- لهذه القصيدة تتمة : (1400 ه ) ... لعلي أجدها مع مابقي من دفاتر عند أحد الإخوة في نجران وذلك قبل مجيئنا إلى كندا .ولقد أبكت الدكتور الأديب محمد عادل الهاشمي يرحمه الله وألمح إلى مافي خاتمتها في مقال تم نشره في مجلة المجتمع الكويتية .
يغالبُني همٌّ وسهدٌ مُؤرِّقُ = ويغفو بأحداقي الربيعُ المرقرقٌ
وأنظرُ والآفاقُ تزخرُ بالرؤى = ويمطرُني ليلٌ من الكربِ غيدقُ
وأغفو وأشباحُ الرَّزايا تهزني = وأصحو ونيرانُ العزيمةِ تبرقُ
فتحرق أوهامي ويشتدُّ ساعدي = ويغرقُ رغم الكربِ وهمٌ وديسقُ
رويدك : فالأيامُ آتٍ نهارُها = وفيها الصحارى جُلَّنارٌ و زنبقُ
صدى رنَّ في أجواءِ روحي ولم يزل = حناجرَ تَدوي للجهادِ وتنطقُ
جزيرتنا : ردِّي الليالي هنيئةً =فدربُ مآسينا الطويلُ محملقُ
هنا أنبتَ الإسلامُ دوحةَ مجدِنا = فَذُروتُها طالتْ وفيها التَّألُّقُ
بمكَّةَ لم يُطفَأْ سراجُ هدايةٍ = وذي أممٌ بالبيتِ تسعى وترمقُ
وإيماءَةُ الوحيِ الأمين تَلَفُّتٌ = على المسلمِ اللهفانِ يحنو ويغدقُ
وفي البيتِ آثارُ النُّبوَّةِ والهدى = تهلُّ على سعيِ الرجالِ وتُنشَقُ
فأيامُ بدرٍ مكَّنتْ شوكةَ الألى = ويشهدُ للفرسانِ أُحْدٌ وخندقُ
ومؤتةُ سِفرٌ للبطولةِ خالدٌ = يحدِّثُ عنه عنفوانٌ ومنطقُ
مدائنُ كسرى لم تقفْ بعدَ ذلِّها = قلاعٌ منيفاتٌ عليها ورونقُ
لقد فتَحَتْها خيرُ كفٍّ وأُمَّةٍ = لها المجدُ في العلياءِ يسمو ويلبقُ
وهمْتُ على اليرموك والطيفُ شدَّني = وراح يُريني الصَّالحين تسابقوا
على صهواتِ الضُّمرِ طاروا جحاجحًا = وحنُّوا إلى جنَّتهم وتشوَّقوا
وزمجرةُ الأبطالِ لحنُ صدورِهم = تردِّدُه بغدادُ شوقًا وجلَّقُ
ورفَّتْ على الأمصار راياتُ عزِّنا = ففي الصِّينِ مرماها وفي الهندِ تخفقُ
وأندلس الخضراءِ تدنو قطوفُها = فعاش عليها الغربُ والغربُ مملقُ
محقنا دياجيرَ الشعوبِ فدينُنا = نهارٌ على ليلِ الممالك مشرقُ
به قدملكْنا الأرضَ شرقا ومغربا = وجذوته رغم الدُّجى تتألَّقُ
هُدانا لكلِّ الخلقِ عهدٌ معطَّرٌ = بفضلِ شذى الإسلامِ يهمي ويعبقُ
جديرٌ بنا أن ننفضَ الوهنَ والعنا = وعودتُنا للهِ أحرى وأخلقُ
جزيرتنا : لي فيك من سالفِ الهوى = أغاريدُ لايفنى جناها ويَخْلَقُ
شممتُ بدنياكِ الطيوبَ رخيَّةً = وسُحْبُك خيراتٌ على الكون دُفَّقٌ
ولي من حنيني للحجازِ قصائدٌ = بديعُ معانيها رقيقٌ وشيِّقُ
بأُمِّ القرى أستافُ عطرَ جبالها =يهبُّ ببتِ اللهِ والطِّيبُ مُعرِقُ
وألمحُ ممشى موكبٍ أذ يقودُه = نَبِيُّ الورى والنُّورُ بالبِشْرِ يسبقُ
فللخزرجِ الأبرارِ عهدٌ و موثقٌ = والأوسِ شوقٌ للهدى وتعلُّقُ
وإنا وإن طالَ السُّرَى لكتائبٌ = إلى مثلِ أيامِ الأُلى نتحرَّقُ
فيا أُمَّة التوحيدِ هبِّي فهذه = عيون الورى ترنو إليكِ وترمُقُ
وياربِّ لاتُخْزِ انبعاثَ جموعنا = فللمسلمين اليوم أُفقٌ سيشرقُ :