فِي حُبِّهَا يَحْلُو الشَّغَب

فِي حُبِّهَا يَحْلُو الشَّغَب!

صقر أبو عيدة

[email protected]

يَا عَاذِلِي

هَلاَّ كَفَفْتَ مَلامَتِي

البَأْسُ فِيهَا شَمْعَةٌ لَبِسَتْ عَبَاءَةَ أُمَّتِي

هَمَسَتْ عَلى زَنْدِي لأَمْشُقَ حُبَّهَا

أَحْبَبْتُ فِيها خَدَّ بِكْرٍ تَسْتَحِي مِنْ سُؤْلِهَا

فَالْقَيدُ فِيها يَاسَمِينُ مَعَاصِمِي

في كُلِّ مَطْلَعِ خُصْلَةٍ مِنْ صُبْحِهَا

يَتَقَلَّبُ الرَّيْحَانُ يَنْسُجُ عِطْرَهَا

وَمَرَاجِلُ الصَّبْرِ اسْتَوَتْ في صَدْرِهَا

شَاغَبْتُ فِيها، لَمْ أَجِدْ بُدّاً عَنِ الْحُبِّ الّذِي يَهْوَى الشَّغَبْ

عَادَيتُ فِيها خِلَّ قَلْبِي وَالأَمَانِيَ وَالْوَلَدْ

وَخَوَاطِرِي عَقْدُ الْجِوارِ إِلى الْغَضَبْ

بَعْضِي عَلى بَعْضِي أَجُولُ بِهِ..

فَرَوحِي لَمْ يُعَلِّمْهَا أَحَدْ

وَدِمَاؤُنُا انْبَجَسَتْ مِنَ السِّلْمِ الّذِي لَبِسَ الزَّرَدْ

قَدْ أَعْلَنُوا نَفْيَ الْحَمَامِ وَسَاوَمُوا

زَغَبَ الْفِرَاخِ وِسَادَةً لِمَنِ اسْتَبَدْ

كَيفَ السَّبِيلُ لأَغْمِسَ الْبَسَمَاتِ في شَفَةٍ تَقَرَّحَ وَرْدُهَا

فَعَجَنْتُ لَحْمِي في حُزُونَةِ قْرْيَتِي

مَنْ لامَنِي لَمْ يَعْرِفِ الإِعْصَارَ كَيفَ نَمَا وَيَجْرُشُ في الْجَسَدْ

حَقٌّ يُعَاتِبُنِي يُجَدِّلُ مِنْ شَرَايِيني ضَفَائِرَ شَمْسِهَا

حَقٌّ يَمُوجُ عَلى كُفُوفِ رِيَاحِهِم

فَتَحُكُّ في زَورِي قَنَابِلُ دَمْعِهَا

وَتُعَرِّشُ الأَحْلامُ في أَكْبَادِنَا

أَرْضٌ وَغَضْبَةُ بَحْرِهَا

عُنْقُودُ دَالِيَةٍ يُلَقِّحُهَا السَّحَابُ عَلى مَهَلْ

نَغَمٌ وَسُنْبُلَةٌ بِخَلْخَالٍ تُرَقِّصُ خَطْوَهَا

ثُلُثَا لَيَالِينَا تُجَلَّى بِالسَّمَرْ

بَاقِي الْبَيَاتِ لِغَرْسِ حُبٍّ نِكْتَفِي لِعِجَافِهَا

لَكِنَّهُمْ لَمْ يُمْهِلُونِي نَجْمَةً

في كُلِّ لُقْيَا حَيَّةٌ

أُرْخِي لَهَا طَرَفَ الرِّدَاءِ فَأَكْتَوِي

فَشَلَحْتُ مِنْ عُمُرِي خِصَابَ الْوَقْتِ..

سَاقُوا خَيْلَنَا بِمَسَارِحِ الْقَلْعِ الّتِي رُصِفَتْ لَنَا

فَتَشَمَّسَتْ أَثَرَ النَّوَايَا عَوْرَتِي

وَاسْتَمْرَأُوا

فَتَمَرَّغَتْ سُنَنُ الْخَرَابِ بِمُقْلَتِي

وَلِيُخْرِجُوا حُلْمِي مِنَ الْعِرْقِ الّذِي نَظَمَ الثَّرَى

لَمْ يَعْلَمُوا كَيفَ النَّسِيمُ يَذُوبُ في أَنْفَاسِهَا

وَالدِّفْءُ في الْعَينَينِ يُطْفِئُ حُرْقَتِي

يَا عَاذِلِي

هَلاَّ كَفَفْتَ مَلامَتِي