الآن استحالة
الآن استحالة
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
الـليلُ والصمتُ والأحزانُ سمَّاري
وصرخةٌ غادرَتْ في الريحِ في قلقٍ
وغـصّـةُ الـتـيهِ تطويني مجاهِلَهُ
وشـيّـعَ الـقـحـطُ حبّاتي برمْلتِهِ
ونـثّـرَتْ فـي رمالِ الآهِ مَزْرعتي
أنـا احـتـراقُ دمٍ يا أنتِ فانتبهي
وأجِّـجي جمرةَ الأوجاعِ في جسدي
ودمّـري لـثـغـةً أحـببْتُ نكْهتَها
وجْـهـي رحيلٌ ودربي رَعْش قبَّرةٍ
أنـا سـأرْحَـلُ فـاطوِ سِفْرَ قِصَّتِنا
وردِّدي أحْـرُفـي سَكْري على مَهَلٍ
قدَدْتِ صَبْري وقدَّ الصبرُ لي حُلُمي
وتـطـلـبـيـنَ غناءً فيَّ هاجسُهُ
مُـؤَجَّـلٌ فَـرَحي لاشيءَ يُؤْنسني
وفـيـه تَـمْـطُـرُ بالحنّاءِ غيمتُهُ
أمـا تـريْـنَ نـداءَ الموتِ يكسحُهُ
وفـيـه رَوَّجَ لـلتدميرِ مَنْ صَبأوا
يـا أنـتِ يـا حلماً آنسْتِ لحضتَهُ
قـد تسمعيني وقدْ لنْ تُدْركي خَبري
أو تـقـرأين بلمح البرق في أسفٍ
فـمـي عـويل الدم المطلول أوْلمَهُ
يـا أنـت بي وجع الأوجاع دمرني
فـمـن يـردُّ إلى الأزهار نضرتها
لا تـطـلـبي فرحا فالنزف قافيتي
أمـيـرة الروح أنفاسي غدت مزقا
لـكـن على مهل لو جئت لي كبدي
آتٍ عـلـى قـدرٍ صبحي وتشهده
اسـتـودع الله عـيـنيك لي حلماوأنَّـةٌ مِـنْ دمٍ رنّـَتْ بـأوتـاري
وقـاربُ الـهـمَّ زخّـار بـأفكاري
وسـاحلُ اليأسِِ تاهَتْ فيهِ أمْطاري
فـبَـعْثَرَتْ لي رياحُ الوهْمِ أعطاري
وحـطَّـمَ الـمعْوَلُ الجبَّارُ أسْواري
دُقِّـي بـضلعي كما تبغينَ مِسْماري
وحـطِّـمي في متآهِ الهَمْسِ مِزْماري
ومـزِّعي غُربتي في رجْفِ منشاري
وفـي مساراتِ هذا العمْرِ أخْطاري
عـسـاهُ يـبقى لدى عينيْكِ تذْكاري
وشـيِّـعـي بوْحَها لا تُنكري ناري
وبـيْنَ هذا وذا قد عشْتُ إعْصاري
يـحـيـا بحزْني وآلامي وإعْساري
حـتَّـى أرى بلدي حرَّاً بمضماري
وفـي شواطيِه يحلو رقْصُ أطياري
وفـيهِ صاحَتْ دِما الأمْواتِ يا ثاري
وأنْـكـروا لُقمتي واستعمروا داري
عيشي بحرفي وأحْيي ميْتَ أوطاري
أنـا اللهيـبُ وبـي زنْدُ الأسى وار
عـل نداء العاجل المرسوم أخباري
طـاغٍ وسـعَّـره لـلموْتِ جزاري
وفـيَّ يُـبْـحِرُ ضدَّ البحرِ إبحاري
ومـن يـقـاوم لـولا صاح تياري
فـصـرخـة الطفل تدميني بأظفار
فـلـمـلـمـيها بها والله أسراري
فأنت فيها وأخشى عصف إعصاري
وتـلـمـحـيـن به رايات ثواري
فـحـاولـي مـرة تـحيين أنواري