صديقي الهرم الرابع.. شعب مصر

صديقي الهرم الرابع.. شعب مصر

محمد جربوعة

1-

الآن عندك يا صديقي ما تقولْ

الآن عندكَ

 أيها المصريُّ

في هذا الوجودِ حكايةٌ

وفقط بجرحكَ حين تقنعنا دليلْ

الآن عندكَ

حين جاءت " ساحةَ التحريرِ"

تطعنك "الملِشيا" بالخيولْ 

الآنَ يمكنُ

أن يراك حفيدُك الآتي

((توسوسُ)) بالشجاعةِ

في المصانعِ..

والمزارعِ..

والشوارع..

والحقولْ

الآن تعرف كيف تكتب ((جملةً فعليةً ))

بفتات خبزكَ

في جدار الصمتِ

في الليل الطويلْ

الآن تملك أن تغازل وردةً وثنيّةً

تأتي بلا رجلينِ

تعرف كيف تغوي

كيف تُربِك بالذهولْ 

الآن يحتملُ الشتاءُ ربيعَهُ

ومواسما أخرى تضافُ إلى الخريفِ

وما تحنّطَ من فصولْ

الآنَ تُرجع وجهَ (ليلى) للإطارِ

ونقشَ قيسٍ للجدارِ

ولانتظار الأمّ (مُوساها)(1) الجميلْ

الآنَ 

أسمعُ صوت موجكَ

موجَ شعركَ

شِعرَ حبّكَ

حبَّ حربكَ

كالسيولْ

ولربما..

ولأنتَ تدري..

ربما..

 تغري القبائلَ بالتحررِ

من زوايا المستطيلْ

الآن عندكَ

كيف تنقذ جيش زهركَ

من حصار النارِ

من وقع الذبولْ

يا أيها العربيُّ تعرفُ

أين تلقاني هناكَ

إذا أتيتَ

وفي يمينكَ ما تبقّى من قيودكَ

أو بقايا ((المستحيلْ ))

الآن يمكن أن تحدّثَ عشرةً

أو أمّةً

أو كل هذي الأرضِ عن فنِّ

التعثُّر بعد يأسك بالحلولْ

الآن يمكن يا صديقي

أن تقولَ

ونحن نفهم ما تقولْ

............

2-

فرعون حاول رسْمَ حُلمٍ

 قد حلمْ

فرعون لوّن في الدفاتر ما رسمْ

فرعون عتّق في المحابر حقدهُ

والآن أخرج ما تعتّقَ وانتقمْ

 (فرعون) يغرَق في بحار الشعبِ

يجري

 نحو (خوفو) في الهرمْ

فرعون يرفض أن يُحنَّطَ

والشوارع حول سور القصر تغلي 

كالحممْ

فرعون يرفع (لاءه)

والشعب يصرخ :( بل نعمْ)

...............

3-

الآن نبدأ من جديدْ

يا أختنا الكبرى

ويا همس الشوارعِ للشهيدة والشهيدْ

الآن نغسلُ

يا حبيبةُ

ما تمزّقَ من لحومِ الرسغِ

في عض القيودْ

الآنَ نختصر المسافةََ

شارعُ التحرير قرّبنا لوجه الله أكثرَ

( ألف شكرا)

في اختيارك ما نريدْ

...................

1- موسى عليه السلام