إنَّهــا (الديرُ) فابتهجْ للمزايا
مازالَ طيبُ العهــدِ في العنوانِ =يتثنَّى كباقــةِ الريحــانِ
أنتِ ياديرُ في حنايا فؤادي =موطني أنتِ في النَّوى والتَّداني
ونسيمُ الأسحار مازال زهــوًا =وشذاهُ يَرفُ في أجفاني
أنتِ (ديرالزورِ) الحبيبةُ تشدو =في ضميري وتنجلي في لساني:
عن تثنِّي ربيعِنا الحُلو يحدو=يالَطيبِ الإنشادِ للنشوانِ
والليالي يا (ديرَنا) مقمراتٌ=مصغياتٌ للقارئ الجذلانِ
قد تربَّعْتِ في مغاني علانا=فتوارتْ نوازعُ البُطلانِ
لـم نكن نعرفُ الهوانَ فأهلوكِ.=. الرجالُ الأُباةُ في المَيْدانِ
لم يخافوا من وطأةِ الخطبِ يومًـا=أو ألانوا الإباءَ للخذلانِ
فهشامٌ وهيثمٌ وحميدٌ=والملبُّون دعوةَ الرحمنِ
وفتانا حذيفةُ الطهرِ ألفى=عندَ ربِّ السماءِ طيبَ المكانِ
وألوفٌ من الكرامِ تغنَّوا=للقاءِ الرحيمِ ذي الإحسانِ
وشهيدٌ وافى الرضـا وسجينٌ=وجريحٌ في حينها من طعانِ
وكرامٌ وما احتواهم عـدو=بأكُفِّ الإغراءِ أو بالأماني
قـد دَرَتْ موطنَ النزالِ خُطاهـم=فاستجابوا لشأنه بالتفاني
كيف لا والملاحمُ اليومَ ضجَّتْ=بمخازي حضارةِ الطغيانِ
يا أخا الصِّيدِ حسبُك اليومَ نــورٌ =في جبينِ الأفذاذِ غيرَ مُهـانِ !
سيعودُ الإسلامُ فالحقُّ يبقى =ببقاءِ انبلاجـه في المثاني
وأحاديثِ سيِّدِ الخَلْقِ يُلفَى =وبأسفارِ سيرةِ الفرسانِ
وبنورِ اليقينِ فاضَ سخيًّـا=فَتَلَقَتْهُ وثبةُ الشجعانِ
وتراءتْ بـه الحقائقُ تترى=بيِّناتٍ في دفقِه الهتَّانِ
ومحـالٌ أن يهجروهُ ففيـه=وحـيُ ربي وسُنَّةُ العدناني
أنتِ (ياديرُ) زهوه في زمانٍ=كدَّرَتْـهُ سفاهةُ القطعانِ
ربما ظنَّ مَن تولاهُ لـؤمٌ=أنَّ ذا الدِّين طاش في الميزانِ
لا وربِّي شريعةُ اللهِ تبقى=وستفنى مذاهبُ الشيطانِ
وتولِّي مكائـدُ البغيِ طيًّـا=في مهاوي مستنقعِ الشنآنِ
فلدينا نورُ الكتابِ مضيءٌ =والحنايا تفيضُ تتوالى بالإيمـانِ
ولياليها الهادئاتُ حبتْهـا=من فيوضاتِهـا يــدُ الديَّانِ
ما أفاقتْ إلا على رفرفاتٍ=لنسيمِ الرضـا وصوتِ الأذانِ
زيَّنَتْهـا بيوتُ ربِّـي بذكرٍ=وبأندى تلاوةِ القرآنِ
ومشاويرُ صحبةٍ قـد تآخوا=في ظلالِ الوفاءِ والتَّحنانِ
جمعتْهُم محبةُ اللهِ جندًا=فازدروا ربقةَ الهوى الفتَّانِ
فأقاموا على الثغورِ أباةً=رغمَ عصفِ الطغيانِ والأضغانِ
فأياديهمُ الكريمةُ ترعى=سِيَرَ الصَّالحين في الأزمانِ
مَن عناهـم نبيُّنا ذاتَ يومٍ=في لقاءِ الأصحابِ: بالإخوانِ
لـم يروا وجهَه الشريفَ ولكنْ=يُفتَدَى بالأموالِ والولدانِ
واحتفالاتُهم (بديري) تغنَّتْ=بمآتي ما للهدى من بيانِ
موكبٌ إثرَ موكبٍ حيثُ تلفي=في ميادينها رؤى الفتيانِ
فتيةٌ آمنوا بربٍّ عظيمٍ=وبحبٍّ للمصطفى العدناني
فَرَعَتْهُمْ بالحبِّ واحتضنَتْهُمْ=بيديهـا وصدرِها الريَّـانِ
