عودة الأم
28أيار2011
د. عبد الرزاق حسين
د. عبد الرزاق حسين
قال لي أحد الإخوان في نجاح ثورة مصر : عادت مصر لحضنها العربي .
فقلت : بل عادت تحضن أبناءها .
تحية إلى شباب مصر وثورتها في يوم عودتها .
هـجـرْتِ فذقنا العذابَ غـدونـا جـمـيـعاً لهجرانها وجفَّتْ عروقٌ ، وغاضتْ عيونٌ ولـم نـتـذوَّقْ لـفـقـدانـها وسـرنـا نُـسـائلُ عنها ونسأ سـألـنـا الـفـيافي وقُطّانها وسـرنـا نُـسـائل من نلتقي أجـابـوا جـميعاً وقالوا لنا : حـبـيـبـتـكُمْ مِنكُمُ أنكرتْ وفـي أرضِ شؤمٍ غدتْ ترتعي ويـلـتـفُّ فـي بُرْدِها أَرْقَطٌ وتُـغـلقُ في الوجهِ كلَّ المنافـ وَ تَـهْـطُلُ غيثاً على الآخرين فـصـارتْ كـتـاركةٍ بالعرا وتُـلـبـسُ بيضاً غريباً جناحاً أَحـقـاً حـبـيـبـتَـنا خُنْتِنا أيُـعْـقـلُ أنْ تنطوي صفحةٌ بـقـيـنا سنيناً وشوكُ الغضا عـلـى الجمرِ ننتظرُ المعجزا وقـلنا على الرغم ممّا صنعتِ فـأنتِ ـ تباركتِ ـ أمٌّ رؤومٌ أَجَـبْـتِ وقلتِ بأنَّ الُّلصوصَ عـصـابة سوءٍ عدتْ واعتدتْ وقادت خطايَ على الرغم منّي رهـيـنةَ حبسٍ أُعاني وأقضي أُمَـنِّـيَ نـفـسـي لقائي بكم فـهـا أنـا عدتُ كما تشتهون وإنْ أُوصدتْ في الوجوهِ السدود فـلـمّـا أطلَّتْ أطلَّت كحورٍ هـرمـنـا وشـخنا لبعدك عنّا ومـن فـوق غصنكِ يا دوحتي وبـشـراك كان هتاف الشباب بـعـزم الشباب طرحنا القشورَ بـعـزم الشبابِ هزمنا الطغاةَ ولـمـا الـتـقيناكِ وجهاً لوجهٍ وفـي درب عـودكِ يا مصرنا وَشَـمْـنا القلوبَ على عاتقيْكِ وتـبـقـيـن يا مصرُ يا أُمَّنا خـسـرتِ خسرناكِ لمّا ذهبتِ هـجـرْتِ فذقنا لهجرِكِ صابا | اغتراباوبـعـدُكِ ذقـنـاهُ سُمّاً يتامى ، حيارى ، فقدنا الصوابا وصـوَّحَ نـبـتٌ فصرنا يبابا مـنـامـاً لـذيذاً طعاماً شرابا لُ جُـزْنـا البحارَ عبرنا العبابا سـألـنـا الفضاءَ نجوماً سحابا نـسـيماً وريحاً وروضاً وغابا بـصوتِ المعزّي كُفيتُم جوابا وجـوهـاً ولـوناً وشكلاً معابا بـأرضِ الأفاعي وترعى حُبابا وتُـؤْوي إلـيـها وحوشاً ذئابا ـذِ كـلَّ الـمعابرِ تغدو حجابا و عـنـدكـمُ البرقُ يبدو خلابا فـراخـاً تَـصُبُّ عليها عذابا ألـيـسَ حـرامـاً وإثماً وعابا وخُـنْتِ الودادَ هجرتِ الصِّحابا بـنـيـنـا الأماني عليها قبابا نـسـيـرُ عـليهِ ذهاباً إيابا ت ونضرع ندعو ونرجو المثابا نـظـلُّ نـؤمِّـلُ فيكِ الصّوابا فـكيفَ غدوتِ العذابَ انصبابا أبـاحـوا جنابكِ منكِ اغتصابا وجـاسـت خلال الديار انتهابا وألـوتْ عِـنـاناً وألوتْ ركابا نـهـاري بـكاءً وليلي انتحابا وأضـرعُ أدعو وربي استجابا لـنـنسَ جميعاً سنيناً صعابا فـهـا أنـا افـتـحُ بـاباً فبابا ولـمَّـا أَهـلَّـتْ أَهَـلَّتْ كَعابا بـعـوْدِكِ عـادَ العجوزُ شبابا مـنـعـنا النعيقَ طردنا الغرابا وبـالـبشْرِ نلقى نُحيي الرِّكابا قـشـورَ الـحـياةِ ونلْنا الُّلبابا بـنـينا الشموخَ عمرنا الخرابا ذكـرنـا الـودادَ نسينا العتابا أَسَـلْـنـا الـنُّفوسَ حنيناً مُذابا لـتـبـقى دليلاً وتبقى انتسابا أعـزَّ مـقـامـاً وأعلى كِعابا ولـمّـا رجـعتِ ملكتِ الرِّقابا وأُبْـتِ فـكنتِ المنى والرِّغابا | وصابا