أستَاذِي المُؤَرِّخُ الكَبِيرُ والبَحَّاثَةُ مُؤرِّخُ العَصرِ د. شَوقِي أبُو خَلِيل يَرحَمُهُ اللهُ
فِي الذِّكرَى الرَّابِعَةَ عَشرَةَ لِوَفَاتِه
-1يَا طَرفُ جُد فِي دَمعِكَ الهَطَّالِ بِرِثَاءِ شَوقِي شَيخِيَ المِفضَالِ
-2 أعنِي"أبَا المُعتَزِّ" جِهبِذَ عَصرِنا في رَدِّ شُبهاتِ العِدَى؛ بِنِضّالِ
-3و مُدَوِّخٌ لِـ "مُبَشِّرِينَ" ومَعهُمُو مُستَشرِقُونَ ، أئِمَّةُ الضُّلَّالِ
-4 أعنِي المُؤَرِّخَ بَا خَلِيلِ المُنتَقَى مِن صَفوةِ الكُتَّابِ ، مِن أعدَالِ
-5 شَوقِي هُوَ ابنُ مُحمَّدٍ لأبِي خَلِيـ ـلٍ يَنتَمِي في نِسبَةٍ لِرِجَالِ
-6و هُوَ الفِلِسطِينِيُّ مِن بَيسَانِهَا وهو الدِّمَشقِيْ غِبَّ شَدِّ رِحَالِ
**********
-7 حَامِي الهُدَى ورِجَالِهِ، تَاريخِهِ في كُتْبِهِ ، أقوالِهِ ، و فِعَالِ
-8 عَلَّامَةُ التَّارِيخِ ، بَحَّاثٌ بِهِ ذُو مَنهَجٍ مُتَمَيِّزٍ ، بَل عَالِي
-9 وهُوَ المُحَامِي عَن مَبَادِئ أمَّتِي الحُرُّ صَاحِبُ غَيرَةٍ ، و مَعَالِي
-10وهُوَ الغَيُورُ على حَضَارَةِ أمَّتِي
و تُراثِها ، و عُلُومِهَا ، و رِجَالِ
-11وهو المُحَاضِرُ والمُدَرِّسُ عُمرَهُ
بِمَدَارِسٍ ، و الجَامِعَاتِ عَوَالِي
-12وهو المُؤلِّفُ لِلكُنُوزِ أضَافَهَا - بكتابةِ التَّارِيخِ - لِلأجيَالِ
-13 الكَاتِبُ السَّيَّالُ ؛ في قَلَمٍ لَهُ بِسَلَاسَةِ الالفَاظِ ، كَالسَّلسَالِ
-14أسلُوبُهُ عَذبٌ ، كَذلِكَ مُشرِقٌ و مُشَوِّقٌ بِدُرُوسِهِ ، و مَقَالِ
-15 وهُوَ الجَهُورِي صَوتُهُ في دَرسِهِ
بإبَانَةٍ ، و فَصَاحَةٍ ، بِمَجَالِ
-16وهو البَدِيعُ الدَّرسِ، سَاعَةُ دَرسِهِ
تَمضِي سَرِيعًا ، دُونَ أيِّ مَلَالِ
-17 و هو الجَمِيلُ الخَطِّ فَنَّانٌ بِهِ سُبحَانَ وَهَّابٍ لِحُسنِ خِصَالِ!
