يَعِيش أهْل بَلَدِي
د. محمد علي الرباوي
بِلاَدِ بِلاَدِي
لَكِ حُبِّي وَفُؤَادِي
===
نَوَّارَةُ تَعْبُرُ مَيْدَانَ التَّحْرِيرِ
غَلاَئِلُهَا رَشَّتْ هَذَا الْقَلْبَ بِأَنْدَاءِ النِّيلِ السَّاطِعِ
فَجْرَ الْيَوْمِ الثَّامِنِ
مِنْ هَذَا الأُسْبُوعِ السَّابِعِ
مِنْ كَانُونِ الثَّالِثِ
مِنْ هَذَا الْفَصْلِ الْخَامِسِ
مِنْ عَامِ الْفَرَحِ الطَّالِعِ
مِنْ أَعْمَاقِ الشَّجَرِ الْبَاسِقْ.
===
مَالَ مَـا احْتَجَبْ
وَانْتَشَى الْغَـضَبْ
لَيْتَ قَـاتِـــلِي
يَعْـرِفُ السَّبَـبْ
===
مَرَّتْ نَوَّارَةُ بِالْمَيْدَانِ
يَحُفُّ بِهَا فِتْيَانٌ فِي عُمْرِ الْحُلْمِ الْغَاضِبِ
فَارْتَعَدَتْ أَفْئِدَةُ الْقَصْرِ
أَطَلَّ مِنَ الشُّرْفَةِ رَبُّ الْقَصْرِ
رَأَى الْوَرْدَ بِسِيقَانِ النَّصْرِ
يُغَطِّي هَذَا الْبَلَدَ الآمِنَ
كُلُّ حَصَاةٍ مِنْ سِينَاءَ تُنَادِيهِ ارْحَلْ
فَرَحَلْ .
===
نَوَّارَةُ دُرَّه
فَوْقَ جَبِينِ الْقَمَرِ الْحَالِمِ غُرَّه
===
وَقَفَ الْخَلْقُ لِنَوَّارَةَ وَهْيَ تُضَمِّدُ جُرْحَ فَتًى فِي الْمَيْدَانِ يُشَيِّدُ لِلْمَجْدِ قَوَاعِدَ هَزَّتْ أَفْئِدَةَ الأَشْجَارِ بِتَلِّ أَبِيبَ وَتَلِّ دِمَشْقَ وَتَلِّ الْكِبْرِيتَ[1] هِيَ النَّوَّارَةُ تَاجُ عَلاَءٍ فِي مَفْرَِقِ هَذَا الشَّرْقِ لَهَا غَنَّى عُصْفُورُ الزَّيْتُونَةِ صَلَّى لِجَدَائِلِهَا فِي هَيْكَلِ هَذَا الْمِصْبَاحِ الْمُبْتَلِّ بِجَوْفِي...
نَوَّارَةُ تَطْلُعُ مِنْ هَذِي الصَّحْرَاءِ الْمَقْهُورَةِ تَطْلُعُ مِنْ جَوْفِ الثَّلْجِ فَتَخْضَرُّ الأَرْضُ الْحُبْلَى تَزْهُو الْقَاهِرَةُ الْمَنْصُورَةُ بِالْفِتْيَانِ الْمُرَّانِ يُغَادِرُ نَجْمٌ ضِلْعَيْهِ لِيَكْتُبَ أَشْعَارَ الأَفْرَاحِ يُغَنِّيهَا بِالْمَيْدَنِ الشَّابُّ إِمَامُ مَعَ الأَشْجَارِِِ( بِلاَدِ بِلاَدِي..لَكِ حُبِّي وَفُؤَادِي) تُصْغِي كُلُّ عَصَافِيرِ الدَّوْحِ لِأَنْغَامِ الشَّابِّ الْبَاسِلِ وَهْوَ يُغَادِرُ كُلُّ رُفَاتِه
===
جَـاءَ شَـاهِراً
حُبَّـهُ الْعَجَبْ
يُنْعِـشُ الثَّرَى
دَمُّـهُ الذَّهَبْ
..............
جَاءَ ثَائِــراً
ثُمَّ مَا احْتَجَبْ
- حقها الجر ، لكن أفضل منعها من الصرف على غرار تل أبيب ودمشق