إنَّهـا الديرُ فابتهج للمزايا =عطراتٍ في أهلِهـا الشُّجعانِ
هـم عمادُ المآثر البيضِ كانت =من فيوضِ الفراتِ للندمانِ
وجميلُ الأوصافِ فيهم جذورٌ =أمرعتْ يالزهوها الجذلانِ
يهتفُ المجدُ عابقًا بالسَّجايا =للميامين والهدى الربَّاني
ذائعٌ صيتُهم لكلِّ سُمُـوٍّ =بامتيازاتِ صدقِهم والبيانِ
ماازدرتْهم أيامُهم في عهودٍ =مرَّغَتْها سفاهـةُ العبدانِ
خيَّمتْ حولهم قلوبُ شبابٍ =ماتوانوا عن نصرةِ الإنسانِ
هي دنيا عقيدةٍ ماجفتْها =أينما ألقت طرفَها العينانِ
عاهدتْ ربَّها القلوبُ لتبقى =في ظلالِ التوحيدِ والقرآنِ
إنهـا (الدَّيرُ )ما استكانتْ لغـازٍ =أو توانتْ للحـقِّ بالعصيانِ
هي حصنُ الإسلامِ تحمي حماه =من عدوٍّ طغى وظلمِ جبانِ
واحذر الأرعن الدخيلَ إذا مــا =رامَ هـدمًا لمجدها الفينانِ
فالمثاني أفياؤُها مـا تخلَّـوا =عن ربيعٍ لهم من الرحمنِ
فالبخاري ومسلم والنسائي =وصِحابُ الأسفار والديونِ
والرجالُ الأفذاذُ أحفادُ صحبٍ =للنَّبيِّ الحبيبِ في الأزمانِ
حفظوا سُنَّةَ الرسولِ فطوبى =للأهالي محبَّـة العدناني
لايغرنَّكَ الهراءُ تمادى =في رحابِ الفراتِ ذي الجريانِ
إنَّها (الدَّيرُ) ما تخلَّتْ بيومٍ=عن مُحِبِّي ما جاءَ في الفرقانِ
من إخاءٍ ورِفعةٍ وجهـادٍ=ومن الكُـرْهِ للونـى والهوانِ
فاحمدي (ديرالزور) ربَّكِ واسْعي=ببنيـكِ الأبرارِ كلَّ أوانِ
رَبْعُكِ الحُلْولـم يزلْ يتثَنَّى=لغِناءِ القُمْرِيِّ في البستانِ
وبمجـرَى فراتِكِ العذبِ شادٍ=ما طواهُ النسيانُ في فيضانِ!
لـم يزل شدوُه الجميلُ ندِيًّـا=وَحُــدَاهُ مُحبَّبٌ والمعاني
شغفُ القلبِ بالحديثِ المصفَّى=لمزايا انسيابِه الرَّيَّـانِ
أَوَلَـم تُطْرِبِ القصائدُ قوما=فتدانوا بلهفةِ للمكانِ
غَرِدًا كانَ في اللقاءِ حفيًّـا=برجالِ الإيمانِ في المهرجانِ
فهي (الديرُ) ليس ترضى بدينٍ=غير دينِ الإسلامِ في الأزمانِ
وبطيبِ الأفنانِ فاحَ شذاها=بنسيمٍ في هدأةِ الشطآنِ
أخبرتْني عهودُها ما استكانتْ=في عصورٍ لسطوةِ الإذعانِ
هي كانت ولم تزل وستبقى=للهوى الأحمديِّ طوعَ البَنانِ
قد أحبَّتْ من الأماكنِ بغضًا=لمكانِ الحداثةِ الخزيانِ
فغزتْها حشودُهم ورماها=بيديه تقلُّبُ الحَدَثانِ
وعَرَاها الجفافُ إثرَ رياحٍ=عاصفاتٍ بالحقدِ والعدوانِ
فتَغَشَّى ذاتَ الملامحِ ضيمٌ=فاكفهرَّتْ منابتُ الريحانِ
وسقاها هذا البلاءُ سمومًا=ناقعاتٍ تفتُّ في الأبدانِ
وإباءٌ ! وما تردَّى إباءٌ=وَإِنِ اختلَّ الوقـعُ في الميزانِ
عاجلَتْها المؤامراتُ وألقتْ=من دخانٍ أخْوَى على الأجفانِ
واستُبيحَتْ أرجاؤُها إذ عَرَتْها=غارةُ المكرِ ما لهـا من أمانِ
أين وجهُ (الديرِ) المنيفُ استُثيرَتْ=في رؤاهُ ضراوة النيرانِ!
