القوَّةُ القوَّة

قال الله عزَّ وجلَّ : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) 60 / الأنفال

يقول النبيُّ ﷺ في الحديث الصحيح ): المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خيرٌ( رواه مسلم

قوَّةٌ في يَدَيْ أولي الغَرَّاءِ = وحنايا فرسانِها الأوفياءِ

قوَّةٌ ترهبُ العدوَّ وتُقصي = مَن تمادى بلهجةِ السفهاءِ

قوَّةٌ شاءَها الإلهُ لكيلا = يتعالى المغرورُ بالخيلاءِ

فَبِتاريخِ أمَّتي من يدِ القوَّةِ = أجيالٌ لم تَهُنْ في المضاءِ

نُصِرتْ بالرُّعبِ المحمَّلِ بالفصلِ = فليستْ تهونُ في الهيجاءِ

وبنوها الأفذاذُ عاشوا أباةً = ما لوتْ أيديهمْ يدُ الأعداءِ

فَلَدَيْهم إيمانُهم بِقَويٍّ = جلَّ سبحانَه مجيب الدُّعاءِ

فالطواغيتُ أهلك اللهُ منهم = بذبابٍ وفي هدير الماءِ

مَن تعالى في الأرضِ يسقطْ مُدَمَّى = رغم مافي يديهِ من كبرياءِ

أرعنُ النفسِ لم يكن ذا سموٍّ = فتسامى بالنفسِ كالفضلاءِ  

فتولَّى بالغيِّ يُملي هُراءً = فوق طاقاتِ نفسِه الخرقاءِ

فأتاهُ الهلاكُ من لَدُنِ اللهِ = فأخوى كالنَّعجة العرجاءِ

وهو اللهُ خصمُ كلِّ عُتُلٍّ = يتعالى كِبرًا على الأحياءِ

وهو اللهُ كم أبادَ طغاةً = وشعوبا لكفرِها والعماءِ

وتداعتْ أركانُ قومٍ عتاةٍ = في خضمِّ السَّفاهةِ الهوجاءِ

ذاك قارون غرَّه المالُ كفرا = وجحودًا للهِ ذي النعماءِ

فأتاه الخسفُ المريعُ من الله = فوافاهُ ربُّه أليمَ الجزاءِ

ولفرعون قصَّةٌ خلَّدتْها = كلماتٌ في اللجَّةِ العسراءِ

وبكلِّ العصورِ حين تعالى = صاحبُ الإثمِ في مدى الغبراءِ

ركلتْه الأهوالُ جاءت سراعا = فتوارى بذلَّة وازدراءِ

ذا مصيرُ الكفارِ أعداءِ ربِّي = حين ردُّوا رسالةَ الأنبياءِ

وسوم: العدد 1114