**********
-18 قد كَانَ مَولِدُهُ بـ "بَيسَانِ"، وفِيـ
ـهَا قد نَشَا مَعَ جُملَةِ الأطفالِ
-19و بسِنِّ سَبعٍ بَاغَتَتهُ نَكبَةٌ مَعَ أسرَتِهْ ، كَانَت كَمَا الزِّلزَالِ
-20إذ قامَ لِلقَومِ -اللِّئَامِ- دُوَيلَةٌ غَصَبَت فِلسطِينًا ، و بِالأهوَالِ
-21بِتَآمُرٍ لِبَنِي الصَّلِيبِ مُصَاحِبٍ قامَ الصَّهَايِنُ باحتِلَالٍ حَالِيّ
-22 فبُعَيدَ ذا ركِبَت عِصَابَاتٌ لَهُم لِفَظائِعٍ -في أهلِنَا- و نَكَالِ
-23بِالقَتلِ، والتَّهجِيرِ، مَعْ حَرقٍ لِبَعـ
ـضِ قُرًى؛ لِبَثِّ الرُّعبِ بَينَ أهَالِي
-24 فأتَوا لِـ "بَيسَانٍ" قُرَاها هَدَّدُوا بَل أرغَمُوا نَاسًا على التَّرحَالِ
-25وأتَوا لَهُم بِالشَّاحِنَاتِ لِيَركَبُوا ورَمَوهُمُو بِحُدُودِ سُورْيَا الحَالِي
-26 مِن هَؤُلَاءِ النازِحِينَ استَاذُنَا "شَوقِي" الغُلامُ بِأهلِهِ، وغَوَالِي
-27جَاؤُوا إلى"شام" مَغَانِيَ"جِلَّقٍ" سَكَنُوا بِهَا، مَعَ إخوَةٍ و أهَالِي
-28بِدِمَشقَ شَوقِي قد نَشَا مُتَرَعرِعًا
فِي ظِلِّ حُكمِ حُكُومَةِ استِقلَالِ
-29و بِهَا تَعَلَّمَ دَارِسًا مُتدَرِّجًا مِنَ الِابتِدَائِي، لِلرَّفِيعِ العَالِي
-30 مِن رَبعِ"جَامِعَةِ الشَّآمِ؛ ادَابِهَا" مِن قِسمِ "تَارِيخٍ" بِهَا ، بِمَجَالِ
-31 بِتَخَصُّصِ التَّارِيخِ نَالَ إجَازَةً مِنهَا ، وصَارَ مُدرِّسَ الأجيَالِ
-32و"العَالِمِيَّةْ"حَازَ مِن"باكُو" بِتَا رِيخٍ لِإسلَامٍ ، بِبَحثٍ عالِي
-33أضحَى يدرس غب نيل إجازة للثانوي ، تاريخَنَا المُتَوَالِي
-34مُتنقِّلًا بين "الحَسِيجِ"، وجِلَّقٍ سَنَتانِ مَعَ عَشرٍ أتَت ، بِكمَالِ
-35وغدا مُوَجِّهَ الاختِصاصِ بـ"تَربِيَةْ"
و لِمَادَّةِ "التاريخِ" ؛ من أعمالِ
-36وبجامعات الشام صار محاضرا
رَدحًا مِنَ السَّنَواتِ، و الأحوَالِ
-37في فرعِ "كُلِّيَةٍ لِدَعوَةِ لِيبِيَا" كانَ المُحَاضِرَ مُبهِرًا ، بمَجَالِ
-38 لـ"حضارة الإسلام"معها "سيرة"
و يَرُدُّ كَيدَ المُعتَدِي الدَّجَّالِ
-39شُبُهَاتُ"الِاستِشراقِ"مع "تَبشِيرِهِم"
بِالعِلمِ يَدمَغُها ، مَعَ استِئصَالِ
-40 وبظل"جَامِعَةِ الشَّآمِ" شَرِيعَةٍ كان المُحَاضرَ مُدهِشًا ، بِمَقالِ
-41في"مَعهَدِ الفَتحِ" الشَّهِيرِ مُحَاضِرًا
قد كانَ -فِيهِ- مُجَلِّيَ الإشكَالِ
-42وبـِ "دَار فِكرٍ" قد أدَارَ لِقِسمِهَا في النَّشرِ، عَقدَينِ مِن الأحوَالِ
***********
-43يا سَيِّدِي شَوقِي! وأُستَاذِي الأثِيـ
ـرَ لِمُهجَتِي ، يا كَوكَبِي المُتَلَالِي
-44 طُوبَى لَكُم! بِمفاخرٍ، و مآثِرٍ في خدمةِ الإسلام ؛ من أعمالِ