أين آمالُه الجميلةُ هشَّتْ=في رفيفٍ يطيبُ في الأردانِ!
أين صوتُ الأذانِ يبعثُ فينا=من شعورٍ برحمةِ الديَّانِ!
أين أبناؤُهـا الأشاوسُ! هاهم=تحتَ قصفِ يهـدُّ بالأركانِ
بين قتلٍ وبين سحلٍ وسحقٍ=للرؤوسِ المُلقاةِ في القيعانِ!
أين ذاك الزمانُ! ولَّى كئيبًـا=مَعَ أنينِ النساءِ والولدانِ!
أين أحبابُنا الذين ألِفْنَا=في محيَّاهُمْ بسمةَ التحنانِ!
أين أهلي الذين عشنا سويًّا=في بيوتٍ تهدَّمتْ وأماني!
أين أين الخلاَّنُ ماعدْتُ ألقى=في طريقي بقيَّةَ الخلانِ!
أين أين الأرحامُ باتوا شتاتا=في بعيدِ الآفاقِ والبلدان!
أين حُلواللقاءِ بين كرامٍ=إن أتـانا أفاضلُ الجيرانِ!
أين منِّي أٌنْسِي بنفسي دهَتْها=(أينُ) إذ باتتْ مُــرَّةً في لسانِ!
غابَ وجهُ الأحبابِ عنَّـا ولمَّـا=يٌجْــدِ دمعٌ جرتْ بـه المقلتان
هُـَو : تـــــــــيــهٌ به الدماءُ أنارتْ=ما تغشَّاهُ من دجى الأشجانِ
هـو: تيهٌ فيه الحياةُ تراءتْ=في فِناءٍ لهـا بحضنِ الزمانِ
أم طريقٌ إلى حياةٍ تجلَّتْ=ما وعى سرَّهـا بنو الإنسانِ!
ماجنوه لمَّـا عصوا وتناسوا=مـا أتاهم من خالقَ الأكوانِ!
غير ضنكِ التَّبارِ في كلِّ شأنٍ=والمنايا للآمناتِ الغواني!
قد تخلَّوا عن المآثرِ لمَّــا=أسرَتْهُم زخارفُ الشيطانِ
فأشاعوا فسادَهم واستباحوا=حُرُماتٍ قــد صُــنَّ في الوجدانِ
لهُمُ السَّبقُ فالوحوشُ تخلَّتْ=عن عٌتُـو وللقُفُولِ معاني!
أَوَيشوي الإنسانُ لحــمَ أخيه=وينادي أنا الهزبرُ الجاني!
أنا فرعونُ حقبةٍ ثارَ فيها=جمرُ حقدٍ لنـا على السُّكانِ!
أشربُ اليومَ من دماكم وأروي=ظمئي من تَلَهُّبٍ في جَناني
هكذا البغيُ ماتوانى لشَّرٍّ=بئس مافي شرورِهـم والتَّواني
ويحهم! ويحها جَنَتْ وتمادتْ=ذي الأيادي في ملعبِ الخسرانِ
إنَّهـا طفرةٌ بنفسِ شقيٍّ=أو غبيٍّ وطعنةٌ من جبانِ
حملوا خسَّةَ التعاملِ جهلا=واستعانوا بعابدي الأوثانِ
فهي الحقدُ والسياسة ضلَّتْ=ما أرادتْ للحكمِ والسُّلطانِ
وتناستْ تاريخَها يومَ أخوتْ=بعد فتـحٍ دعائمُ الإيوانِ
وأتوها كما أتوا لسواها=في بلادِ الشآمِ كالطوفانِ
وتداعتْ لحربنا أمــمُ الأرضِ.=. وعاثتْ بربعنا المزدانِ
وأحالوا أرجاءَه غليانا=في نفوسِ الأعزةِ الفرسانِ
أقفرتْ يومَ غادرَ الناسُ ضجَّتْ=بهمُ الدربُ بعدَ هجـرِ المغاني
هجروها! وما شكتْ ، والمآسي=أفرزتْها حماقةُ الصبيانِ
دَهَـمَ الشَّرُّ رحبَهـأ فأفاقتْ=وبنوهـا في هدأةٍ وأمانِ!
