العابثون بالعلم والتراث
حمدا لرب العرش والأكوان
أن قد حبانا نعمة القرآن
والله قد جعل العلوم عبادة
وسبيلنا للخلد والرضوان
وأشاد بالعلماء أرباب النهى
ولذاك قامت أمة الفرقان
وبفضل أحمد قد صنعنا دولة
تمتد بين الصين والرومان
***
لله أمر زماننا ورجاله
لم يفتحوا شبرا من البلدان
كلا ولم يبنوا لنا أمجادنا
أو ينجحوا في رفعة الأوطان
صفر من الإنجاز حيث وجدتهم
وتسابقوا في اللف والدوران
فهناك منهم ثعلب ومشعوذ
وهناك ذوخطر وذو عدوان
متسخط لعن الألى وتراثهم
متزعم لعصابة الزعران
كالصل ينفث سمه بين الورى
ويظن ذا فتحا من الرحمان
نسبوا إلى الأسلاف كل نقيصة
ليبرروا عيشا مع الطغيان
وبزعمهم جاءوا لنهضة أمة
كذبت وربك إخوة الثعبان
للجهل قد دفعوا بكل شابنا
وتراثنا دفعوه للنيران
هذا يريد أن يصحح سنة
وأخوه يزعم أنه قرآني
يتسابقون بذم أرباب النهى
وأكابر العلماء أهل الشان
وبزعمهم ما يفعلوه سفاهة
هو درب أهل العقل والرجحان
وبأنهم سيغربلون تراثنا
متسابقين تسابق الثيران
لم يسلم العظماء من غدراتهم
لم يتركوا رمزا بلا بهتان
يارب خذهم أجمعين بصرخة
أو زجرة أو غمرة الطوفان
لا شيء أقسى أن يدنس ديننا
وتراثنا الحمقى من الولدان
***
ومن العجائب أن نصف مثقف
يختال كالطاووس في الميدان
إن شاء كان مفسرا ومحدثا..
ومفقها ومعلم الأديان
ولربما خاض العلوم جميعها
أو صار ذا نقد وذا تبيان
ولربما أدلى برأي في الملا
عب والفنون وحكمة الديان
متغطرس ليس تعجبه الدنا
وكأنه ليث بلا أقران
هزلت .. فصار لكل علم يدعي
ولقد يقول بأنه حلواني
لم يبق شيء قد يدعه لغيره
إلا الغنا والرقص كالنسوان
***
يارب خذهم أجمعين ولغوهم
أخذا يزلزل أعظم البنيان
الكاذبون ليفسدوا نهج الهدى
والعقل والأخلاق للإنسان
خسأ البعوض أو الضفادع كلها
أن تفسد الورد على الظمآن
أعداء نهضتنا وكنز تراثنا
في خندق الأعداء والشيطان
فهم العراة وإن تدثر بعضهم
بالخز والألماس للأذقان
وهم الجناة وإن تجمع حولهم
جمع من العاهات والحملان
وسوم: العدد 1068