أرملة الشهيد تهدهد طفلها

صبري التدمري

نـم  يا صغيري لا تسلني كيف غاب
ولـسوف  تعرف كيف داهمنا iiالجنود
وإلـى الـسـجون المظلمات وما بها
مـن أجـل أنـه مـسـلم لا iiغيرها
وإذا تـلا الـقـرآن يـذرف iiدمـعه
وإذا الـمـؤذن راح يـصدح iiبالأذان
ومـحبة  الأوطان تجري في iiالعروق
وإذا  الـشـبـاب بإدلب مثل iiالنجوم
سـاقـوه  يـا ولدي إلى iiضحضاحةٍ
وإلـى  جـواره كـان عمك قد iiثوى
والـدار  يـا ولـدي التي كانت iiبهم
أمـسـت خـلاءً لا أنـيس iiسواكمو
أمـا  أبـوك فـقـد قضى iiبسجونهم
وإلـى  جـنـان الـخلد غرد iiطائراً
لـكـن  عمك عاد في مرضٍ iiعضال
هـذا  هـو الـدرس الـمرير iiقرأته
فـاعـدد  لـيـوم الثأر واشحذ iiهمة
والـسيف  يخطب في ميادين iiالوغى

















فـلـئن كبرت فسوف يأتيك iiالجواب
ومـضوا به ودموعنا تحكي iiالسحاب
صـبـوا عـليه جميع أنواع iiالعذاب
لـه  تـهـمـةٌ فـيها يُعير أو iiيُعاب
مـن  خشية الرحمن في يوم iiالحساب
لـبـىَّ  الـنداء وكان أول من أجاب
والـروح يـبـذلها رخيصاً لا iiيهاب
فـأبـوك بـدرٌ سـاطعٌ بين iiالشباب
فـي تدمر الحمرا ودار رحى iiالعذاب
وقضى السنين المُحْش يفترش التراب
كـالـروضـة  الغناء يانعة iiالرطاب
يـعـلو بجنح الليل صوت iiالإنتحاب
وعـلـى  المشانق لابساً فخر iiالثياب
حـيـث الـنـبي محمد ثم الصحاب
عـظـم تـراه محطماً خلف iiالإهاب
وسـمـعته  مني وقد وضح iiالخطاب
كـالـنـسر  منطلقاً وخطفاً كالشهاب
بـجـبـالهم  وعلى منابر من iiرقاب

* في رثاء الشهيد وليد الرضوان الذي استشهد في سجن تدمر عام 1981