مهداة للأستاذ الدكتور / غيثان بن علي بن جريس الجبيري الشهري صاحب المؤلفات والبحوث والدراسات أستاذ التاريخ في جامعة الملك خالد في أبها وفقه الله
هوامش :
- البِكار : النوق الفتية
- الحدَثان : نوازل الدهر ونوائبه
- الأعيان : وجهاء القوم وساداتهم
- كارل الكلمان : المراد المستشرق كارل بروكلمان الذي تحامل على السيرة النبوية الشريفة
- عبدالقدوس : هو عبدالقدوس القاسم الأنصاري مؤسس مجلة المنهل ومحررها
هي أسفارُ باحثٍ ظمآنِ=لصحيحِ الأخبارِ في الأعنانِ
وأقاصي البقاعِ يُنبِئُ عنها=ولحالِ السكانِ والبلدانِ
والأحاديثِ عن حوادثِ دهرٍ=من قديمٍ ومن جديدِ الأوانِ
من رسومٍ ومن مغانٍ وقومٍ=سكنوها يومًا ومن أظعانِ
والحكاياتِ لم تزلْ ، فصداها=رنَّ بَعدَ السنينَ في الآذانِ
نقلتْها أكفُّ فَذٍّ أمينٍ=من بطونِ التاريخِ دونَ توانِ
فكأنَّا نعيشُ سالفَ دهرٍ=يتراءى لنا على الأجفانِ
بوركَ الباحثُ المؤرخُ غيثانُ = وطوبى للباحثِ المتفاني
أحرزَ السَّبقَ إذ تقدَّمَ ، تجري=في الفيافي به بِكارُ الرهانِ (1)
فأتانا من كلِّ حَدْبٍ وصَوبٍ=بالرواياتِ والسجايا الحِسانِ
في متونٍ غنيَّةٍ ، وبشرحٍ=صيغَ في موضوعيَّةٍ واتِّزانِ
وتحرَّى فيها الصحيحَ المصفَّى=من فسادِ الأهواءِ والوجدانِ
فهو الناقدُ المحقِّقُ في النقلِ = وفي النهجِ ، جاءَ ، والإتقانِ
وَلَكَمْ كان في السؤالِ صبورًا=و وفيًّا لنسجِ أنقى البيانِ
حيثُ ينأى عن الخرافةِ فالتاريخُ = جهدٌ قد كان للإنسانِ
فيه ما عاشَ من سرورٍ ومجدٍ=وشجونٍ وعزَّةٍ و هوانِ
والحضاراتُ فيه ألفتْ علاها=وازدهارُ الإنشاءِ في العمرانِ
جالَ غيثانُ في محاوِرِها اليومَ = فجاءتْ فوَّاحةَ الأردانِ
بدقيقِ الأسماءِ : أمكنةُ الأحداثِ = توثيقُها بلا نكرانِ
من نصوصٍ ومن وثائقَ تأبى=أن تُوَارَى عن ساحةِ العرفانِ
وبنقدٍ مهذَّبٍ ، وبجمعٍ=لشتاتِ الأخبارِ والحَدَثَانِ (2)
كتُبٌ صاغها بدقَّةِ بحثٍ=وبتحقيقِ سيرةِ الأعيانِ (3)
فدراساتٌ عن بلادِ سراةٍ=وبني شِهرٍ في قديمِ الزمانِ
وعسيرٍ وبيشةٍ ثمَّ أبها=وبني عمروِ والمدى النجراني
مئةٌ لو عددْتَها ثم زادتْ=بازديادِ البحوثِ في العنوانِ
وردودٍ على الحقودِ أذاقتْ=طعمَها المرَّ ( كارلَ الكلمانِ ) (4)
وبحوثٍ عن الحضارةِ والتاريخِ = أغناها منهجُ القرآنِ
وعن العلمِ والتَّعلُّمِ والهجراتِ = روَّادُها من السكانِ
عاشَ غيثانُ في مرابعِها الخُضرِ = فتاهت نفيسةَ الأثمانِ
ورعاها بالجهدِ والدَّأبِ الحُلْوِ = فألفاهُ عندَ طيبِ المعاني
ووجدنا ثمارَها يانعاتٍ=دانياتٍ في سِفرِه الفينانِ
منه قد نالَ الدارسون مُناهم=واستظلُّوا بفيئِه المزدانِ
ذاك تاريخُ أمَّةٍ ، وفصولٌ=لعديد الأجناسِ والأديانِ
وحكايا حول الغديرِ ، وأخرى=في رواياتِ قوة الشجعانِ
وبقايا : هي الرسومُ لربعٍ=قد طوتْهُ سوافيَ الأزمانِ
ما ألذَّ التاريخَ نرحلُ فيه=للبعيدِ استهوى الحِجَى والدَّاني
فيه خِبراتُ أمَّةٍ ، وتراثٌ=وتعاليمُ دينِنا الرَّبَّاني
فهو الواعظُ الأمينُ لقومٍ=إن جفوهُ أو غابَ في النسيانِ
فلكَ الشكرُ أيُّها الباحثُ الفذُّ = ومرحى تنالُ أحلى بَنانِ
أنتَ رصَّعتَها من الدررِ الزَّاهيةِ = اليومَ أسفرتْ والجُمانِ
ليس ينسى تاريخُ مملكةِ الخيرِ = بنيها من خيرةِ الفتيانِ
ذاك عبدالقدوسِ والمنهلُ العذبُ = يساقي أفاضلَ الفرسانِ (5 )
تتهادى مجلَّةً ذاتَ شذْوٍ=بزهورِ الآدابِ والعرفانِ
وأخوه الجوَّابُ بين المغاني=حمدُ الجاسرِ الصدوقُ اللسانِ
ورجالٌ أمثالُهم حيثُ هبُّوا=للرقيِّ المحمودِ بالإنسانِ
حفظَ اللهُ خطوَهم ، ورعاهم=بأيادي التوفيقِ والإيمانِ
=