إلى روح فضيلة الداعية المنافح عن دعوة الله الربانية الشيخ / إبراهيم الخولي يرحمه الله
( وقالت لوالدَيْها وهي تفتخر بحجابها ومكانتها الأثيرة عند الله سبحانه وتعالى ) :
*الدَّنَّان : هو صانعُ الدِّنانِ ، وهي الأوعية الضخمة للخمر وغيره ، وكبيرُ نخبتهم .
هَنِّئاني بمُصحفي هنِّئاني=لابثوبٍ زها وعِقدِ جُمانِ
جئتُ ياوالديَّ أسعى بخيرٍ=وبنورِ اليقينِ في وجداني
وشفيعي يومَ القيامةِ يُرجَى=إنْ تلظَّتْ أضالُعُ النيرانِ
وبفخري ومُرتَقَى درجاتي=عند ربِّي في رحمةٍ وجِنانِ
والحروفُ الحِسانُ في المُصحفِ المكنونِ=أسمى ما في الليالي الحِسانِ
أَلِفٌ حرفٌ هلَّ ، والَّلامُ حرفٌ= ضاءَ والميمُ حرفُ أجرٍ دانِ
ولهُنَّ الثوابُ يُجزلُ ربِّي=لِبُنَيَّاتٍ دأبُهُنَّ المثاني
هكذا أخبرَ النَّبيُّ ِلتالٍ=صفحاتٍ من رائعاتِ البيانِ
والذي إنْ تلا يُتَعتِعُ فيه=فله عندَ ربِّه أجرانِ
وهبَ اللهُ فضلَه لتُقاةٍ=وبهذا سعادتي وامتناني
وبهذا ثوبي الأثيرُ وعزِّي=واغتباطي بالمنهج الرباني
هو أغلى ماللقلوبِ من الأنسِ=تجلَّى ومن رقيقِ التهاني
جئتُ ياوالديَّ بالحقِّ أشدو=لابسوءِ الأفعالِ أو بالأغاني
وبزهوٍ من الطهارةِ أحيا=لابعارِ السُّفورِ والعصيانِ
علَّمتْنِي الآياتُ كيفَ أُقضِّي=مدَّةَ العمرِ بالرضا والحنانِ
وبأحلى الأخلاقِ من هديِ ربِّي=و وصايا نبيِّنا العدناني
لن أضِلَّ الطريقَ فالنُّورُ حولي=والمثاني : تجارتي وأماني
فلربِّي أوفى الثَّناءِ وأصفى=ما بقلبي السَّليمِ من عِرفانِ
قد ختمتُ القرآنَ فاليومَ عيدي=عيدُ حفظي النفيسِ للقرآنِ
فبوعدِ الرسولِ فزْتُ بتاجٍ=هو تاجُ التكريمِ للإنسانِ
ماهجرْنا القرآنَ ، كيف! وفيه :=عزُّ أهلِ الإسلامِ في الأزمانِ
ولِمَنْ عاشَ بالكتابِ عُلُوٌّ=وتناءٍ عن ملعبِ الخسرانِ
ما أجلَّ الخطابَ فيه لقومي=إذْ حباهم بظلِّه المزدانِ :
مرتَقَى في الحياةِ يُرجَى لمجدٍ=لم ينَلْهُ الأُلى بغيرِ المثاني
خيرُهم مَنْ تعلَّمَ الذِّكرَ واستهدى= بأنوارِ وحيِه المزدانِ
وَهَفَا كالأُتْرُجَّةِ اليومَ نفحًا=في سجايا تطيبُ للركبانِ
وبحُسْنِ التَّرتيلِ يُصغَى لصوتٍ=قد تَثَنَّى صداهُ بالفرقانِ
ومآتي تَدَبُّرٍ و خشوعٍ=أغنتِ النَّفسَ بالمنى لا الأماني
إنَّها الآيُ تعمرُ القلبَ حتَّى=يتماهى كالزَّهرِ في البستانِ
وإذا ما خلا الفؤادُ من القرآنِ= أمسى كخربةِ القيعانِ
خاويًا ذاويًا بتيهِ تبارٍ=بينَ دنيا الأهواءِ والخذلانِ
أخواتي ممَّنْ حفظْنَ معي ما=ماتلوْنا من سورة الفرقانِ
فلأيِّ الآلاءِ أشكرُ ربِّي=والعطايا قدسيَّةُ العنوانِ
بوركت في الأسماءِ فاطمةُ الزهراءِ= رمزا للطُّهرِ والإحسانِ
والصَّحابياتُ العفيفاتُ أضحى=ذكرُهُنَّ الجليلُ في كيوانِ
نِلْنَ من رفعةِ القبولِ مكانا=لم ينلْ في علاهُ أيُّ مكانِ
وأتينا من بعدهنَّ سراعًا=باشتياقِ الغريبِ للأوطانِ
فتياتٌ بدربِهنَّ تنادوا=بقلوبٍ كنفحةِ الرَّيحانِ
قد تخرَّجْنَ للحياةِ بأزكى=ما لتلك البناتِ من تحنانِ
سيزولُ الجمالُ من كلِّ شيءٍ=وستبقى محاسنُ الإيمانِ
لن يغرَّ السُّفورُ وجهًا تجلَّتْ=في ثناياه سجدةُ الإيمانِ
هو للبارئِ الكريمِ تهادى=من ركوعٍ لطاعةِ الدَّيَّانِ
خسئتْ فتنةُ الحضارةِ ألقتْ=مالديها من دفترِ الشيطانِ
أَوَتَنْأى عن الكتاب فتاةٌ=وتجافي قداسةَ الروحاني
لا وربِّي لغيره ماخُلقنا=أو نهلنا من السَّراب الفاني
نحنُ بالإسلامِ الحنيفِ ملَكْنا=جنباتِ الغبراءِ في الأزمانِ
وكفرنا بالمغرياتِ وعِفْنَا=للحيارى عبادةَ الأوثانِ
وبعيدٌ مابين أهلِ المثاني=وأُصَيْحابِ خمرةِ الدَّنانِ *
فالنفوسُ التي أضاعتْ هُداها=ونفوسُ الأبرارِ تختلفانِ
هي دنيا تغري السَّفيه وترمي=صفحاتِ التوحيدِ للنسيانِ
غلبتْ فتنةُ الزخارفِ قومًا=ما تَرَوَّوا في زحمةِ العنفوانِ
حيثُ ضاعتْ سفينُهم وتولَّتْها= بليلٍ حماقةُ الرُّبانِ
ألِقومي الكرامِ رجعةُ صدقٍ=لمثاني ذي العفوِ والغفرانِ
فبآياتها النجاةُ من الخطبِ= تمادى بالهولِ في البلدانِ
وبأحكامها الحياةُ ستحلو=وتولِّي سحائبُ الخذلانِ
وتعودُ الأيامُ يُمنًا وفتحا=وابتهاجًا في دورِنا وأمانِ
يومها يعلمُ العدوُّ مَن القومُ= فيعلو الصَّدى بكلِّ لسانِ :
إنَّه اللهُ لم يزل ناصرًا ومعينا=لِمَنِ اختارَ دعوةَ الرحمنِ