أرملة الشهيد تهدهد طفلها
27آب2011
صبري التدمري
صبري التدمري
نـم يا صغيري لا تسلني كيف غاب ولـسوف تعرف كيف داهمنا الجنود وإلـى الـسـجون المظلمات وما بها مـن أجـل أنـه مـسـلم لا غيرها وإذا تـلا الـقـرآن يـذرف دمـعه وإذا الـمـؤذن راح يـصدح بالأذان ومـحبة الأوطان تجري في العروق وإذا الـشـبـاب بإدلب مثل النجوم سـاقـوه يـا ولدي إلى ضحضاحةٍ وإلـى جـواره كـان عمك قد ثوى والـدار يـا ولـدي التي كانت بهم أمـسـت خـلاءً لا أنـيس سواكمو أمـا أبـوك فـقـد قضى بسجونهم وإلـى جـنـان الـخلد غرد طائراً لـكـن عمك عاد في مرضٍ عضال هـذا هـو الـدرس الـمرير قرأته فـاعـدد لـيـوم الثأر واشحذ همة والـسيف يخطب في ميادين الوغى | فـلـئن كبرت فسوف يأتيك ومـضوا به ودموعنا تحكي السحاب صـبـوا عـليه جميع أنواع العذاب لـه تـهـمـةٌ فـيها يُعير أو يُعاب مـن خشية الرحمن في يوم الحساب لـبـىَّ الـنداء وكان أول من أجاب والـروح يـبـذلها رخيصاً لا يهاب فـأبـوك بـدرٌ سـاطعٌ بين الشباب فـي تدمر الحمرا ودار رحى العذاب وقضى السنين المُحْش يفترش التراب كـالـروضـة الغناء يانعة الرطاب يـعـلو بجنح الليل صوت الإنتحاب وعـلـى المشانق لابساً فخر الثياب حـيـث الـنـبي محمد ثم الصحاب عـظـم تـراه محطماً خلف الإهاب وسـمـعته مني وقد وضح الخطاب كـالـنـسر منطلقاً وخطفاً كالشهاب بـجـبـالهم وعلى منابر من رقاب | الجواب
* في رثاء الشهيد وليد الرضوان الذي استشهد في سجن تدمر عام 1981