إهداء:
إلى فضيلة الدكتور الداعية : محمد حكمت وليد حفظه الله
الأباةُ الأبرارُ والنُّجباء= والمزايا والإخوةُ الفضلاءُ
الميامينُ والمآثـــــــرُ تَتْرى= في زمانٍ يسودُه السُّفهاءُ
بادروا السَّاحَ بالبطولةِ أحيا= عزةَ الركبِ دونَها الأكفياءُ
حملوا إرثَ دعوةٍ ليس تفنى= أو يُوارِي لألاءَها الأعداءُ
تلك أيامُهم تفيضُ بذكرٍ = عطَّرَتْه الآياتُ والأشذاءُ
قوة البأس إن تمادى عدو = أو رَمَتْ بالمكاره الظلماء
فاعتزاز بدينهم وجهاد = قاد ركبان جنده الأنبياء
فالبطولات أهلها ماتواروا = يوم جئت بالغمة الهيجاء
وهو العصر لم يزل فيه ظلم = وضلال تشينُه الأهواء
فتصدى له الرجال بصبر = وأتوه بحكمة لا تساء
وتراءى (محمد) فيه فذا= زاده الوعي والهدى والوفاء
وسعى مؤمنا برب قدير= فله عند قومه إصغاء
قد وعاها مقولة يتثنى= في مغاني أفيائها العظماء
المته الأوجاع أوجاع شعب = إذ مداها رزية شنعاء
حيث نادي بملء قلب حزين= لا تهونوا فأنتُمُ النبلاء
إنَّما في نهاية الدرب فتح = وانتصار ورفعة ورخاء
لن تموت الشعوب فالحق أبقى= من ليال يموج فيها العناء
سلم الرأي يا طبيب عيون= أبصرت كيف تفعل البلواء
فادعاءات بغيهم باطلات= ورؤاهم رعونة وافتراء
فلهذا الشعب الأبي بقاء= ولأهل التضليل تبا فناء
ولأهل الحقوق عاقبة من= أمرهم في الدنيا لها استيفاء
هو دينُ الإسلامِ باقٍ ويفنى = مقتضاه للظالمين عفاء
والفروسية الكريمة ترجى= في بيان يصوغه الشعراء
فَبِرَمْي مُسَدَّدٍ وطعانٍ = وبوجه بنوره يستضاء
وهي الخيل في المراح لِمَغْدَى= إذْ يثير النقع الخضيب اللقاء
لم تمت دعوة لديها حضور= في الملمات شأنه الإرواء
أو تمت روح أمة قد حباها= وحي ربي فشأنها الإعلاء
إن للأمة الكريمة شأنا= لا يجارى وإن تمادى الشقاء
إنْ أَتَى الشَّرُّ مؤذنا بِتَبَابٍ= فستطويه دعوة عصماء
ويواريه شعبنا في ثبات= لم تزعزعه غارة بلهاء
رب هاهم رجالنا في ذهول= إذ دهتهم فجيعة نكراء
فنساء قد بتن فيها ثكالى= يوم غابَ الآباء والأبناء
وصغار في اليتم باتوا أسارى= مالهم من سعادة إدناء
فهو الهَرْجُ: سيفه ماتوانى = قد طوت زهو عمده البغضاء
فالرجال الأشاوس الصيد هبوا= ومزاياهم اليد البيضاء
من شآم الهدى أطلوا أباة = واحتفت بالجحاجح الشهباء
وبحمص وفي حماة شباب= ماتو انوا: فنخوة ومضاء
وبدير الزور الأبية نادي= للتصدي رجالُها الأصفياء
وشباب في اللاذقية جاؤوا= فرياح البحر الجميل رخاء
وبدرعا ففي الجنوب تصدت= لفرنسا يوم اعتدى اللؤماء
هو شعب الشآم شرقا وغربا= وجنوبا وفي الشمال فداء
شعب زهو التاريخ باهي بمجد= ما أضر ابتهاجَه الإنجاء
عاش لله في الحباء سخيا = فتغنَّتْ بجوده الكرماء
لم يَسُؤُهُ الذين ظل أذاهم= يتمادى وحقدهم والجفاء
فقياداته الكريمة فيها = عظماء الرجال والعلماء
ودواوينه الرخية قامت= في ظلال أفذاذها الأولياء
لك ابن الوليد منا التحايا= عطرات أناؤها والثناء
ولمسعاك فخر كل حصيف= فلك الشكر شذوه والدعاء
ولركب في اللاذقية يشدو= لم يُرَوّع فرسانه الأغبياء
في ثغور الإسلام جند أباة= أسعدتنا بالإخوة البشراء
وهو الله ما أصاب كراما= فسبيل الكرام هذا الولاء
نُوبُ الدهر ماضيات وتبقى = صفحات الرضا هي الشفعاء
من حمى شرعة الإله فذاكم= من زكت نفسه فطاب الإياء
حيثما كان لم تجده شحيحا= فمحياه بالهدى وضاء
وسجاياه من صفات تسامت= إن طغت واكفهرت الآراء
فلك الفضل حكمة واتزانا = والتزاما عدوه الغلواء
من ألان الجناح في الحق ألفى= ما عنته الشريعة الغراء
فامض بالخير لم يزل لك صنوا= يا تقيا ما غره الإطراء