-45لِلَّهِ دَرُّكَ! كاتِبًا ، و مُؤَرِّخًا مُتَألِّقًا ؛ بِالقَولِ ، و الأفعالِ
-46قَضَّيتَ عُمرَكَ بَاحِثًا، ومُنَاضِلًا
عَن دِينِنا ، و نَبِيِّنا ، و مَعَالِي
-47فَفَضَحتَ لِلمُستَشرِقِينَ ؛ عُدَاتِنا بِالعِلم، والبَحثِ الدَّؤوبِ العَالِي
-48 عَرَّيتَهُم، وكَشَفتَ عن سَوءاتِهم ودَحَضتَ أقوَالًا لَهُم ، بِسِجَالِ
-49وأبنتَ وَجهَ الحَقِّ أبيَضَ ناصِعًا وصِحَابَهُ؛ مِن نِسوَةٍ، ورِجَالِ
-50 "شوقي"! أأستاذي المُجَدِّدَ دِينَنا
بِدِرَاسَة التاريخِ ، لِلأجيَالِ
-51و بيانكم لِتَفَوُّقٍ لِحَضارةِ الـ إسلَامِ، عَبرَ دُهُورِها، و تَوَالِي
-52و بيانِكم فَضلًا لِأعلَامِ الهُدَى عبرَ العُصُورِ، وكَرِّهَا المُتَوَالِي
-53 فضلًا لَهُم يُلفَى على مَدَنِيَّةٍ مادِّيَّةٍ لِأُرُبَّةٍ ، بِتَعَالِي
***********
-54لِلَّهِ دَرُّكَ! كاتبًا ، و مُؤَلِّفًا كُتُبًا نِفَاسًا أشرَقَت كَلَآلِي
-55نَافَت على التِّسعِينَ في تَعدادِهَا
هِيَ كالنُّجُومِ النَّيِّراتِ عَوَالِي
-56 فتلقفتها أمتي ؛ بتلهف و تعطش كالأرضِ غِبَّ مِحَالِ
-57 لنفوسهم كانت كمثل بلاسم أو كالنمير العَذبِ ، و السَّلسَالِ
-58كـ "حَضَارَةٍ عَرَبِيَّةِ إسلاميَّةٍ" هُوَ تُحفَةٌ عِلمِيَّةٌ ، كزُلَالِ
-59"إسلَامُنَا في الاِتِّهَامِ مُقَفَّصًا" فيهِ الشِّفَا مِن شُبهَةٍ، وعُضَالِ
-60"آراءُ يَهدِمُهَا الهُدَى" فَمُبَرِّزٌ بِأدِلَّةٍ ، و سَوَاطِعِ الأمثَالِ
-61و"أطَالِسُ القرآن"، مَعْ"تارِيخِنا"،
مَعَ "سُنَّةٍ"، أو "سِيرَةِ الحِلحَالِ"
-62و"حِوَارُ دَومًا" كَنزُ حَقٍّ باهِرٌ "تَحرِيرُ مَرأتِنَا" نُضَارٌ غالِي
-63"مَن ضَيَّعَ القُرآنَ"بَحثٌ شَائِقٌ في حَبلِ رَبِّي -جَلَّ- مِن أحبَالِ!
-64و"غَرِيزَةُ التَّقدِيرِ" فِيه عَجَائبٌ مِن خَلقِ مَولانا الإلهِ العَالِي
-65و"مَعَارِكٌ كُبرَى بِتاريخِ الهُدَى" بَحَثَت، وجَلَّت كُلَّ ذِي إشكَالِ
-66وَ"وَزَنتَ في المِيزان" بَعضَ مُفَكِّرِيـ
ـنَ ، و كَاتِبِينَ بِدِقَّةٍ ، و مِثَالِ
-67وكَذَاكَ "هَارُونُ الرَّشِيدُ" مُجَوَّدٌ جَلَّيتَ فِيهِ -الحَقَّ- لِلأجيَالِ
-68و"عَوَامِلُ النَّصرِ الهَزِيمَةِ"بِدعَةٌ في عَرضِه، وبِطَرحِهِ، ومَجَالِ
***********
-69فَارحَم لِشَوقِي رَبَّنَا! وتَوَلَّهُ بِمَرَاحِمٍ تَترَى ، و حُسنِ مَآلِ
-70يَا رَبِّ فِي الفِردَوسِ أعلِ مَقَامَهُ
مَعَ الَانبِيَا ، و صَحَابَةٍ ، و الآلِ
-71و كَذَا مُحِبُّوهُ ، و قُرَّا كُتْبِهِ اِجعَل جَزَاهُم جَنَّةً ، بِعَوَالِي
***********
*مِن دِيواني "في رِحَاب العُظمَاء"
وسوم: العدد 1091