كلمة في الشهيد يوسف العظمة رحمه الله
يوسف العظمة ومعركة ميسلون
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
"مؤتة الشهداء "
****
يا يوسفُ من آلِ العظمهْ ،
نــَمْ بسلام ٍ
وعليكَ سلامْ
من أهلينا ؛ إسلاما وجهادا
بل
من أهل الشام
فيها وُلِدْتَ ، وفيها قضيتَ،مرامْ
بل حقَّقْتَ بفضلِ اللهِ
أغلى استشهادا، وأعــــزَّ مرام،
فعليك سلام
طوَّعت لُغاتٍ شتَّى ، من ألمانِ أو أتراكٍ
أوْ طليان،
ومضيتَ تجاهدُ أعلاجا؛
من غربانْ
وأبيت الذلَّ،و تأبى هوان ،
ورفضتَ تفاوضُ أيَّ لسانْ
ومضتْ فئةٌ من جُنْدِكَ كانت ثلة
إنْ قيستْ بجنودِ "الغورو" قليلة
أعدادا وعتادا
والإعدادا
وتحدَّيت فرنسا و"الغورو"
والأوغادا
ومضيتَ توطِّدُ أوتادا
عامَ العشرين وتسعِ مئين وألفٍ ، ميلادا
من قرن بادا،
في معركة ٍ قرْبَ دمشقَ
ما زال عُطارُ وزيرِ الحربِ ،
يفوح ،
من نزْفِ جروح ،
من تلٍّ وسفوحْ ،
يزهو وهَّاجا
شمسا في الشَّام سراجا ،
في تاجك مُنزرعا
يا "ميسَ" و" لُون"
يا ميسا للروح غذاء
والإستبرق لونُ بهاء
يا يوسفُ ،خبرني بالله عليك
ينتصر المهراقُ على السيفِ ؟
والقسطلُ يملأ ثقْبَ الأنف؟
وترى معركةً تغلي في الصيف
وتصيخ فتسمعُ "غورو" الصلفَ
يخورْ:
"عدنا للشام، صلاحَ الدين"
من يمنعُنا أن ترفُسَ حَذوتُنا قبرَكَ
والبسطارُ متين
ها عدنا للشام ، صلاحَ الدين
" أحُدٌ " تعدلُ "بدرا "
والحربُ سجال ولسانُ الحال
قولُ السفياني قديما ، ويومَ "حنين"
و"الغورو" الدحدال
******
ثبتَ القائدُ يوسفُ في الميدان،
بثبات جَنان ،
ورأى الجناتِ الخضرَ
، رؤيا عيان،
تتهدَّلُ منها أثمارُ الأغصان
فاختار جنانا ،ولقاءَ الرَّحمن
والحورَ العين ،وفردوسا ، وأعلى مكان
رافقْ جعفر والحمزة فهنيئا ،
وكواكبَ شهداءِ الإيمان،
فنم بأمان ،
شؤبوبا يتلو شؤبوبا وعليك الغُفران