الشمسُ تحرقُ أَمْ هيَ الأشواقُ
الشمسُ تحرقُ أَمْ هيَ الأشواقُ
خالد شوملي
الشمْسُ تَحرِقُ أَمْ هيَ الأشواقُ ؟
أينَ الأحبّةُ عَنْكَ والعُشّاقُ ؟
ما لي سجينٌ والحياةُ طليقةٌ ؟
يا قلبُ كلّا... لا تَقُلْ مُشتاقُ !
الماءُ لا يروي غليلَ بيادري
فالانتظارُ نخيلُهُ حرّاقُ
في العينِ يرقصُ ظِلُّهُمْ مُتموّجاً
مُتوهّجاً إذْ تُغمِضُ الأحْداقُ
الابتسامةُ فوقَ جرحي بلسمٌ
يا روحُ هلْ في ثغرِهمْ إشفاقُ ؟
هَمْسُ الأحبّةِ يملأُ الوادي شذا
فوحُ العبيرِ أَم الصدى سَبّاقُ ؟
أينَ الفراشةُ... أينَ ورْدةُ حبِّنا ؟
عِطرُ البنفْسَجِ طيّبٌ عبّاقُ
أينَ الشُجَيراتُُ التي رَقصَتْ لنا ؟
في الفجْرِ خبّأََ دُرَّهُ الدُرّاقُ
قُبَلُ الندى فوقَ الغصونِ لآلئٌ
فتمايلي بالعِقْدِ يا أعْناقُ !
الأغنياتُ الذكرياتُ سفينتي
وأنا لأمْواجِ الهوى مُنساقُ
البَحرُ يَرمينا... يُرينا ضَعفَنا
يا حُبُّ نشهَدُ أنّكَ العِمْلاقُ
فارحمْ عشيقاً أنتَ تعرفُ حالَهُ !
دربي إليهِمْ لولبيٌّ شاقُ
للحُبِّ ألْفُ بدايةٍ ونهايةٍ
مِنهُ انْطِلاقٌ... بعضُهُ خنّاقُ
مُتعجّباً مِنْ بحرِهِ هذا الهوى
لو غُصْتُ فيهِ تختفي الأعْماقُ
أو صِرْتُ طيراً كي أُقبّلَ نَجمَهُ
في اللانهايةِ تسقُطُ الآفاقُ
الحرْفُ يركضُ نحوَهُ مُتلهّفاً
لا الخوْفُُ يوقِفُهُ ولا الإخفاقُ
العُمْرُ نهرٌ راقصٌ متعرّجٌ
ما نالَ مِنْ إصرارِهِ الإرهاقُ
إنْ كُنتَ تلقاهُ فَقلْ يا طيرُ لي
هلْ يا تُرى هُوَ للهوى تَوّاقُ ؟
ما زِلْتُ أذكُرُهُ وأعْشَقُ روحَهُ
قَطرُ القصيدةِ كاسْمِهِ رَقْراقُ
مَنْ ذاقَ طعْمَ الحُبِّ يَرفُضُ غَيرَهُ
لمْ تختلِفْْ في حُكمِها الأذواقُ
الحبُّ منفى العاشقينَ جميعِهِمْ
وطنٌ لهُمْ ... ولروحِهِم إعتاقُ
والسِرُّ فيهِ أنّهُ متجدّدٌ
متمرّدٌ... هُوَ مبدعٌ خلّاقُ
لنْ ينضبَ الشلّالُ بينَ ربوعِنا
إنَّ المحبّةَ نبعُها الأخلاقُ
نهرُ الغرامِ قصيدةٌ إيقاعُها
متسارعٌ... متدافعٌ دفّاقُ
ولكمْ يسيرُ النيلُ مِلْءَ حنانِهِ
في طيّهِ الأشعارُ والإشراقُ
مَهْما ابتعدْنا سوفَ يبقى حُبُّنا
عَلَماً يُرفرفُ نبضُهُ خَفّاقُ
لمْ تنتهِ الأشواقُ لكنْ قِصّتي
هبَّ النسيمُ فطارتِ الأوراقُ