وتلَوَّى بِسُمِّه لاتبالي=بصغيرٍ فضاضةُ الأُفعُوانِ
مُجرمُو غابِ حِقبةٍ مارعَتْها=أبـدًا إنسانيَّةُ الإنسانِ
هجروها وليس يُرضيهُمُ الهجرُ.=. ولكنَّهـا يــدُ العدوانِ
فهو التَّهجيرُ المريرُ المدمَّى=لدياجيرِ وحشةِ الأعنانِ
وقلوبُ الجناةِ ماتت لتحيـا=من جديدٍ في غابةِ الذُّؤبانِ
لـكِ (ياديرُ) ما لأهلك من شجو.=. فهذا الفراقُ موتٌ ثانِ!
إذْ طوى الكربُ صفحةَ الأنسِ كانت=للأمـاني مزهوَّةً والتَّهـاني!
وإذا ما استُبيحَتِ الأرضُ أمسى=ماعليها غنيمــةً للجاني!
فالخسيسُ الخسيسُ يجمعُ منها=ما ترى منه في الثَّرى العينانِ
وبكيسِ الخسيسِ أحذيةُ الناسِ.=. تراها رُصَّتْ مع التيجانِ!
إنه العقلُ إن تصاغرَ ألقى=صاحبَ الشَّرِّ في يـدِ الهذيانِ
وله القلبُ أفرغ الشَّرُّ منه=كلَّ خيرٍ فباتَ كالصِّوَّانِ
هكذا حـالُ مجرِمي الشَّرِّ عاشوا=كوحوشٍ تجري بلا أرسانِ
باءَ بالخزيِ آثـمٌ قـد تمادى=في فسادٍ في السِّرِّ والإعلانِ
ضـلَّ فاستهواهُ العُتُو وجافى =نهجَ خيرٍ فعاشَ بالروغانِ
ومـع المجرمين لـجَّ ولكنْ=في ثيابِ المُسَفَّهِ الحيرانِ
سوف يفنى وللضَّلالِ هـلاكٌ=من نواصي أهلِ المخازي دانِ
أيُّها المجرمُ المعربدُ مهـلا=سوف يُلفي مصيرَك الثَّقلانِ
لـكِ (ياديرُ) في المآثرِ دارٌ=ليس تبلى برغمِ ليلِ الهوانِ
ويقينٌ باللهِ أمضى من السَّيفِ.=. ومن هـولِ غارةِ الطغيانِ
ومن الحقدِ قد تمادى جليًّـا=في عيونِ المدلِّسِ الثُّعبانِ
سيكون المآلُ في قيدٍ ذُلٍّ=بثيابِ المعاقَبِ الحَسرانِ
لاتنامي على الجراحِ وهبِّي=من جديدٍ فَنَصْرُكِ العذْبُ دانِ
إنَّ مـولاكِ عالمٌ وبصيرٌ=بخفايا الأعداءِ والخـلاَّنِ ؟!
