عروسُ الصَّبا
07أيار2011
محمد نادر فرج
عروسُ الصَّبا
محمد نادر فرج
ميرلاند - أمريكا
أسـفرتْ عن جمالِها طَـلعَتْ كوكبُ البدورِ تَهادى طَـلعَتْ والدُّجى تطاوَلَ حتى قـتَـلَ اليأسُ عاشقيها فهاموا حـيـنَ ظَنَّ الجميعُ أنَّ المنايا خَطرَتْ كالشُّموسِ تنشرُ بشرا وتـثـنَّـتْ تـجرُّ ذيلَ فَخارٍ قـلتُ مَنْ أنتِ قد فديتُكِ نفسي فـأجـابـتْ بـعـزَّةٍ وجَلالٍ أأنـا مَـنْ قَصَدْتَ ويحَكَ إني سـحَـرَ الكونَ والأنامَ جَمالي وكـسـاني الهُدى ثيابَ فَخارٍ خـطَـبَ المجدُ والتَّفاخُرُ ودِّي وسَـمَـتْ لي مَآثِرٌ في البَرايا وتـراقَـصْـتُ للصَّبا تتغاوى ذكـرياتُ الأصيلِ مجلسُ أنسٍ فـالعَشيّاتُ والحمى والخُزامى هاجَ منها في العاشقينَ شُجونٌ رَقَّ طبعي على فَظاظَةِ عَيشي لِـيَ أهدى الأصيلُ تاجَ لجينٍ وعـلـى بَـسمةِ النَّسائِمِ أغفو قـدْ سَلبتُ الورى بسحرِ بَياني وتَـمـيَّزتُ في الفَصاحَةِ حتّى أتـرى قدْ عَرَفتَني ليتَ شِعري ليسَ في الكونِ عاشقٌ إن رآني أنـا مَنْ اسمُها العروبَةُ روحي مـولدي بَعثَةُ الرَّسولِ أنارَتْ قـدْ تـفرَّدْتُ في الأنامِ بوحيٍّ فـسَما بي إلى من معارجِ مَجدٍ هـوَ كَـنْزُ الكنوزِ ليسَ يُباهى هو ذا المصحَفُ الطَّهورُ ورَبّي إنـهُ مُـعجِزُ الزَّمانِ وحارَتْ سـخِـروا منهُ جاهلين وظنوا وإذا كـلَّ مـا استبانوا جَديداً ثَـمَّ ألـفـوهُ مَـعلماً يتوارى كـلَّ يـومٍ تـلوحُ منهُ كُشوفٌ فـيـهِ فَخري وعِزَّتي وجَلالي | الحسناءُفـاستنارَ الدُّجى وعمَّ فـي شـمـوخٍ يزينُها الخُيلاءُ أطبقَ اليأسُ واستحالَ الرَّجاءُ تـتـلظَّى منَ الأسى الأحشاءُ قـدْ طـوتها وعاثَ فيها الفَناءُ فـأضـاءتْ بـنورِها الغَبراءُ حـمـلَ الـمجدُ طرفَهُ والإباءُ قـصُرَتْ دونَ حُسنِكِ الأهواءُ ودَلالٍ أفـاضَ فـيـه الحَياءُ مَلأَ الكونَ من شُعاعي الضياءُ وتـغـنَّـى بـفتنتي الشُّعراءُ مـا تـحـلَّـى بمثلِها الأمراءُ وهـوتْ دونَ رِفـعَتي العَلياءُ فشعاري النَّدى وسَمْتي السَّخاءُ خَـطَـلاً والـنَّسائِمِ الصَّحراءُ ومـعَ الـلَّـيلِ للهوى أصداءُ هـي والبيدُ والهوى والصَّفاءُ طـابَ فيها معَ العَرارِ المساءُ ومـعَ الـلَّيلِ كمْ يطيبُ الحُداءُ فـإذا الـبـيدُ مُدنَفٌ والعَراءُ فـالـكَرى مِنْ صَفائِها إغفاءُ ولِـيَ الـشِّـعرُ طائعٌ والغِناءُ ذُهـلَـتْ من بَلاغَتي الحُكماء أم أضـاعَتْ بشاشَتي الأسماءُ لـم يَـذُبْ أو يـهزُّهُ الإطراءُ هوَ شَرْعُ الهُدى وسَمتي العَطاءُ مـن سَـناهُ الرُّبا وعَمَّ الضِّياءُ عَـجـزَتْ عـنْ بيانِهِ البُلغاءُ قَـصُـرَتْ دونَ نيلِها الأهواءُ وإلـى الـنـاسِ رَحمةٌ وشِفاءُ يـصـطَفي فيهِ للعُلا مَنْ يشاءُ كـيفَ تَرميهِ بالرَّدى الأعداءُ أنـه رَثَّ أو عَـراهُ الـعَـفاءُ كـشـفـتْ عـنه هِمةٌ قَعساءُ نـطـقـتْ فـيه آيةٌ زهراءُ أدركَـتْ فـيهِ عَجزَها العُلماءُ وهـو الـرُّوحُ شـأنُهُ الإحياءُ | الضياءُ