الدمع والإنسان

عبد الكريم ناتي

[email protected]

لن أخجل من دمعي

لأنني إنسانْ

و الدمعة هي الإنسانْ

ليست بالضرورة أحزانْ

لن يولِّد احتراقي في نفسي انهزامْ

فنار الحزن تمحِّصني

و تُكسبني لذاتي احترامْ

لن أنكر ذاتي

و إلا فمن يوقع دفتر حياتي...

أنا الموجود رغما عني

لنفسي وللناسْ

وللعالم الآخرْ

أنا المنسي من فرح الناسْ

أبيع الحزن في قرطاسْ

أبذره وأسقيهْ

أتفقده و أربِّيهْ

أحصده و أخبيهْ...

ليس لأنني جبانْ

لكنها حرفتي من زمانْ

 وبمضي الأيامْ

و عاما بعد عامْ

ألفيتُني إنسانْ...

تقاذفتني أمواج الزمانْ

وصرت على درب النسيانْ

ظلا غريباً

وصوتَ أحمق في عين الناسْ

أُلام على الإحساسْ

و الحب والإخلاصْ

ألام حتى في صمتي

و وحشتي واغترابي...

مللتُ الصمت مللتُ الكلامْ...

تنحيتُ في زوايا معبدي

أغزل الصمت ألوانْ

أغزل حديث الروح أنغامْ

لكنني بين الناس حيرانْ...

وعدوني موعدا كي أبث شكوايْ

باسمي وباسم الأيامْ...

في محفل وعدوني

و في محفل أهملوني

لم يدركوا أن الزمان طيف إنسانْ

و لا مكان لولا الزمانْ...

هي الأيامْ

يا هذا الذي بداخلي

سمَّيتك إنسانْ

لن أخجل من دمعي

و الدمع غيث من السماءْ

يغسل الشجر والترابْ

وجدران الموت السوداءْ...

لن أخبيء نفسي

حين أحزنُ أو أبكي

فوجهي يفضحني

بصدق المشاعر يفضحني

بالحب البائن من لحظي

ما قيمتي بلا دمعي

حتى لو لم أكُنْ

 مصدر أحزانْ