واضطرابُ الأمورِ في الدول العظمى.=. لَشأنٌ يدورُ في الأذهانِ
حكمةُ اللهِ لـم يزلْ في تجلِّيهـا.=. انفراجٌ لأمَّــةِ العدناني
ستعودُ الأيامُ ترفلُ زهوًا=في المغاني كتائبُ الرحمنِ
إخوتي ــ في الله الكريمِ ــ وهم أغلى.=. وأسمى من زخرفٍ وجُمانِ
فَلِرَبِّي حَمْدٌ أفاضَ علينا=من سُمُوالإخاءِ والتحنانِ
شدوُنا في مرابعِ (الديرِ) أحيا=في نفوسِ الأهلينَ شذوُ الحنانِ
إنْ شُغِفْنا بحبِّها مابَلَغْنَا=شطرَ حقٍّ لها من العرفانِ
علَّمَتْنا معنى الإخاءِ المصفَّى=من حظوظِ للنفسِ والشيطانِ
وهي (الدَّيرُ) أمُّ عَذْبِ الحكايا=لذوات الحيـاءِ والأظعانِ(1)
فَمِنَ الماجداتِ طوبى لأُمٍّ=نالَ أبناؤُهُنَّ طيبَ الجِنانِ
من سجايا جرت بهنَّ نفوسٌ=تتعلمْنَ وثبةَ الفرسانِ
ومزايا ما نالهُنَّ لئيمٌ=باتَ يأسى لغفلةٍ أو أماني
جرفتْهُ الأهواءُ في سوءِ زيفٍ=فتردَّى في وهدةِ الحرمانِ
وهي (الديرُ) أهلُهـا لـم يناموا=عن جميلِ الإيثارِ والإحسانِ
ورجالاتُها الكرامُ تصدَّوا=لقبيحِ استهواءِ غُنْجِ القِيانِ
(ديرُنا) والفراتُ عـاشا بعـزٍّ=قد تجلَّى من غيرِ مـا ترجمانِ
وخريرُ الفراتِ مازالَ يدوي=رغـمَ داعي الهوانِ للكتمانِ
لـن يجف الفراتُ فالخيرُ أبقى=من هُـراءِ العدو ذي الأضغانِ
طالما( الديرُ ) أهلُهـا في ثباتٍ=في ظلالِ الحديثِ والقرآنِ
سكبَ النهرُ عذْبَه لظماءٍ=في الملماتِ من يَدَيْ رضوانِ
وسيبقى الفراتُ عذبًـا سخيًّا=رغـم كلِّ الآفاتِ والأحزانِ
أَوَيفْنَى عطاءُ ربِّك ؟ لا. لا=ليس يفنى والموتُ للخـوَّانِ
سيزولُ العجاجُ أعمى نفوسًا=دوَّختْهـا مكاتبُ البهتانِ
ووراءَ الغيوبِ علمٌ أكيدٌ=لِتَهاوِي عبادةِ الأوثانِ
ليس يبقى ياقومُ غيرُ حَفِيٍّ=بالهـداةِ الكرامِ أهـلِ المثاني
لاتُخيفَنَّكُمْ مظاهرُ حقدٍ=أضرموها من سالفِ الأزمانِ
أغرق اللهُ قبلَهـا ألفَ حشدٍ=من فراعينِ ساسةِ الساسانِ
وأُلوفًا أخرى من الرومِ عاثت=بجميلِ الربوعِ في البلدانِ
ما سلا الناسُ أمسَهم أوأضاعوا=سِيَرَ الغابرين والأعيانِ
يا لَذاكَ المصير كان جزاءً=للطغـاةِ العتاةِ والكلُّ فـانِ
فأفيقوا ياقومَنا وتآخوا=وأعيدوا أيامَ أهـلِ التَّفاني
أسَئمتُم مرارةَ العيش يغشى=بالكآباتِ أمَّـةً والهـوانِ!؟
هي أقدارُ ربٍّنـا ولـه الأمرُ.=. فطوبى للسادةِ الفرسانِ
فالإلـه العظيمُ يسمعُ صوتًـا=ويرى مايكونُ في البلدانِ
فاطمئنِّي (ياديرَنا) فلهذا الأمرُ.=. حكمٌ بـه انجــلاءُ الأوان !
ستعودُ الحاراتُ فيها اقترانٌ =مـع مافي رحابِها من أمـانِ
ويولِّي الأوباشُ عنها وتُطوَى =صفحاتُ الإذلالِ والشنآنِ
خصَّنا اللهُ بالمروءةِ تأبى =أن تُلاكَ الرُّؤى بِشِدْقَـيْ جبانِ
لا وربِّـي لـن يعبرَ الغزوُ جسرًا =ويدوسوا معالمَ العنفوانِ
ولنـا اللهُ وحــده قـد تدانى =غـيُّ قومٍ فبئس ذاك التَّداني
وسوم: العدد 1073