدمرٍ = ما زال منه على الشفاه سؤال
ومجازر الشهباء لم يسلم بها = حتى الشيوخُ العزل والأطفال
وبكلّ شبر من بلادي ما نجا = فيها جنوبٌ واطمأنَّ شمال
فلأنت وحشٌ في البلاد معربدٌ = للحمِ والدّم شاربٌ أكّالُ
بطلُ الهزائم في الحروب وبيننا = أسدٌ يزمجر فاتكٌ رئبال
يا أيها الصنم الذي خفضت له = هاماتِها السفهاءُ والجهّالُ
تاهوا بتيجان العمائم وازدهوا = لكنّها للحاكمين نِعالُ
ولديهم الدّينُ الحنيف تجارةٌ = وحرامُه إذ حرّفوه حلالُ
ولهم لآزرَ نسبةٌ فهمُ بها = أبداً لأسياف الطغاة نصالُ
جاؤوك منقادين في أعناقهم = من ربقة الخوف الذليل حبالُ
وكأنّهم حُمرٌ تفرّ طريدةً = مستنفراتٌ أَجفلت وبغالُ
وثعالبُ البعث الذين استأسدوا = وزهوا بنابِك عِزةً واختالوا
حتى منحتَهمُ المخالبَ أصبحوا = أسْداً لها في غابهن صِيالُ
ومناصبٌ تاهت بشرِّ عصابة = ناءت بها الأثقال و الأحمالُ
منهم أفاع أترِعت سُمّاً وفي = أوكارها تنمو لهنّ صِلالُ
والفأرُ والخفاش والجرذان في = نشر المفاسد كلهم أبطال
وتنمّر القطط السِّمان وزمرة = الخدّام والاتباعُ والأذيالُ
كلٌّ يتاجر باسم عرشك طامعا = وشعارُه جاهٌ لديك ومالُ
رقصوا على وحل الخيانة فارتمَوا =صرعى وتخجلُ منهم الأوحالُ
يا أيّها الجبّار ذو العرش الذي = ما كان يحسب أنّه سيُطال
فرماه جبارُ السماء وهزّهُ = بالقاصفات من الردى زلزالُ
وسهامُ ربّ العرش نافذةٌ ولم = تُخطئ لرامية المنون نِبالُ
كمْ ساد جبّارون قبلك أقسموا = ما للعروش وأهلهن زوالُ
فهوتْ بهم في قاع بحر زاخرٍ= ومضَوا وزالت كالسّراب وزالوا
يا أيها الوحش المعربد ما له = غير النيوب الفاتكات خِلال
قالوا الهزبرُ و لست أهلا للذي = زعموا ولا أبناؤك الأشبال
أتظنّ أنّ الشام ميراثٌ لكم = تُؤتاه عن أبائه الأنجال
ماذا رأتْ منك الشآمُ وأهلها = إلا الضياءَ بأفقها يُغتال
بلدُ المفاخر ليس في أرجائها = إلا سجونُ القهر والأغلال
علّمتَهم أنّ الإذاعة صنعةٌ = تُزجى بها الأقوال لا الأفعالُ
علّمتهم في الحرب في ساح الوغى = أنّ الهزائمَ نخوةٌ ونضال
علّمتهم أنّ الرياء تجارةٌ = في سوقها كلُّ الكنوز تُنالُ
يا راحلاً بالخزي محمولاً على = نعشٍ بلعن اللاعنين يُشال
تمضي وما خلفت غير صحيفة = للظلم تقرأ حرفَها الأجيال
ذكراك سوداءُ العهود كأنها = حمم لنيران الجحيم طِوالُ
أو أكلة الشجر الخبيث لطعمها = غُصصٌ كأشواك الضريع ثقالُ
غادرت سوريا يباباً بلقعاً = بيدِ الخراب وربعُها أطلال
تبني صروحاُ من سرابٍ خادعٍ = آساسُها رغم الشموخ رمالُ
وتركت بشاراً على حلباتها = كالقط لا مهرٌ بها جوّال
لكنّ فجراً للخلافة قد بدا = في الشام ترقب صبحه الآمال
ستُطلّ بالتحرير شمسُ نهاره =جذلى ويبسم في السماء هلال
والدولة الكبرى ورايةُ مجدها = تعلو ويصدح بالأذان بلالُ
واللات والعزى تُباد وتنحر = الذؤبان والآساد والأشبال
ويخرُّ بشارُ الرقيع وحزبه = والآل والأعمام والأخوالُ
يا لعنةَ الله الشديدَ عذابها = من قاهر المتجبرين نكالُ
صبي الحميم على ثرى قرداحةٍ = سكبٌ عميمٌ دائمٌ ووبال
زيديه خزياً في الجحيم و أمطري = ناراً يمدك وابلٌ هطّالُ