إليكَ... (8)

الشاعرة الراحلة: لمياء الرفاعي*

بعد عمر كامل شاركته فيه الحلو والمرّ.. رحل الزّوج الذي جاوز الثمانين.. وظلّت شريكة الحياة تبكي ذكراه قصائد ترسلها "إليه" تَتْرَى.. حتى غادرت الدنيا بعد ثلاثة أعوام.. لم يَرْقَأ خلالها الدّمع ولا فَتَرَت الأشواق!

تـمـضي  الليالي كالضَّبابِ كئيبةً
يـعـتـادنـي والقلبُ في iiأحزانهِ
ويـظـلُّ صوتُكَ تائهاً في iiمَسمعي
يَـدنـو  بـرفقٍ! يستثيرُ مَواجعي
فـأظـلُّ  أحيا في سَحاباتِ iiالدُّجى
وكـأنَّ  أنـفـاسَ الـحـياةِ iiيلفُّها
وأنـا  بـأسـوار السكونِ iiسجينةٌ
يـغتالُني..  يقتاتُ من دمعي، iiفلي
*               *              ii*
مـا  زلـتَ نبضاً في فؤادي iiكلّما
ما زلتَ في عمري سَناً إن iiأظلمتْ
وأعـودُ لـلماضي أخاطبُ iiصَمْتَهُ
وأراكَ فـي روحـي نـداءً iiحائراً
وأراكَ جُـرحـاً فـي فؤادي iiكلّما













وَيَـظـلُّ  طَيفُكَ كالضَّباب iiيَؤوبُ
طَـيْـفـاً بـأحزانِ المساء iiيَذوبُ
يَـسـري أنـيـناً خافتاً.. ويذوبُ
كـالسَّهم في قلبِ الجراحِ iiيُصيبُ!
وأظلُّ  أغرقُ في الأسى.. iiوأغيبُ
وَهْنٌ.. سَرى في أضلُعي iiوشُحوبُ
تـنـأى بـهـا أقدارُها.. iiوتَشيبُ
بـيـن  الـضُّلوعِ مَرارةٌ iiونَحيبُ
*               *              ii*
ذابَ الـحـنينُ له صدىً ووجيبُ!
شـمـسُ  الـحياة إلى سَناه iiأثوبُ
وأراكَ  في الصَّمتِ الحزين iiتُجيبُ
يـغـتـالـهُ بـينَ الضُّلوعِ لهيبُ
تبكي الجراحُ مع المساء.. يؤوبُ!!

أبو ظبي  الثلاثاء: 19 صفر 1429 ه.

26 شباط 2008 م. 

                

* لمياء عمر بسيم الرفاعي: شاعرة من مواليد سورية عام 1936 م. أقامت مع الأسرة في "أبوظبي" منذ مطلع الثمانينات. صدر لها ديوان بعنوان "قالت المِرْآة". رحلت يوم 30 كانون الثاني/يناير 2009 م.