**********
**********
**********
**********
إن أنسَ لا أنسَى لِطُولِ دُهُورِ= سَفَرًا لَنَا لِلجِسرِ "جِسرِ وَزِيرِ"
يا صَاحِ! فاسمَع قِصَّةً، و رِوَايَةً = فِي رِحلَةٍ سِحرِيَّةِ التَّأثِيرِ؟!
عَن رَحلَةٍ فَتَّانَةٍ ، و عَجِيبَةٍ = قُمنَا بِهَا ، و لِعَالَمٍ مَسحُورِ
لِـ "وَزِيرِ كُبرُو"، ثُمَّ "وَادِي شاهِنٍ" = و جِبَالِهِ خَلَّابَةِ التَّفكِيرِ؟!
فِي صُحبَة مَعَ أحمَدٍ مَعَ يُوكسِلٍ = مَعَ حِبِّنَا ؛ ذَا العَالِمِ الشِّمِّيرِ
مَن جَاءَنَا صُبحًا بِمَركَبَةٍ لَهُ = بَيضَاءَ فارِهَةٍ ؛ كَمِثلِ حَرِيرِ
و حَدِيثَةٍ ، و قويةٍ ، طَيَّارَةٍ =مِن دُونِ أجنِحَةٍ ؛ بِغَذِّ مَسِيرِ
فبِهَا انطَلَقنَا بُكرَةً مِن "أنجِزٍ"= مِنها لِصَامسُونٍ ؛ فَجِسرِ وَزيرِ
فيها أنَخنَا رَحلَنَا رَأدَ الضُّحَى = و بِها استَرَحنَا بُرهَةً ؛ بِهَجِيرِ
في بَيتِ والِدَةٍ لِيُوكسِلَ بَرَّةٍ = و أخٍ لَهُ كَالمِسكِ ، و المَنثُورِ
هُوَ مُصطفى البَحَّاثُ في اطرُوحَةٍ = عَن بُردَةٍ لِلعَالِمِ البُوصِيرِي
قد أكرَمُونَا بِالحَفَاوَةِ، و الرِّضَا = حتى غُمِرنَا بِالهَنَا ، و حُبُورِ
ثُمَّ انطَلقنَا نَحوَ وَادِي شاهِنٍ = مُتَشَوِّقِينَ لِحُسنِهِ الأسطُورِي
بِطرِيقِنا الأشجَارُ شَتَّى جَمَّةٌ = بِيَمِينِنا ، و شِمَالِنَا ، بِمَسِيرِ
مِن خَوخٍ أو حَورٍ جَمِيلٍ مَعْ سَرُو = و صَنَوبَرٍ زاهٍ -هُناكَ - نَضِيرِ
حَتَّى بَدَا الوَادِي البَدِيعُ بِسِحرِهِ = بِجَمَالِهِ الفتَّانِ ، و المَسحُورِ
و بمائه الرَّقرَاقِ يَلمَعُ خُضرَةً = بِبُحَيرةٍ ذَهَبِيَّةٍ ، بِنَمِيرِ
و الرَّاسِيَاتُ الشامِخَاتُ تَحُفُّهَا =مِن جَانِبَيهَا ؛ مُتعَةً لِبَصِيرِ
و تَرَى الجَوارِي واقِفاتٍ نُظَّرًا= في شاطِئٍ ؛ بِكَبِيرِهَا، وصَغِيرِ
ثم امتَطَينَا -بَعدَ ذا - لِسَفِينَةٍ = في رِحلَةٍ بَحرِيَّةٍ ، بِمَسِيرِ
مَخَرَت عُبَابَ المَاءِ فِينَا زَمجَرَت = و مَضَت بِنَا ؛ بِشَهِيقِهَا ، و زَفِيرِ
و رِفَاقُنا فِيهَا بِغَامِرِ فَرحَةٍ = بِرِجَالِها ، و نِسَائِهَا ، و غَرِيرِ
و بِقُربِنا كَلبٌ يُرَافِقُ جَمعَنا = كَكُلَيبِ أهلِ الكَهفِ في المَأثُورِ
و يَمُرُّ ما بَينَ الكَرَاسِي لاعِبًا = و مُدَاعَبًا مِن بَعضِنَا ، بِمُرُورِ
و أنَا أحَاذِرُ مَسَّهُ ؛ لِنَجَاسَةٍ = عِندَ الإمامِ الشافِعِي المَبرُورِ
وتَرَى الصِّحَابَ بِفُلكِنَا بِهَواتِفٍ = شُغِلُوا بِها ؛ بِمَشَاهِدِ التَّصوِيرِ
لِمَنَاظِرٍ خَلَّابَةٍ ، و بَدِيعَةٍ = لِجِبَالِ شَاهِينٍ هُنَا ، و صُخُورِ
تِلكَ الرَّوَاسِي و الشَّوَاهِقُ فِتنَةٌ = لِلنَّاظِرِينَ ، و بَهجَةٌ لِضَمِيرِ
و"بُحَيرَةُ الذَّهَبِ" الجَمِيلَةُ مُتعَةٌ = لِعُيُونِنَا ، وَقَّادَةٌ لِسُرُورِ
تِلكَ المَشَاهِدُ و المَنَاظِرُ شَاهِدٌ =لِبَدِيعِ صُنعِ اللهِ ، في المَعمُورِ
تَدعُو إلى تَوحِيدِ رَبٍّ مُبدِعٍ= سُبحَانَهُ! مِن خَالِقٍ ، و قَدِيرِ
تَذَرُ العُقُولَ سَوَابِحًا في أبحُرِ التـ = ـتَوحِيدِ ؛ تَدعُو المَرءَ لِلتفكِيرِ
بِعَظِيمِ خَلقِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ = رَبِّ الأنَامِ الوَاحِدِ السِّتِّيرِ
بِجَلِيلِ آيَاتٍ لَهُ ؛ في أنفُسٍ = في الخَلقِ، والإبداعِ، والتَّصوِيرِ
في خَلقِهِ ؛ بِسَمَائِهِ ، و بِأرضِهِ =بِكَوَاكِبٍ ؛ لِكَبِيرِهَا ، و صَغِيرِ
ثمَّ انقَلَبنَا -عَائِدِينَ- عَشِيَّةً= عِندَ الأصِيلِ؛ بِغِبطَةٍ، و سُرُورِ
مِن وادِ شَاهِينٍ إلى جِسرِ الوَزِيـ = ـرِ بِجَولَةٍ ، بِشَوارِعٍ ، بِمَسِيرِ
بِإيَابِنَا الأبقارُ كانت جَمَّةً = في "حَوزَةٍ"، و الحَورُ جِدُّ كَثِيرِ
جُزنا بِصَمسُونٍ إلَى أنجيزِنا = حَتَّى وَصَلنا البَيتَ في دَيجُورِ
يا صاحِ! هذِي رِحلَةٌ دَوَّنتُها = و رَويتُها شِعرًا ، بلا تَحوِيرِ
فاقرأ لها مُستَعبِرًا ، و مُسَبِحًا = مَولَاكَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ، و بُكُورِ