يا فلسطين ...
يافلسطينُ : والعِدا قد جاروا = والمغنُّون بئست الأكدارُ!
والليالي سُمَّارُها لم يناموا = بئسَ ، بئسَ التلحينُ والقيثارُ !
فوجوهٌ لمكرِهم كالحاتٌ = ليسَ فيها لذبحِنا إنكارُ !
ماوعى أصحابُ الفخامةِ يومًا = أنَّكِ الثأرُ نعمَ والإصرارُ !
ورُباكِ الحِسانُ والمسجدُ الأقصى = وحيفا ،والقدسُ والأسوارُ
ودمانا ، والعهدُ بين يَدَينا = ماتوانى رجالُه الأبرارُ
ليسَ تُعيي إقدامَهم نارُ حقْدٍ = أو سيطويه في الدروبِ انتظارُ !
فحديثُ النَّبِيِّ مازالَ رطبًا = والحكاياتُ : ليلُها والنَّهارُ
واليقينُ المكينُ بالله باقٍ = ماتجافاهُ موكبٌ هدَّارُ
لم يُغيِّرْ وجهَ الحقيقةِ أعمى = شأنُه العجزُ والهوى والصَّغارُ
منذُ ستين ماتبدَّلَ رأيٌ = أو تناسى مكانَك الأخيارُ
بحماسِ الإسلامِ أقبلت البشرى = فطوبى ، وَلْيخسأ الأشرارُ
والجهادُ الجهادُ رايةُ جندٍ = ليس تُطوَى يا أيُّها الفجَّارُ
قد خَبَرْنا زورَ البطولةِ فيهم = أوَيَقوى على الفِدا خوَّارُ !
والخياناتُ والتَّرهُّلُ والجُبنُ = وحبُّ الدنيا لهم أوزارُ
قد حملْتُم جنايةً ، فَعَجَزْتُم = فرضيتُم بما يريدُ الفِرارُ
وجلستُم مع العلوج ِحيارى = فعقولٌ من غيرِ دينٍ تَحارُ
قد تغنَّوا لكم بسلمٍ و وهمٍ = والجراحاتُ آهِ والأخطارُ !
أيُّ سلمٍ هذا الذي تتشظَّى = بينَ أنيابِه الرزايا الكبارُ !
في العراقِ الذَّبيحِ أُزهقت الأنفُسُ = باسم السلامِ ، بئسَ القرارُ
وبأفغانستان قتلٌ لشعبٍ = مستباحٍ إسلامُه و دمارُ
أيَّ سلمٍ قد يدَّعون ، وهاهم = في الورى بالغزوِ المعربدِ جاروا
ما على وجهِ الأرضِ سلمٌ ويبقى = مستحيلا وإنَّها الأقدارُ
طالما أنَّ لليهودِ وجودًا = والنَّصارى مركوبُهم ، والصِّغارُ
آخرُ الظُّلمِ حتفُهم فتحفَّزْ = أنتَ يابنَ الإسلامِ ، أنتَ المنارُ
بك تأتي الأيامُ سلمًا وأمنًا = بك تحلو وتسعدُ الأعمارُ
ولقاءاتُهم سرابٌ موشَّى = بالأباطيلِ صرحُها ينهارُ
والفضائياتُ المقيتةُ زورٌ = تتلقاهُ ويك والأخبارُ
إنَّها الفتنةُ البغيضةُ يجلو = ليلَها الأرعنَ الخبيثَ النَّهارُ
جلَّ ربِّي : موجُ المكارهِ يطغى = وله واللَّهِ العظيمِ انحسارُ
*نُشرت في مجلة المجتمع الكويتية العدد 1924 في 15/ 11/1431ه
وسوم: العدد 1068