ذكرتُك يا خليّةُ في ليال=لها حَلكٌ يعمُّ بلا هلال
إذا قرّت عيونُك في منام=سهرتُ من الصّبابة والمحال
أكابدُها وأرقبُ منك طيفا=يزور عسى يُطالع ما بحالي
إذا رنّت هواتفُ خلتُ خلاًّ=يُواسيني يُبادر بالوصال
وكم خابت ظنوني في رنين=يَضجّ ولا يُبشّر بالوصال
ومن مثلي تماطله الأماني=أروم الوصل أُوصف بالخبال؟
فما جادت بطلعتها وضنّت=عليّ بها وما رقت لحالي
وتَسآلي وإلحاحي مُذّلٌ=شقيتُ وقد سئمتُ من السؤال
لقد ملّ الفؤاد من الأماني=فصرت بغير غزّة لا أبالي
لها عزٌّ يتوّجها ومجدٌ=وأبطالٌ تُفاخر بالنزال
طما الطوفان صُبحًا في غلاف=فأثخن بالوَثاق وبالزوال
صهاينةً فلولهمُ تداعت= ودوّخها أشاوسُ في القتال
خميسُ الغاصبين له عويلٌ= وجندُ الله يرجم بالنبال
فما أجدى يهودَ عديدُ جند= وعدّته وأُفجع بالخبال
وألويةٌ تُجندلها حماسٌ=وبالياسين يَبتُر كالنصال
وفي الأنفاق تُرعبها أسودٌ=تصول ولا تُقايض بالسّجال
علا السّنوار في الآفاق طرّا=لفتيته شموخٌ كالجبال
فصائلُ من بواسلَ في رباط=همُ الأبطالُ أنعم بالرجال
حماةُ القدس أسدٌ في عرين=كتائبُ والسرايا في النضال
صباحٌ كالبدور لهم وَسام=أُرومتُهم تفاخر بالجمال
كتابُ الله يُلهمهم ثباتا= ويؤنسهم يُرتّل بالليالي
رسول الله إسوتهم ويَهدي=لسنته بقول والفعال
لواء الله في الأقداس عال= بجند من ملائك والرجال
وجيش الهود يُهزم في نزال=فيقصف بالقنابل من علال
ويَنقم من نساء والذراري=إذا ما ذاق من غُصص القتال
تحاشى الهَّيبانُ نزال أسد= قساورة تُنكّل بالبغال
غدت جيفا بها عطنٌ تُوَارى=وتُندَب بالعويل وبالوبال
وريح المسك تَنفَح من شهيد=وفي الفردوس يَنعم بالنوال
يُكبّر في الوغى أسد هصور=ويُعلن للورى خبرَ النزال
فذاك أبو عبيدة رمزُ عز=ويُفحم بالخطابة والجدال
ويُكذب من يفاخر بالمخازي=ويَصدق في المقالة والفعال
لحى الله الخوالف قد تخلّوا=وباءوا بالهوان وبالزوال
لقد جاعت صبايا في قطاع=وأودت من سَغاب والهزال
وما مارت عروبتنا وخانت= وما رقّت لحمل أو فصال
وما رقّت لحالهمُ أعاد= صليب تصهين في الشمال
وما ذادت محاكمُ عن ضحايا= ولا حدّ القضاة من الوبال
وجار على الضحايا عارُ فيتو= يمارسه التصهين بالتتالي
ولا أدّت شعوب العرب حقا= ويُلزمها ولا جادت بمال
ولا أدّت أعاجم ما عليها= وللإسلام تُنسب لا تُبالي
لمظلمة شعوب الأرض ضجّت= ما قدّت لغزّة من عقال
وما لك يا غزَيّة من نصير= سوى الجبّار يوصف بالجلال