آه لو أقْدر
القصيدة الضائعة
آه لو أقْدر
الأزهر إسماعيلي
عين البيضاء/الجزائر
" وانثر عن كاهلك كل ما أثقلك في مقصدك، وكن لنفسك بنفسك، تجد أنسك في أنسك"
أبو حيان التوحيدي
آهٍ لو أني أتوحّدْ..(*)
لو أحرق كل دفاتر شعري..
لو أدفن أوجاعي
لو أقدرْ ، أدبرْ
ثم أسافر نحو بلاد الأموات الأحياءْ
وأموت هنالك، أو أحيا..
من دون عذابْ
-- --------------
قدر أن نكبر في الصغرِ..
أألملم تاريخ الكلماتْ
أأبيّن، أو أبسط طيف الأسماءْ؟
أأسمي ما لا يُحصر
ما لا يُدرك
ما لا يُشعرْ؟
----------------
نفسي تتداخل في نفسي
أتقطع حين تقاتل يسراي اليمنى
(*) أكون من التوحيديين الذين يحرقون ما أحرقهم، حين لا يجدون من يحترق معهم.
وأبارز أنياب الأرضِ
أسلّ دمي من شدقيها
وأسيرُ.. أطيرْ
نحو الأفلاكِ
أجرّ جسوما مثقلةً
وتخفّ.. تخفُ
وتهوي بي نحو الأشلاء
تشتمُ، تلعن بوصلتي
وتكذّب أحزاني..
وتفتّت آمالي..
ينهدّ كياني..
كلّ كياني!
--------------
" يا أسماءْ !"
وتفرّ.. تمزقني.
" إلام أقولُ أقولْ.
وأنا أتقطّعُ، أصغرْ..
أتضاءلُ، أخفى.
لا يبصرني غيري.. لا يلمحني إيايْ.
أأنا غيري؟!.. أأنا أنتم؟!.. أأنا نحن؟!"
ويضيع المعنى.. واللفظ تضيعه شفتايْ.
" أأصوّر ما لا يُرسمْ..
ما لا يُحدّ بغير قلوبْ؟!"
-----------------
و" أنا" يذبحني الآنَ ويعدمني..
ويقصّ جناحيّ فأهوي
يلبسني في الأرض دوارٌ، فضبابٌ، فظلام موحلْ
أتهدّمُ
حين يصير لي الوحل دِثارْ.
وتقول ليَ الآنَ:
أنت ابن الأرضِ؟!
----------------
وأردتني شيئا..
وأردتك روحا،
أو معنى يجمع كلّ الأرواحْ
أوَينبت بين الروحين الفصلُ؟!
فحياة الروح وصالْ
في الصبح عبيرٌ يغدو، حين يجنّ الليل، ضياءْ.
---------------
اليوم نحطّم كل الأسوار، ونبني
للأرواح سماها
ونعاود تسطير تجاعيد الزمن الغابر و الآتي
ونصير شواظا يتطاير
نغمر أغوار الطين بماءْ
نكبح أمواج الأهواءْ
نسبح في بحر الأنواءْ
نتطاير ذرات تنآى
ونصير رواءْ
ونواجه أمطار الماضي
وتحوّل لون الأسماءْ
ونقاتل أسماء الآخر
ونحوّل بالنبأ الأنباءْ
نسري في ليل الغربِ
وندنو.. من فجر الشرق.
----------------
أوحين دنوت بعدتم؟!
أوَما تدرون بأنّا
حين نباعد بين الأفلاك الحيرى
معنى الروح يصير هباءْ
يتناثر ليلانا في ظلمة ليل الغرباءْ؟!
----------------
وكذا نرحلْ، ونودّعْ
ونخلّف صدعا، شرخا..
وأخاديد عميقه
----------------
أنا لا أروي أساطيرَ، ولا أهذي
لا.. أه.. ذي..
لا.. أه...!
---------------
آهٍ لو أقدرْ
أتوحّدْ
أحرق كلّ دفاتر شعري
أرحلُ
دون وداعٍ ..
دون ختامْ ...!