أنت الكريمُ أيا ربّي وذو مننٍ =على العباد , فهل يُرضيك شكرانُ ؟!
أخرجت أحرارنا من قعر مُظلمةٍ=من السّجون ,وهل في السّجن سلوان ؟!
فالحقّ يقضي بفكّ القيد عن بطلٍ=ضحّى بعمرٍ , وشرع الله عنوانُ
كم راوغ الخصمُ كي يقضي مآربَه=من غير ما ثمنٍ يا بئس ذُؤبانُ
فأيّد الله جند الحقّ , إذ ثبتوا=لم يرضخوا لوعيدٍ وهو عدوانُ
فجاء خصمهمُ يُلقي أعنته=فاقتاده الصّيدُ حيثُ الحقُ فرقانُ
فكان تحريرُكم مجداً يظللنا=يا إخوةَ الدّرب والدّيانُ معوانُ
فلتهنؤوا يا رفاقَ الدّرب في رغَدٍ=من الحياة وزادُ الدّرب إيمانُ
ولْتذكروا عصبةً مِن بعدِكم فرحوا=بذا السّراحِ وهم في القيد إخوانُ
فادعوا إلهكمُ ألاّ يطول بهم=ليل الإسار فإنّ الله رحمن
وأنت يا مَن خطا في الله خطوتَه=لأنت رائدُهم والْوُلْدُ فُرسانُ
يجزيك ربّي وأبطالاً ذوي هممٍ=من وُلدكم فهمُ للحقّ أعوانُ