سيدة النساء
19كانون12009
يحيى السَّماوي
يحيى السَّماوي
سـيّـدة َ النساءِ .. مثلُ الزّمانْ الـحـبُّ نـهـرُ البدءِ والمنتهى مـادُمـتِ فـي قـلبي وفي مقلتي كـلَّ صـبـاح ٍ ولـنـا مَـولِـدٌ سـيّـدة َ الـنـسـاء ِ بـيْ عِلَّة حـيـن تـكـونين معي لا أرى وكـانَ يـا مـاكـان قال الهوى أتـاك ِ مَـقـتـولا ً .. فأحْيَيْتِه ِ بَـعَـثْـتِـه ِ حَـيّا ً... فراديسُهُ دانـيـة ُ الـقـطوفِ .. أنعامُها: أذكـرُ يـومـا ً تـاه َ فـي غفلة ٍ أتـعَـبَـهُ الـلـثـمُ .. فلمّا دجا وجـدتُـهُ يـغـفـو كـعصفورة ٍ ويْـحَـكَ يا ثغري ألا تسْتحي ؟ صـلّـى .. وعـادَ غافيا ً هانِئا ً * * * سـيّـدة َ الـنـسـاءِ : ما حِيلتي دال بـنـا الـدهـرُ .. فأغصانُنا أركـضُ كـالـنـاعور ِ .. لكنني فـلا أضـاءتْ زورقـي نجمة ٌ عَـصـايَ لم تلقفْ سوى أضلعي مـرّتْ مـواسِـمـي وما مرَّ بيْ لـم يـبـق َ في التنّور منْ خبزه ِ سـيّـدة َ الـنـساء ِ مَنْ مُغمِضي ومَـنْ يـرشُّ الـجـسَدَ المُسْتبى حـنـجرتي يابسة ٌ .. لا صدى ً سـيّـدة َ الـنـساء ِ: ما للمكانْ سـيّـدةَ الـنـسـاءِ هـل مِـثلُهُ الـشـاربـون دمـعَـنـا خمرة ً ألـيْـسَـتِ الـنـخـلة ُ في بيتِنا مـن قصَبِ الأهوار( نوحُ) ابتنى ومـن ثـرى (كـوفـتِنا) أشرقتْ وفـي جـريـدِ سَـعْف ِ بُستانهِ سـيّـدة َ الـنـسـاءِ لا تـعجبي هـرعـتُ لـلـقـيثار ِ .. لكنني | :صَـبـابـتـي تـكبرُ في كلِّ أمِـثـلـهُ يُـنـقِـذنا من هَوانْ ؟ مـاحـاجتي للتاج ِ والصَّولجانْ ؟ وكـلَّ لـيـل ٍ ولـنـا مِـهْرجانْ عَـصِـيَّـة ٌ وليس من تُرجُمانْ: إلآ بـفـانـوس ِ يَـديْ والـلسانْ مُـشـرَّدٌ ضـجَّ بـهِ الـعـنفوانْ بـقـتـلـه ِ صَبابة ً ... لا طِعانْ ثـغـرٌ شـهـيُّ الـلثم ِ والمُقلتانْ تـيـنٌ ودفءٌ وشـذا الأقـحوانْ مـنـي فـمي قُبيلَ صوتِ الأذانْ لـيـلٌـ وشـعّ نـاهدٌ كالجُمانْ مُـتْـعَـبـة ٍ .. سريرُهُ الناهدانْ فـقـالَ لـيْ حسَبْتُهُ غصنَ بانْ تُـلْـحِـفُـهُ من شعرِها خُصلتانْ * * * إنْ أمْـسَـكَ السّعدُ وصامَ الأمانْ ؟ عـن جـذرِهـا كبُعدِ نجم ٍ وثانْ أدورُ حـولـي .. ويـدورُ المكانْ ولا تـراءى فـي المدى الشاطئانْ والدربُ أفعى والمدى طوّفانْ (1) فـصـلُ ربـيـع ٍ لـتقومَ المغانْ غـيـرُ رمـاد ٍ... وبـقايا دُخانْ إنْ زارَنـي الرّسولُ قبلَ الأوانْ ؟ بـالـطيب ِوالكافورِ والزُّعْفُرانْ ؟ ومِـعـزفـي مُـهَشَّمٌ .. لا أغانْ مـنـذ اغترَبْنا يشتكي من هَوانْ ؟ بُـسـتانُنا لولا لصوصُ الجنانْ ؟ والـنـاسجون جلدَنا طيْلسانْ (2) عَـمَّـتَـنا ؟ وأمَّنا الرافِدانْ ؟ (3) سـفـيـنـهُ .. واقـتَحَمَ الطوّفانْ شـمسٌ ولا كنورها الفرقدانْ (4) خط َّ لنا سِفرَيْهِما ( الأحمدانْ ) (5) إنْ بـتُّ مـذبـوحَ المنى والأغانْ أمـسَـيْـتُ لا حنجرة ٌ.. لا يَدانْ | آنْ
(1) تضمين غير مباشر لقوله تعالى : ( قال ألقها يا موسى* فألقاها فاذا هي حيّة تسعى )
(2) الطيلسان : كساء من الحرير يلبسه الخواص ورجال الدين والكلمة معرّبة عن الفارسية .
(3) إشارة إلى قول النبي " ص " : ( أكرموا عمتكم النخلة )
(4) المراد به المتنبي .
(5) الأحمدان : هما أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي المتنبي ، المولود في الكوفة سنة 303 ه و أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري المولود في معرة النعمان شمال سورية سنة 363 وقد أقام في بغداد زمنا .